×
21 محرّم 1447
16 يوليو 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي
مقالات

”“الترشح لمجلسي الشيوخ والنواب صوت الوطن لا ساحة للتنافس الشخصي بقلم: د. مدحت يوسف

المصريين بالخارج

في ظل تطورات الدولة الحديثة، وما تفرضه الجمهورية الجديدة من مسؤوليات وطنية وتشريعية متقدمة، بات الترشح لمجلسي النواب والشيوخ ليس مجرد ممارسة لحق دستوري، بل مسؤولية وطنية ومجتمعية تتطلب وعيًا عميقًا، وتأهيلاً معرفيًا، وشخصية قيادية قادرة على أن تكون جزءًا من مسيرة البناء لا عائقًا لها. الترشح في هذه المرحلة الدقيقة، يجب أن يُنظر إليه لا كوسيلة للوجاهة، أو رغبة في الظهور، أو رغبة شخصية في المنافسة، بل باعتباره التزامًا وطنيًا خالصًا، لا يخوضه إلا من أدرك حجم الأمانة، ومتطلبات المرحلة، وطبيعة الدولة التي تتقدم بثبات في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية. إن المرشح الحقيقي هو من يقول بوضوح: "أنا قادم لأكون مع الجميع، لا ضد أحد." قادم لأكون يدًا داعمة لكل إيجابية، وصوتًا عاقلاً في مواجهة كل تقصير، شريكًا في الحلول، لا أسيرًا في دوائر النقد والشكوى. فكم من الناس يُجيدون التشخيص، لكن القليل من يستطيع تقديم العلاج. وكم من الأصوات ترتفع بالنقد، لكن القليل منها يملك شجاعة المواجهة بالأفكار والحلول. من هو القادم الذي ننتظره؟ نريده أن يجيد فن الإنصات قبل الحديث، ويجيد فهم الواقع قبل إطلاق الوعود، ويملك قدرة عقلية على الربط بين ما يريده الناس وما تستطيع الدولة تنفيذه. نريده أن يكون مسلحًا بالعلم لا بالعاطفة، ومبادرًا بالفعل لا بالكلام، عارفًا بتحديات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، مدركًا لما تحتاجه الدولة في ملفات الأمن القومي، والتعليم، والصحة، والتنمية المستدامة. نريده مرشحًا يلتقي مع الناس بعقله لا بمجرد وجهه، يحمل مشروعًا لا برنامجًا مؤقتًا، يملك الجرأة على المواجهة، والحكمة في الطرح، والإنصاف في اتخاذ القرار. ولمن يفكر في الترشح، نقول: توقف لحظة وراجع نفسك. لا تسأل: هل أستطيع النجاح؟ بل اسأل: هل أنا أهل لحمل أمانة تمثيل الوطن؟ هل أملك من الفكر، والرؤية، والقدرة، ما يمكنني من أن أكون شريكًا حقيقيًا في رسم السياسات وصياغة المستقبل؟ إن كنت لا تملك هذه الإجابات بصدق ويقين، فإن الانسحاب في هذه الحالة ليس انسحابًا، بل ذروة الشجاعة والمسؤولية الوطنية. أما أنتم أيها الناخبون، فأنتم صناع البرلمان الحقيقي. أنتم من تضعون الثقة، وأنتم من تتحملون تبعات الاختيار. صوتكم ليس ردّ جميل، ولا امتنان على خدمة، بل هو قرار سيادي، يؤسس لمن يمثل قضاياكم، ومن يشرّع لمستقبلكم، ومن يملك أن يكون سندًا للوطن لا عبئًا عليه. فلا تعطوا الصوت لمن يجيد الظهور، بل امنحوه لمن يملك التفكير والتدبير. لا لمن يعدكم بحضور أفراحكم، بل لمن يحمل آمالكم في قاعة التشريع. إن الدولة الحديثة لا تحتمل أنصاف الكفاءات، ولا تقبل الحلول السطحية. البرلمان في صورته الجديدة هو مؤسسة حقيقية لإدارة التشريع، وصياغة المستقبل، ورقابة الأداء، ومتابعة الخطط التنموية. ومن أراد أن يدخل هذا الميدان، فعليه أن يعلم أن زمن المجاملات قد انتهى، وأن المرحلة لا تنتظر الضعفاء ولا المترددين. المرشح الذي نريده هو الذي ينهض بالناس لا على أكتافهم، ويمثلهم تمثيلاً واعيًا لا عاطفيًا. هو من يرى الوطن أولاً، قبل مصالحه، ويخوض التجربة بعينٍ مفتوحة على الغد، لا بعينٍ مأسورة بالماضي أو الانتماءات الضيقة. ختامًا، نحن لا نقف في وجه أحد، بل نقف مع الوطن. نمد أيدينا لمن يملك الإرادة الصادقة، والعقل الرصين، والرؤية الناضجة. وندعو كل راغب في الترشح إلى أن يُجري مراجعة جادة مع ضميره، لا مع حاشيته. فالوطن يستحق من يرفعه فكرًا، لا من يركبه طموحًا. ويستحق من يمثله صدقًا، لا من يستخدمه منصبًا. ويستحق من يخدمه بالفعل، لا من يمر به مرور العابرين.

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الأربعاء 09:05 صـ
21 محرّم 1447 هـ 16 يوليو 2025 م
مصر
الفجر 03:22
الشروق 05:05
الظهر 12:01
العصر 15:37
المغرب 18:58
العشاء 20:28