قمة بغداد: صوت الوحدة في قلب العراق الشقيق” بقلم . عبدالحميد نقريش


في بغداد، حيث التاريخ ينبض من بين الأزقة العريقة، شهدت الأمة العربية قمة استثنائية أكدت أن الأمل لا يموت، وأن الصوت العربي لا يزال حاضرًا بقوة رغم التحديات والتباينات. قمة بغداد، التي انعقدت وسط أجواء سياسية واقتصادية دقيقة تمر بها المنطقة، كانت بحق قمة ناجحة بكل المقاييس، شكلاً ومضمونًا.
رغم غياب بعض الدول الشقيقة، فقد أثبت الحضور العربي أن العمل المشترك لا يتوقف، وأن التلاقي من أجل مصلحة الشعوب لا يعرف جمودًا. القادة الذين لبّوا الدعوة إلى بغداد، كان حضورهم رسالة دعم قوية للعراق، ورسالة وحدة لكل مواطن عربي يتوق إلى التضامن والعمل المشترك.
كلمة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، كانت كعادتها قوية وواضحة، تحمل هموم الأمة، وتضع النقاط فوق الحروف. الرئيس السيسي شدد على ثوابت مصر تجاه القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وأهمية حماية الأمن القومي العربي، ورفض التدخلات الإقليمية في شؤون الدول العربية. كلمته كانت بمثابة خارطة طريق لمن يريد إنقاذ المنطقة من أزماتها، وإعادة بناء الثقة بين الشعوب العربية.
ولا يفوتنا أن نثني على رئاسة القمة والحضور الكريم من القادة والرؤساء الذين أظهروا حرصًا كبيرًا على إنجاح هذه القمة، وعلى المضي قدمًا نحو مرحلة جديدة من العمل العربي المشترك. كلماتهم ومواقفهم تعكس بوضوح أن العرب، مهما اختلفوا، فإنهم قادرون على الجلوس إلى طاولة واحدة، لمناقشة قضياهم بروح من المسؤولية والأخوة.
أما العراق الشقيق، فيستحق كل التقدير والثناء. لقد كانت استضافة بغداد للقمة العربية حدثًا عظيمًا بكل تفاصيله. العراق، الذي عانى لعقود من الحروب والانقسامات، ينهض اليوم بدور محوري في تعزيز العمل العربي، ويثبت أنه عمق استراتيجي للأمة لا يمكن الاستغناء عنه. التنظيم كان على أعلى مستوى، والأمن مستتب، والكرم العراقي الأصيل كان حاضرًا في كل زاوية.
نحن كعرب، نأمل أن تكون القمة القادمة جامعة شاملة لكل الدول العربية دون استثناء، لأن ما نواجهه من تحديات يتطلب منّا الوقوف صفًا واحدًا. وحدة الكلمة والموقف لم تعد رفاهية، بل ضرورة وجودية لأمن واستقرار الشعوب.
في الختام، تحية من القلب للعراق، شعبًا وقيادة، على هذا الإنجاز الكبير. وتحية شكر لكل من حضر وساهم في إنجاح هذه القمة. والأمل معقود على أن تكون هذه القمم بداية لنهضة عربية حقيقية، تُعيد للأمة مكانتها بين الأمم.