تورتة بالملح
داليا زردق المصريين بالخارج
بقلم / داليا زردق
بعض البشر عنده قدرة علي فعل أشياء جميلة للغير ،
معروف ما ، جميل ، خدمة ، مساهمة ،
و كذلك عندهم نفس القدرة برش ملح فوق تورتة عطاءهم !
و رغم روعة المعطيات و الشكل و المضمون الا أن رشة الملح دمرت كل شيء،
فلا يجوز تماما تذكيرك لشخص ما دائما بما منحته إياه من مساعدات في وقت حاجته ، انك هكذا تقتله في كرامته و تدفعه لفقدان الثقة فيمن حوله و الشعور بالندم علي فتح قلبه و حياته لك ككتاب مفتوح ،
حديثك المستمر و انتقادك لشخص ما مهما قدمت له من معروف او جمايل سوف يجعلك في خانة بلوك نفسي و معنوى عنده ، لأنه سوف يتجنبك و يتحاشاك رغم ما سبق و منحته إياه من قبل ،
فأسلوبك الفظ كان رشة الملح التي شوهت التورتة تماما،
يدك اليمني أحيانا تمنح بكرم و وفرة حقا لكن بكل أسف يدك اليسرى معها تشوه و تحطم ،
لا تعامل البشر من باب المَنْ !
بل عاملهم من باب من كان في عون أخيه كان الله في عونه ،
من باب من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عليه كربة من كرب يوم القيامة،
السبب الرئيسي لرشة الملح التي دمرت كل شيء هي شعور بالنقص عند بعض البشر و مشاكل نفسية تدفعه للتقليل ممن حوله لأن ذلك يمنحه شعور بالتفوق عليهم مما يرضي عقد النقص عنده و يشعره بالرضا و لو كان مزيفا!
الإنسان الواثق من نفسه لا ينتظر أبدا مقابل لخير اسداه و لا يعاير و يذل الأخرين بجميل قدمه ،
بل أحيانا يتعمد صاحب المعروف التواري عمن خدمه حتي يزيح عنه حرج تواجده و تذكيره تلقائيا بذلك،
إذا شعرت أنك تقدم للاخرين شيء ما و ضميرك و نيتك ليست في محلها فتراجع عن هذا المنح إكراما للانسانية و للبشر ، فمهما عظم جميلك و عطاءك لن يسامحك الأخرون عما سببته لهم من احراج و أذي،
ربما حاجة الناس قد تدفعهم لتقبل عطايا الأخرين لكن كرامتهم أكبر من حاجتهم .