المرأة الفرعونية.. أول خبيرة تجميل في العالم
المصريين بالخارجتقرير/ سامح طلعت
الفاتنات الرشيقات اللاتي يزين جدران المعابد الفرعونية، لم يكن من وحي الخيال، فقد أولت المرأة المصرية القديمة اهتماما خاصا بجمالها، واستخدمت منذ ما يزيد على 4 آلاف سنة، أدوات ومساحيق وأساليب تجميل، مازال بعضها مستخدما حتى يومنا هذا.ودلت الرسوم المحفورة على جدران الآثار الفرعونية والمقابر والمنقوشة على البرديات عن مدى تطور أدوات الزينة للمرأة المصرية القديمة.
المرأة الفرعونية عرفت طلاء الشفاه باستخدام فرشاة خاصة
كما عرفت المرآة في مصر قديماً "صبغة الشعر"، وأولى المواد التي استخدمتها كانت: الحناء، واستعملتها في التجميل ابتداء من صبغة الشعر، إلى طلاء الأظافر، والتبرك بها لطلاء الكفوف والأقدام.
كما استعملت المرأة القديمة الأصباغ
المستخرجة من قشر الرمان، والكركم؛ لصبغ الشعر باللون الأصفر والوردي، وحتى اللون الأخضر: ظهر في باروكة أحدى أميرات الدولة الحديثة، وقد اتخذت لونها من خليط النيلة والعصفر. أما اللون البني القريب من لون الشعر المصري الطبيعي: فقد استخرجوه من نبات الميموزا. كما عرفت تثبيت الألوان ودوامها باستعمال بعض المواد المستخرجة من بذور شعر السنط ومسحوق الشبه.
عرف المصريين التزين بالحلي، وتميزت مصوغاتهم بالدقة الفنية العالية، وجمال التشكيل، واستمدت العناصر الزخرفية من الطبيعة، مثل: نبات البردي، والنخيل، وزهرة اللوتس، والأحجار الكريمة.
واستخدموا التمائم التي اعتقدوا أنها تحميهم من قوى الشر.
وحرصت المرأة بصفة خاصة على الاهتمام بزينتها، واستخدمت المجوهرات والقلائد والحلي والأساور والعقود والأقراط. كما عرفت الخلخال.
كان المشط أهم أدوات الزينة عند المرأة الفرعونية، صُنع من الخشب أو العاج، على شكلين مختلفين، أحدهما ذو صف واحد من الأسنان، والآخر ذو ناحيتين؛ واسعة لفرد الشعر، وأخرى ضيقة للتنظيف والتسليك، وهذا النوع الأخير موجود حتى الآن، ويصنع من البلاستيك، وتسمى "الفلاية".
يضم المتحف البريطاني في لندن مجموعة من أدوات التجميل تعود للمرأة المصرية منذ عام 1350 قبل الميلاد، ومنها
أستخدمت حواء الفرعونية الشعر المستعار، ووصلات الشعر، وعرفت مثبتات الشعر والصبغة؛ لإخفاء الشعر الشائب.
كما عرفت المرآة في مصر قديماً "صبغة الشعر"، وأولى المواد التي استخدمتها كانت: الحناء، واستعملتها في التجميل ابتداء من صبغة الشعر، إلى طلاء الأظافر، والتبرك بها لطلاء الكفوف والأقدام.
وعثرت بعثة أثرية في تل العمارنة، في سبتمبر 2014، على جمجمة امرأة مصرية، توفيت قبل أكثر من 3 آلاف سنة، تضع على رأسها شعرا مستعارا، بالإضافة لـ 70 وصلة تطويل تم تثبيتها في أنحاء متفرقة من رأسها.
الاكتشافات الأثرية وجدت أيضا 28 جمجمة لنساء مصريات، في الفترة بين عامي 1353 و1335 قبل الميلاد، كانت تضع الشعر المستعار، وأظهرت أن المرأة كانت تستخدم الضفائر لتجعيد الشعر، وتصبغ شعرها بالحناء والصبغات، وتعتمد على مواد دهنية لتثبيت الشعر.
مهنة مصففة الشعر أو "الكوافيرة" ليست حديثة العهد كما يعتقد البعض، فقد عرفتها مصر الفرعونية تحت اسـم "ناشت"، وكانت تقوم بتنظيف الشعر وتسريحه، وابتكار قصات وتسريحات جديدة.
عرفت المرأة المصرية بودرة الوجه، وصنعتها من حجر التلك"، وذلك بطحنه وتجميع ذراته المتطايرة باهتزاز مروحتها، لتحصل على واحدة من أنعم بودرات الوجه.
عرفت المرأة في مصر الفرعونية، طلاء الأظافر، وطلاء الشفاه باللون الأحمر، وكان يصنع من الشحم مع بعض النباتات، وتوضع بواسطة فرشاة على الشفتين أو بملاعق التجميل، كذلك اللون الأحمر لتوريد الخدود، وكان يتم تركيبه من الدهن وقليل من صمغ الراتنج.
*الكحل
للتجميل، وإبعاد الذباب، ومنع العدوى، وحماية العين من وهج الشمس، فوائد عدة كانت المصرية القديمة تستخدم لأجلها الكحل، حيث استخدمت عدة أنواع منها كحل الملاغيت، وهو عبارة عن خام أخضر من خامات النحاس، بالإضافة للكحل البلدي، الذي يحضر بإحراق بذور الكتان أو قشر اللوز.
*الماسكات الطبيعية
اهتمت الفرعونية ببشرتها؛ لتحافظ عليها نضرة، واستخدمت ماسكات طبيعية للوجه منها، ماسك الطين، الذي اعتمدت على طمي النيل لصنعه، واستخدمته كليوباترا.
قناع عسل النحل مع إضافة مساحيق النباتات المختلفة، كمطحون الحلبة.
استخدمت الكثير من الزيوت النباتية لترطيب البشرة وتغذيتها كزيت "البابونج"، وزيت الحلبة، الذي أثبت مؤخرا فاعليته في القضاء على النمش ومقاومة التجاعيد.
للتأكد من أنها تبدو بشكل جيد في الحياة الأخرى، وضع الفراعنة أدوات الزينة بجوار النساء المتوفيات. ورجح العلماء بملاحظة جمجمة المرأة التي عُثر عليها في تل العمارنة، أن التزيين تم بعد موتها، كجزء من مراسم الدفن، لتبدو جميلة عند البعث.