كيف يغير الاعلامي الفاسد الحقيقه بحروف وكلمات فاسده بقلم يوسف عبد القادر
في عالم بقت فيه المعلومه اهم من السلاح، صار الاعلام هو الجبهه الاولى في كل معركه. ومع تزايد النفوذ الاعلامي، ظهر نوع خطير من الشخصيات اللي بتحمل لقب "اعلامي"، لكنها لا تنتمي للمهنه لا اخلاقيا ولا وطنيا ولا صادق امين علي نشر الحقائق اعلاميون فاسدون، باعوا الكلمه، واجروا ضميرهم، وصاروا مجرد ادوات لتزوير الحقيقه وخداع الناس.
الاعلامي الفاسد لا يختلف عن القاتل، لكنه لا يحمل سلاح تقليدي، بل يحمل قلما، وكاميرا، وميكروفون، ومنصه. سلاحه هو الكلمه، وذخيرته هي التضليل، وهدفه هو تزييف وعي الناس وتوجيههم لخدمة اجنده معينه، سواء سياسيه او اقتصاديه او طائفيه.
والاخطر، ان الزمن الحالي سهّل عليه المهمه. بقى في امكان اي شخص، مهما كان جاهل او صاحب نيه خبيثه، انه يعمل موقع اخباري في يوم واحد، ويختار له اسم فخم، وشعار جذاب، وشوية عناوين مثيره. وفجأه، يبقى "منصه اعلاميه" تنشر الاكاذيب، وتهاجم الشرفاء، وتزيف الاحداث وتغير الواقع، وتشوش عقول القراء.
المواقع دي بتشتغل بخبث. ما بتكذبش بصوره مباشره، لكن بتدمج الاكاذيب بنص حقيقه. تقول جزء من الخبر وتخفي الجزء الاهم. تستخدم صور حقيقية وتضيف تعليق مسموم على تصريح بريء. وهنا بيبدأ الخطر الحقيقي: تشويه الحقيقه دون ان يشعر القارئ.
القارئ البسيط لما يشوف جزء من الحقيقه في الخبر، يصدق الباقي، حتى لو كان كله مفبرك. وهنا ينجح الاعلامي الفاسد في مهمته: زرع الشك، وبث الفتنه، واغتيال سمعه الشرفاء، دون طلقة واحده.
هو مش ناقل للواقع، هو صانع واقع بديل. بيستخدم كلماته كقنابل، وبيزين السم بالعسل. يشكك الناس في كل شيء، ويفقدهم الثقه في نفسهم وفي بعضهم، ويفتح الباب لعدو خارجي او داخلي يستغل حاله الفوضى دي او حتي لتصفية حسابات شخصية علي حساب نقل الحقيقة.
الخطر الاكبر مش في وجود الاعلامي الفاسد، لكن في اننا نسكت عليه، ونتعامل مع اكاذيبه كأنها اراء شخصيه، مش جرائم وعي. الكلمه مش حريه لما تتحول لأداه تدمير. الكلمه مسؤوليه، والاعلام شرف، مش كل من كتب خبر او عمل موقع بقى اعلامي.
واللي يستخدم منصته للهدم، والافتراء، وتشويه الحقيقه، لا يستحق لقب صحفي، بل يستحق لقب تاجر اكاذيب. والمواقع اللي بتشتغل على تشويه الوعي لازم تتسمى باسمها الحقيقي: ورش فبركه واغتيال معنوي.
في النهايه، لازم نعرف ان المعركه مش بين الحق والباطل بس، لكنها بين الحق الواضح والباطل المتخفي في شكل اعلام ناعم. ولازم نكون واعيين، نسأل ونتحقق، وما نديش ثقتنا لأي منصه او اسم، الا لما نعرف مين وراها، وبتخدم مين خاصه اذا كان مدرب علي يد قناة اعلاميه كبيرة ومعروف عنها تفشي ظاهرة الفساد والمحسوبية


















