غطاء الرأس والشعر المستعار عند القدماء المصريين
علاء سحلول المصريين بالخارجتقرير : سامح طلعت
فى البداية وقبل بداية عصر الأسرات ربما لم يعرف المصرى القديم حلاقة الشعر فكان كل من الرجال والنساء مرسلى الشعر ولكن مع تهذيبه، ولكن مع البدايات الأولى للحضارة المصرية القديمة بدأ الرجال أما فى حلاقة شعر الرأس بالكامل خاصة بالنسبة لطبقة الكهنة , إما حلاقة قصيرة جدًا مع وضع غطاء ضيق للرأس بالإضافة إلى بدء استخدام الشعر المستعار.
ومع بداية الدولة القديمة بدأ الشعر المستعار فى التطور ليصل إلى درجة عالية من الإتقان فى عصر الدولة الحديثة وذلك سواء بالنسبة للرجل أو المرأة خاصة فى المناسبات.
وإن كان الشعر المستعار بالنسبة للرجل يبدو فى النقوش قصيرًا بعض الشئ حيث يغطى منطقة الرأس والأذنين ويمتد حتى يغطى الجزء الخلفى من الرأس وحتى أول الكتفين، إلا أن النساء كن يستعملن شعر مستعار أطول من ذلك , ففى الدولة القديمة كانت النساء يضعن غطاءا للرأس عبارة عن شعر مستعار طويل يصل حتى الثديين، وكان يستعمل عند غالبية طبقات الشعب ربما باستثناء البنات صغيرى السن وأيضًا الخادمات.
ومع التطور الذى واكب كل جوانب الحضارة المصرية فى عصر الدولة الحديثة بدأت تظهر أشكال جديدة ومتقنة الصنع من الشعر المستعار فظهرت الباروكة الطويلة والتى ينسدل الشعر فيها طويلًا، على الظهر والكتفين وأحيانًا كانت الباروكة تجدل فى
ضفائر كثيفة، وعادة ما كان يصاحب لبس الشعر المستعار استعمال مواد أخرى لزينة الشعر مثل أربطة الرأس والتى تحيط بالجبهة والخرز الملون والمشابك المعدنية وكذلك أحيانًا مخروط العطور والذى كان يثبت على الرأس وهو عبارة عن مخروط من الشمع المشبع بالعطور ليعطى رائحة عطرة لمرتديه.
ومما لا شك فيه إن صناعة الشعر المستعار بلغت درجة كبيرة من الإتقان عند المصرى القديم , والنقوش تظهر لنا تنوع أشكالها وتصميمها , وكان الشعر المستعار يلبس عادة فى كل المناسبات والاحتفالات.
وقد عثر على شعر مستعار يعود إلى عصرى الأسرة الثامنة عشر والأسرة الحادية والعشرين صنع من شعر آدمى وليس من مواد أخرى مما يدل على براعة الصانع المصرى القديم فى تلك الصناعة والتى كانت منتشرة نظرا لاستعمال الشعر المستعار من جانب طبقات الشعب المختلفة ولم يكن مقتصرًا على الطبقة العليا فقط،
ولم تكن زينة الرأس مقتصرة على الشعر المستعار فقط فكان الرجل من عامة الشعب كثيرا ما يحلق شعر رأسه بالكامل، ونظرًا لطبيعة الجو الحار فى مصر كان يرتدى فوق رأسه غطاء للرأس مصنوع من قماش الكتان يمر حول الجبهة وينسدل خلف الأذنين ويشبه كثيرًا غطاء النمس الشهير الخاص بالملوك وذلك لحماية الرأس من أشعة الشمس الحارة. كما كان أحيانا وكما تظهر النقوش التى تصور الطبقة العاملة يرتدى فوق رأسه باروكة من الشعر القصير ربما كان لها نفس وظيفة الغطاء المصنوع من القماش فى حماية الرأس من الشمس الحارقة.