أهلًا رمضان هولندا في زمن الكورونا
بقلم : مصطفى كمال الأمير
يأتي شهر رمضان المبارك هذا العام في ظروف عصيبة علي العالم الاسلامي وأوروبا وأمريكا تحديدًا بسبب عدوى فيروس كورونا، المساجد في مصر وهولندا أيضًا كلها مغلقة لا توجد صلوات تراويح أو في أيام الجمعة، كما أغلقت غالبية المؤسسات والمدارس والأماكن الرياضية والثقافية والاجتماعية لتفادي انتشار العدوي مع ظهور فتاوي شرعية تبيح إفطار شهر الصوم هذا العام لضرورة شرب السوائل للوقاية من الفيروس، كما تم إلغاء فعاليات عديدة بهولندا منها عيد الملك يوم 27 أبريل هذا العام في أول أسبوع من شهر الصيام.
رمضان الميلاد السنوي للمسلمين شهر الرحمة والخير والإحسان والمغفرة والمنافسة إلى طاعة الله من المسلمون على اختلاف أعراقهم ولغاتهم، فتجدهم قد رقّت مشاعرهم وتآلفت قلوبهم في جو روحاني ينفرد به الشهر الفضيل.
أكثر من مليون مسلم يعيشون في هولندا يمثلون نسبة ثمانية 8% من عدد السكان 18 مليون نسمة يشكلون فسيفساء متنوعة من 150 جنسية من قارات العالم مع وجود 700 مسجد ومصلى في هولندا موزعة بين المغاربة والأتراك ومساجد لمسلمي باكستان وإندونيسيا "مستعمرة هولندية سابقا ”" ومسجد واحد مصري بأمستردام مسجد التوحيد.
تحرص الدولة والبلديات المحلية على دعوة المسلمين والهولنديين إلى الموائد الرمضانية بحضور محافظين ومسؤولين بالمملكة الهولندية وتتباين طقوس الاحتفال بشهر رمضان بين مجتمع وآخر، ويتجلى هذا في بلدان المهجر حيث تجد موازييك اجتماعية تمثل طيفًا واسعًا من المجتمعات الإسلامية حول العالم،ويستقبل المسلمون في هولندا شهر رمضان بتزيين منازلهم مع واجهات المساجد بالإضاءة وتقدم السلاسل التجارية الكبري عروضًت خاصة للمنتجات الحلال الخاصة بشهر رمضان فيما تجتهد المؤسسات والهيئات الإسلامية في إعداد برامج عمل تمثل من خلالها قيم شهر رمضان.
وتقوم مكاتب السياحة الدينية بتقديم عروض خاصة لإداء العمرة في رمضان ثم فريضة الحج بعده بشهرين ويزيد إقبال السيدات على صلاة "التراويح" وهناك مساجد خصصت أماكن للنساء في شهر رمضان، ومن الملاحظ أن هناك إقبالًا كبيرًا من الشابات والفتيات اللواتي يأتين بصحبة آبائهن وأمهاتهن، إلى صلاة التراويح.
في فرصة سنوية للتعارف بين العائلات المسلمة تصل أحيانًا للزواج والمصاهرة وبناء الأسرة ، غالبية المساجد تنظم في شهر رمضان دروسًا دينية بعد صلاة الفجر وأيضًا بعد صلاة العصر مع أداء صلاة التراويح، وهناك أعداد غفيرة من المسلمين تحرص على دروس العلم الرمضانية التي تنظمها المساجد والمراكز الثقافية الإسلامية.مع تساؤل مشروع عن عدم دعوة شيوخ الأزهر لإحياء ليالي رمضان في مساجد هولندا.
وتعد هولندا من دول الشمال الأطول في مدة الصوم إذ تزيد ساعات الصوم على 18 ساعة عكس دول الجنوب التي يقصر فيها نهار الصيام وهو ما جعل بعض المسلمين بهولندا يصومون ويفطرون مع توقيت مكة المكرمة حسب فتوي لبعض العلماء تحلل ذلك بسبب طول ساعات الصيام لا سيما في فصل الشتاءفيما تتجاوز صلاة التراويح منتصف الليل، لكن الطقس البارد في هذه البلاد ونمط الحياة فيها يخففان من مشقة الصوم.كذلك اختلاف بداية شهر رمضان وأعياد الفطر والأضحي بين الأتراك والمغاربة لاختلاف بلدانهم في ذلكوبعد عدم نجاح الدول الإسلاميةفي تنفيذ قمر صناعي إسلامي لتحديد وتوحيد أهلة الشهور القمرية في رمضان وموسم الحج.
يحرص المسلمون في هولندا خلال شهر رمضان على الالتزام بعادات وتراث بلدانهم التي ينحدرون منها، وذلك في سياق تمسكهم بجذور هويتهم الدينية والقومية في بلاد غريبة عليهم
لكنها أصبحت وطناً لأبنائهم وأحفادهم.


















