منخفض القطارة: المشروع القومي الحقيقي الذي تبحث عنه مصر وكنزها المفقود
إعداد : عبد الموجود دسوقى
منخفض القطارة أمل مصر
شغل علماء العالم.. وحاول تنفيذه سري باشا.. وبهر به جمال عبدالناصر.. واعتبره السادات مشروعا قوميا هذا المشروع
عمره 100 عاما، شغل علماء العالم.. ولفوائده العظيمة اراد كل حكام مصر تنفيذه من سري باشا 1913 الي جمال
عبدالناصر عام 1959 ثم انور السادات عام 1973 لكن المخابرات الامريكية ومن ورائها اسرائيل، حاربته، ومنعت بيوت
الخبرة العالمية من تنفيذه
«سد عالى» وعاصمه جديده فى منخفض «القطارة»
في عهد الرئيس جمال عبد الناصر
كان المشروع مبهرا بالنسبة لجمال عبد الناصر فاستدعي خبراء من شركة سيمنس الألمانية لعمل الدراسة الميدانية
الأولية في عام 1959. وفي العام التالي اتفقت مصر و ألمانيا الغربية علي أن يقوم البروفيسور فرديك بازلر وفريق من
جامعة دير مشتاد التي يعمل بها علي القيام بالدراسات النهائية خلال خمس سنوات. وقدرت تكاليف المشروع علي مدي
15 سنة بنحو 4657 مليون دولار. منها 800 مليون دولار لشق القناة باستخدام التفجيرات النووية السلمية وهي الطريقة
الرخيصة والنظيفة والمناسبة والمثالية.
لكن الظروف السياسية كانت تقف بالمرصاد للمشروع فالولايات المتحدة رفضت أن تستخدم مصر الطاقة النووية استخداما
سلميا خوفا من أن تنقلب في ظروف التوتر الحادة مع إسرائيل إلي استخدم عسكري وأجبرت المانيا الغربية علي التسويف.
وهو ما عطل المشروع سنوات طوال حتي الان
تعتبر طوبوغرافيا منخفض القطارة أكبر منخفض أرضى تحت منسوب سطح البحر فى
العالم، وتساهم تضاريسه فى تحويله إلى بحيرة هائلة لم يشهد لها الإنسان مثيلا
فى العالم. فالمنخفض يمتد بطول نحو 300 كيلومتر من واحة مغرة جنوب العلمين ب
مسافة نحو 53 كيلومتراً حتى واحة سيوة غربا. بينما يبلغ أقصى عرض له نحو 137
كيلومتراً. وهو محاط من ناحية الشمال بحائط طبيعى من الصخور الجيرية يبلغ ارتفاعه 200
-225 متراً فوق منسوب سطح البحر ويزداد هذا الارتفاع فى اتجاه الغرب إلى نحو 350
متراً، بينما تتدرج أرضيته فى الارتفاع إلى الصفر ناحية الجنوب والشرق. وتبلغ
المساحة الصافية للمنخفض طبقا للدراسة الحالية نحو 19516 كم2. وملحق به عدة
منخفضات فرعية تبلغ جملة مساحاتها نحو 1572 كم2 منها ماهو متصل بالمنخفض مباشرة ومنها ما يسهل توصيله
بالمنخفض الرئيس. وبذلك يكون إجمالى مساحة ال
منخفض الرئيس وملحقاته من المنخفضات الفرعية 21088 كم2، منها 20695 كم2
يقل منسوبها عن صفر (منسوب سطح البحر) بحد أقصى -139.0 متراً تحت منسوب سطح البحر.
