انتخابات مجلس النواب بين سطوة المال وآمال البسطاء
علاء سحلول المصريين بالخارجبقلم : د.محمد حجازي
ينظر غالبية البسطاء في مصر الي مجلس النواب ( الاسم الجديد لمجلس الشعب ) علي أنه الامل في التعبير عن آمالهم وتطلعاتهم وآلامهم من خلال انفراده بسلطة التشريع والرقابة علي أعمال الحكومة.
غير أن هذا الأمل ربما يكون قد تبدد مع صعود الرأسمالية الليبرالية المتوحشة إلى مقاعد مجلس النواب ، فبات مجلس النواب هو أقرب للحكومة تشريعيًا وليس رقابيًا فقد تخلى عن سلطة التشريع واكتفى بمناقشة واقرار مشروعات القوانين المقدمة من الحكومة. هذا فضلا عن تخليه عن ممارسة ادوات الرقابة البرلمانية علي أعمال الحكومة والتى كفلها له الدستور المصري ، فلم نشهد استجوابًا واحدًا للحكومة .بل شهدنا ثناء ًواطراءً للحكومة علي طول الخط.
أول امس أغلق باب الترشح لعضوية مجلس النواب ، تمهيدًا لفتح باب الطعون ، وإعلان الاسماء النهائية للمرشحين الفرديين المتنافسين علي ٢٨٤ مقعدا عبر ١٤٣ دائرة فردية ، يتزامن مع ذلك إعلان اسماء القوائم المتنافسة علي ٢٨٤ مقعد عبر ٤ دوائر بالقائمة.
ثم يبدأ ماراثون انتخابات مجلس النواب علي مرحلتين علي ان تبدأ المرحلة الأولي في الداخل يومي ٢٤ - ٢٥ أكتوبر وتغطي ١٤ محافظة هي ( الجيزة - الفيوم - بني سويف - المنيا - أسيوط - الوادى الجديد - سوهاج - قنا - الأقصر - أسوان - البحر الأحمر - البحيرة - الإسكندرية - مطروح ).
وتبدأ المرحلة الثانية في الداخل يومى ٧ - ٨ نوفمبر في ١٣ محافظة هي ( القاهرة - القليوبية - المنوفية - الغربية - كفرالشيخ - الدقهلية - دمياط - الشرقية - بورسعيد - الإسماعيلية - السويس - شمال سيناء - جنوب سيناء ).
ينظر العالم إلي انتخابات مجلس النواب المصري بعين الاهتمام والمراقبة ، وبمعيار نسبة المشاركة في الانتخابات من اجمالي هيئة الناخبين .فهم يعتبرون نسبة المشاركة في الانتخابات مؤشرًا علي مدى ديموقراطية النظام السياسي في الدولة .
وهنا يبرز السؤال الأهم :
هل ستشهد مشاركة قوية في الانتخابات البرلمانية أم سنشهد عزوفًا كبيرًا عن المشاركة في هذه الانتخابات ؟ دعونا ننتظر ، وإن كان تصوري ينحو نحو ضعف المشاركة في هذه الانتخابات بعد أن تحطمت أحلام البسطاء في العيش الكريم تحت عجلات سطوة رأس المال والتزاوج بين السلطة والنفوذ.