”“المعبر، المفتوح والمُغلق”“بقلم م.اشرف الكرم
هالني ما رأيت من تعديات على بعض سفاراتنا في بعض دول العالم، وساءني أن أرى بعضًا من الفلسطينيين المؤدلجين فكريًا، أن يتظاهروا أيضًا ضد مصرنا التي أعطت لفلسطين الكثير من دم أبنائها ومن قوتهم ومقدراتهم، في سبيل الحفاظ على القضية الفلسطينية عبر الزمان.
وهؤلاء المؤدلجين من الفلسطينيين هم من حولوا القضية الفلسطينية إلى قضية غزة، تقزيمًا وإضعافًا للقضية بسبب التناحر بين فئتين من أبناء الشعب الفلسطيني، هذا التناحر الذي دومًا لا يؤدي إلا إلى تدمير الأوطان.
وللأسف فإن آفة هؤلاء أنهم يخلطون الأوراق بهتافات تطالب بفتح المعبر بين مصر وغزة -التي كانت فلسطين- كما لو كانت مصر تغلق باب المعبر في وجه المساعدات من مصر إلى غزة، ويصرخون وتتعالى أصواتهم بذلك، ونجد على الجهة الأخرى أصحاب الصوت والضوء، من بعض البلدان الأخرى يقومون بتسيير السفن لمحاوله إدخالها إلى مصر بهدف تصوير الحالة على أن مصر هي التي ترفض إدخال المساعدات، بحجة أنها تغلق المعبر.
وفي ذلك خلٌط شديد لأنه بالفعل مصر تغلق المعبر، لكن في وجه التهجير، تغلق المعبر في وجه طرد الفلسطينيين من أرضهم إلى سيناء، تغلق المعبر في وجه تصفية القضية الفلسطينية، وتغلق المعبر في وجه المؤامرة الكبرى التي تحاك منذ سنين، تغلق المعبر في وجه الغطرسة العالمية التي تطمع في استثمارات غير مشروعة على ارض الفلسطينيين.
هذا الإغلاق إغلاقًا إيجابيًا وهو استمرار لموقف مصر الداعم للقضية الفلسطينية وللفلسطينيين على مر العصور، حيث لا يمكن أن يزايد على ذلك أحد، فمصر التي دفعت دماء شهدائها منذ حرب 1948 ومرورًا بكل هذه الحروب، وإلى يومنا هذا في الحرب الاقتصادية والسياسية والثقافية التي تحاك ضد مصر، بسبب وقوفها مع القضية الفلسطينية،
وإمعانًا في تشويه صورة مصر، يتلقف هؤلاء المؤدلجين -الذين هم جزء من المؤامرة التي على مصر- يتلقفون الموقف المصري الشريف بغلق المعبر في وجه التهجير، ويقدمونه للعالم إعلاميًا على أنه إغلاق في وجه المساعدات من مصر إلى غزة، على عكس حقيقته التي هي إغلاق ضد الطرد من غزة إلى مصر، في حاله من قلب الحقائق وخلط للأوراق بشكل مقيت، يجب علينا معه أن نوضح حقيقته لأبناء الشعب المصري أولًا وبشكل صادق ومستمر، وكذلك إلى أبناء الشعب الفلسطيني الذين هم جيراننا ونهتم بصورتنا لديهم.
أدعو أجهزه الإعلام لدينا في وطننا مصر وكذلك القنوات الإعلامية المصرية، وأيضًا أدعو كل مصري وطني شريف، لديه الوعي في هذا الملف، أن ينشر عن أن الإغلاق موجود لكنه في وجه التهجير من غزة إلى مصر وليس في وجه المساعدات من مصر إلى غزة.


