ومساحة المنخفض التى تبلغ نحو 5 ملايين فدان تعادل فى قدرها مساحة دولة كالكويت، ظلت معطلة غير مستغلة على
مدى التاريخ الإنسانى لصعوبة الانتقال فيها
أو المعيشة بها أو بناء المجتمعات الزراعية. فالكثبان الرملية المتحركة تكسو أرضية
المنخفض فى الجزء الأوسط والجنوبى الغربى، كما توجد رواسب مستنقعات ملحية
بطول 150 كم2 وعرض 30 كم2 تحت حواف الحوائط الشمالية والشمالية الغربية
للمنخفض. كذلك توجد مستنقعات أخرى صغيرة تمتد على طول الحواف الجنوبية
حيث يملؤها الغبار الصحراوى مع رواسب ملحية. كما تغطى الطبقات الطينية المشبعة بالملح بعض مساحات المنخفض
خاصة فى أقصى الجنوب
وقد كان هذا المشروع محل دراسات عديدة منذ أن اقترحه العالم الألمانى بنك Penk فى عام 1912، ثم العالم الإنجليزى
بول
Ball عام 1927 ويقوم المشروع على فكرة حفر
قناة أو نفق بين البحر الأبيض المتوسط عند العلمين إلى شرق المنخفض، بغرض ملء
المنخفض بمياه البحر خلال فترة من الزمن، مع استغلال الفرق بين منسوب سطح
الماء فى المنخفض بعد ملئه بعمق متجانس، وبين منسوب الماء فى القناة أو النفق
لتوليد الكهرباء وانشاء مجتمعات عمرانيه سكنيه وسياحيه وخدميه وصناعيه متكامله وزراعه اغلبيه مساحه الصحراء
الغربيه .
وعلى الرغم من البساطة التى تبدو فى إجراءات تنفيذ المشروع من
حيث المبدأ إلا أن تعقيدات شكلية وموضوعية حالت دون تنفيذ هذا المشروع حتى
الآن مما أثنى الحكومات المصرية التى تداولت حكم مصر فى العهدين الملكى
والجمهورى عن تنفيذ المشروع، الأمر الذى عطل بدوره أى تنمية للشريط الساحلى
للصحراء الغربية بعد استقلال مصر الكامل عام 1954 وحتى الآن
الاتجاه الثاني لمشروع منخفض القطاره وهو كما موضح في الخريطه
و هو ربط هذا المنخفض بمياه النيل (مياه عذبه) على النحو التالى:
اولا: ربط المنخفض بمشروع نهر الكونغو
مشروع شق قناة تصل نهر الكونغو بأحد روافد نهر النيل بالسودان
انشاء مجري مائي جديد بدايه من بحيرات توشكي يصب في النهايه في المنخفض مغطي بالكامل بخلايا الشمسيه لتقليل
كميه البخر الماء والاستفاده بالكهرباء النظيفه
ممكن نقل المياه في خطوط أنابيب يضمن سهولة التحكم في حصة المياه المتداولة .. وأيضا يمنع فقدان مياه منها في
التسرب الأرضي أو البخر فيما لو اعتمد المشروع علي شق ترع مفتوحة لنقل مياه النيل ونهر الكونغو
هندسيا استخدام خط أنابيب أرضي لا يتطلب تمهيدا أرضيا للمسافة لأن المجري المائي المفتوح لا يكون إلا في أرض
ممهدة تتطلب وقتا وجهدا ومالا.
ثانيا : 1- إقامة عدة سدود على طول النيل و عند نقطتى البرزخ بفرعى دمياط و رشيد (نقاط التقاء مياه النيل بالبحر
الأبيض) لوقف اهدار المياه فى البحر.
ربط فرع رشيد بمنخفض القطاره عن طريق ممرات نهريه و تستغل الجبال العاليه فى خلق هذه الممرات بصورة طبيعيه
حيث يتم ضخ المياه إلى قمم الجبال لتكتسب من سقوطها قوة دفع تمكنها من خرق الممرات (أشبه بمعالجة الساتر الترابى
فى حرب أكتوبر). فقط علينا نقل الطفلة إلى قمم هذه الجبال و خلطها بالماء, لنقلل من الماء المتسرب أسفل الرمال و ذلك
فى المراحل الأوليه فقط. و لا يمنع هذا من التحكم فى الممرات بإستخدام الحفارات و الآلات المخصصة لذلك.
