”“حديثٌ في الحج والعمرة”“ بقلم م.اشرف الكرم


قال: من أجل هذا السبب لم أذهب إلى الحج أو العمره، وأخذ يعدد نقاط ليس عليه فيها مسئولية، وأردف: إننا نستجمع أموالنا طيلة حياتنا، لنذهب بها إلى الأراضي المقدسة، وندفعها كتكاليف لهذه الرحلة الروحانية الربانية عن طيب خاطر لكن، -وأخذ يعترض على كل شيء- ثم أنهى كلماته بأن كل ذلك دعاه إلى الامتناع عن الحج والعمره.
قلت له: لا شك بأن هذا الكلام فيه مغالطات كبيرة وخلطٌ بيِّن وواضح، إذ أن الأمر الذي تطرحه له شقان، الأول هو ما عليك فيه مسئولية، والثاني ماهو خارج مسئوليتك،
والذي عليك فيه مسئولية هو أداء المناسك عند استطاعتك إلى ذلك سبيلًا، وليس لك أن تتقاعس عن مسئوليتك تجاه أدائها كفرض -كما في الحج- أو كسُنّة -كما في العمرة- تحت أي دعاوى مما هو خارج مسئوليتك.
أما الشق الآخر وهو مسئولية غيرك، فهذا لا يدخل في نطاق تغيير قرارك مهما كنت معترضًا أو متوافقًا مع هذا الغير.
والذي يمكن أن ننوه عنه هنا، في باب الحج والعمرة، هو فقط موضوع التكرار، فقد يكون من الأفضل وبدلًا من تكرار الحج -بعد أداء الحجة الأولى الفريضة- فيمكن أن تضع الأموال في المساهمة ببناء مدرسة أو مستشفى أو مساعدة الناس وما شابه ذلك.
في الحقيقة، ألحظ الكثير من الاجتهادات الفردية أحيانًا، والتي يستند عليها كثيرون في أخذ قرارات كبيرة، دون علم أو قسط من التوازن، وهو الذي يؤدي بنا دائما إلى الانزلاق في مزالق لا يعلم نتائجها إلا الله، فلنحذر من ذلك ولنرجع دومًا إلى أهل الذكر من العلماء الوسطيون، وهم لدينا في مؤسسة الأزهر كثير.