×
21 محرّم 1447
16 يوليو 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي
مقالات

قافلة إلى معبر رفح: النية النبيلة في مواجهة الواقع المعقد

المصريين بالخارج

في خضم المآسي التي يعيشها قطاع غزة، لا يمكن لأحد أن يُنكر نُبل نوايا القافلة الشعبية التي تستعد للتحرك نحو معبر رفح، بدافع التضامن وكسر الحصار. الإنسانية تحتم التعاطف، والغضب من مشاهد القتل والتدمير مشروع ومفهوم. لكن، وبين النية والواقع، تقف حدود الدول، وسيادتها، وتعقيدات السياسة الدولية التي لا ترحم.

لنكن واقعيين. لا توجد دولة في العالم تسمح بمرور أفراد عبر حدودها دون ترتيبات رسمية، مهما كانت نواياهم. المصري إذا أراد دخول تونس أو الجزائر أو المغرب، فعليه استخراج تأشيرة، والعكس صحيح. إذًا، كان من البديهي – ومن باب التنظيم المسؤول – أن يتقدم كل مشارك في القافلة بأوراقه للحصول على تأشيرة دخول، احترامًا للقوانين وتفاديًا للفوضى.

دعونا نكمل السيناريو المحتمل:

مارست جهات دولية أو شعبية ضغوطًا على مصر، فوافقت استثنائيًا على السماح بعبور القافلة إلى معبر رفح. وصل المشاركون إلى هناك. ماذا بعد؟ هل سيقفون على الحدود ويهتفون؟ الواقع يقول لا. الحماسة، وربما الغضب، سيدفع بالكثيرين إلى محاولة الدخول، عنوة ربما، إلى الجانب الفلسطيني من المعبر. ماذا لو حدث ذلك؟

هل على الجانب المصري أن يسمح بالدخول، وهو يعلم أن القوات الإسرائيلية تنتظر على الجانب الآخر بالسلاح؟ إذا أطلقت إسرائيل الرصاص على القافلة، هل يُطلب من الجيش المصري الرد؟ هل يُغامر بتوريط الدولة في مواجهة مسلحة؟ أم يُترك الناس لمصيرهم؟

ومن يدري، في خضم الفوضى، قد يختلط بالركب بعض من أهل غزة الهاربين من القصف، محاولين دخول مصر بأي وسيلة ممكنة، فنجد أنفسنا أمام سيناريو خطير: سيناريو “غزة الخالية” التي يتم تفريغها من سكانها، وتحويل سيناء إلى البديل المؤقت أو الدائم!

للأسف، كل الاحتمالات تنذر بالخطر. والساحة الدولية لا تبدو مستعدة لأي فعل حقيقي. لا تنسوا: عندما تم إيقاف سفن قافلة بحرية سابقة في المياه الدولية، وتم ترحيل المشاركين – ومعظمهم أوروبيون – لم يتحرك مجلس الأمن، والفيتو الأمريكي كان حاضرًا كجدار صد، يعطل أي مبادرة إنسانية أو سياسية لإنهاء المأساة.

دعونا لا نغفل الحقيقة المرة: في هذا العالم، حتى النية النبيلة قد تُدفع ثمنها دمًا، دون أن تجد من يطالب بالقصاص. وإن سقط أحد أفراد القافلة، فلن يجد دية، ولا محاكمة عادلة لقاتله، ما دام الفيتو الأمريكي حاضرًا.

الخلاصة:

نعم، النية نبيلة. نعم، الحماسة مشروعة. لكن المشهد أكبر من قافلة وأسمى من شعار. نحن نعيش في عالم غير عادل، وفي ظل معادلات دولية منحازة. وكل تحرك غير مدروس قد يؤدي إلى كوارث أكبر، دون أن يغير شيئًا في جوهر المعاناة

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الأربعاء 07:27 صـ
21 محرّم 1447 هـ 16 يوليو 2025 م
مصر
الفجر 03:22
الشروق 05:05
الظهر 12:01
العصر 15:37
المغرب 18:58
العشاء 20:28