ثانيا: يتم حفر مجرى نهري جديد مواز لنهر النيل من مفيض توشكا حتى منخفض القطارة حيث يتم زراعة جانبي النهر
الجديد وتوليد الكهرباء عند سقوط المياة في منخفض بواسطة سد مائي يعطي طاقة تعادل عشرة أضعاف طاقة السد العالي.
وهذا المشروع يتطابق مع مشروع التنمية او ممر التنمية الذي اقترحة العالم الجليل الدكتور فاروق الباز علاوة على انشاء
خط سكة حديد وطريق مواز للمجرى النهري الجديد علاوة على امكانية ربط المجرى الجديد بفرعي النيل رشيد وفرع
دمياط ثم بعد ذلك ربط فرع دمياط بترعة السلام لإحياء سيناء وتكون مصر كلها في حالة اكتفاء من المياة العذبة
بعد ربط النيل بالمنخفض يتم إنشاء اكبرمزرعه سمكيه فى العالم و إقامة منتجعات سياحيه و مدن عمرانيه وصناعيه و
زراعيه على اطراف هذا المنخفض ناهيك عن محطات الكهرباء و تحليه المياه مما يسهم بشكل فاعل فى إعادة التوزيع
العمرانى و إستيعاب كم هائل من القوى البشرية المعطلة و إنشاء أكبر قاعده إستثماريه عرفها العرب فى تاريخهم!!!
ربط فرع دمياط بترعة السلام عن طريق توسيع الترعه و ربط هذه الترعه بعدة بحيرات صناعيه على سفوح الجبال داخل
سيناء لتخزين مياه السيول للاستفاده منها ايضا و إقامة مدن عمرانيه وصناعيه و زراعيه حول المجرى و المصب ـ مما
يسهم بشكل فاعل فى تعمير سيناء
غير صحيح ان ملء المنخفض بالمياه سيتسبب في حدوث زلازل. لأن منخفض القطارة بصفة خاصة بعيد كل البعد عن
الأحزمة الزلزالية، والصخور تحته ثابتة جيولوجيا منذ ملايين السنين. كما أن المنخفض تكون بأكمله من نشاط الرياح منذ
انحسرت عنه المياه منذ نحو ٦١ مليون سنة. وليست هناك شروخ تحت المنخفض إطلاقا. وضغط المياه المالحة علي
أرضية المنخفض ليس جديدا لأن المنخفض كان ممتلئا بالفعل بالمياه من قبل
منخفض القطارة ثابت من الناحية الجيولوجية، كما أن صخوره التحت سطحية ثابتة تركيبيًا منذ الحركات الارضية التى
ميزت العصر الطباشيري، المتأخر «65 مليون سنة مضت» وتتميز صخوره التحت سطحية بأنها أعلى منسوبًا من نظائرها
فى المناطق الواقعة شرق وشمال وشمال غرب المنخفض
[ ملاحظة هامة : هناك آراء ودراسات مبدئية تمت بعد القفزة التكنولوجية الهائلة التى حدثت بأداء معدات شق الأنفاق
عظّمت كثيرا من المنفعة الإقتصادية والإجتماعية لمشروع منخفض القطارة . هذا إضافة لتوفر مؤشرات قوية على وجود
إحتياطى بترولى ضخم تحت أرضية المنخفض ويصعب الإستفادة منه حاليا لإستحالة تحريك أو وضع حفارات أو إنشاء
منشآت على أرضية المنخفض المكونة من السبخة (خليط من الرمال والأملاح والمياه) ، فإذا امتلأ المنخفض بالمياه
وأصبح بحيرة ، سهُل استغلال هذا الإحتياطى بالحفارات البحرية


















