شلتوت ورجاله.. نموذج للامتياز الدبلوماسي


في زمن التحديات والتحولات الإقليمية والدولية، تظل الدبلوماسية المصرية واحدة من أقوى أدوات الدولة في حماية مصالحها، ودعم أبنائها في الخارج، وتعزيز العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة. وفي هذا السياق، أثبتت البعثة الدبلوماسية المصرية في دولة الكويت الشقيقة أنها على قدر المسؤولية، وأن اختيار القيادة السياسية لها كان موفقًا بكل المقاييس.
فمنذ أن تولى السفير أسامة شلتوت مهام منصبه، اتضح للجميع أنه ليس مجرد ممثل دبلوماسي، بل هو رجل دولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، يعمل بتفانٍ في بناء جسور الثقة والتقارب بين الشعبين المصري والكويتي، ويجسد بأفعاله روح الانتماء والاحترافية التي تتطلبها الدبلوماسية في عصرنا الحديث.
نجحت البعثة، تحت قيادته، في تحقيق إنجازات ملموسة، كان أبرزها تعزيز التعاون الاقتصادي مع الجانب الكويتي، حيث ارتفع حجم الاستثمارات الكويتية في مصر إلى نحو 20 مليار دولار، موزعة على أكثر من ألف شركة، فضلًا عن زيادة مساهمة الصندوق الكويتي للتنمية بما يفوق 25% من حجم مشروعاته.
ولأن الدبلوماسية لا تقتصر على العلاقات الرسمية فحسب، بل تمتد لتشمل رعاية المواطنين في الخارج، كان من أولويات البعثة العمل على تلبية مطالب الجالية المصرية، التي تُعد من الأكبر عددًا في منطقة الخليج. ومن أبرز الإنجازات التي تحققت في هذا السياق: تخصيص قطعة أرض لبناء مقر دائم للقنصلية المصرية في الحي الدبلوماسي بالكويت، وهو مطلب طالما انتظره أبناء الجالية.
ولم تتوقف جهود البعثة عند ذلك، بل أعادت تشغيل فصول التقوية المسائية لتدريس المنهج المصري، بعد توقفها منذ جائحة كورونا، مما أتاح لأبناء الجالية فرصة مواصلة تعليمهم في بيئة مناسبة.
أما الجانب الإنساني، فكان حاضرًا بقوة في أداء البعثة. فقد تم تفعيل لجنة المساعدات الإنسانية لتقديم الدعم المادي والعيني بعد دراسة الحالات المستحقة بعناية، فضلًا عن إنشاء لجنة لمتابعة الحالات المرضية في المستشفيات، وتقديم الدعم اللازم لها بشكل دوري، بل وامتدت المبادرات لتشمل إرسال موظفين إلى أماكن إقامة كبار السن والمرضى لإنهاء إجراءات بطاقة الرقم القومي اثناء تواجد لجنة اصدار وتجديد بطاقة الرقم القومي، في مشهد يجسّد أقصى درجات الإنسانية والمسؤولية.
كل هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا التعاون الصادق من دولة الكويت الشقيقة، التي لطالما كانت سندًا لمصر وشعبها في مختلف الظروف، وهو ما نُقدّره ونثمّنه قيادةً وشعبًا.
وفي النهاية، لا يسعني إلا أن أوجّه رسالة وفاء لجنود الظل في البعثة الدبلوماسية، أولئك الذين يعملون بصمت وإخلاص بعيدًا عن الأضواء. قد لا تُكتب أسماؤكم في العناوين، وقد لا تحتفي بكم وسائل الإعلام، لكنكم محفورون في قلوب أبناء الجالية، وفي ذاكرة الوطن الذي لن ينسى من خدموه بإخلاص.