أحلام أردوغان وسياسة الضباع
علاء سحلول المصريين بالخارجبقلم : د.محمد حجازي
مصر والسعودية ودول خليجية أول من أطلقوا نداء التحذير من طموحات الرئيس أوردوغان، حتى وصلت لحد المواجهة وبتر الأذرع المتغلغلة من قبل أتباعه في مصر والسعودية أثناء وبعد الربيع العربي، واليوم يشاهد العالم أجمع صحة تلك التحذيرات، بل تمادى أردوغان في تصدير أحلامه بالاعلان عن "تركيا الكبرى" والتي تشمل مناطق شمال اليونان وجزر بحر إيجة، ونصف بلغاريا وقبرص وأرمينيا بكاملها، ومناطق من جورجيا والعراق وسوريا.وفي نفس الوقت يواجه أردوغان تحديات داخلية قوية عصفت باقتصاد تركيا أوقعت الدولة التركية في ورطة حقيقية .
السؤال هنا : كيف تتعامل إدارة الرئيس أوردوغان مع ورطتها؟
تتبنى تركيا سياسة مغولية قديمة يمكن تشبييها بسياسة الضباع في مناطق نفود غيرها، تهاجم بأصوات عالية مكشرةً عن أنيابها بإقدام يوحي باستماتة وجرأة عالية لكن عند شعورها بأدنى مقاومة تتراجع وتتغير أصواتها إلى نبرة عواء واستعطاف، كأسرع مخلوق يتحول من حالة الهجوم إلى الانهزام لكن لو لم يجد أي مقاومة فستجده سيطر واستوطن ودمر، الضباع لا تكتفي بالاستيطان بل تسعى لتخريب ما سيطرت عليه ثم ستتجه لمناطق أخرى جديدة، وهذا ما يسمى في الميادين السياسية بـ "الأمر الواقع“.
تركيا تتخذ من سياسة الضباع أسلوبًا للخروج من أزمتها عبر فرض أمر واقع على محيطها ثم التفاوض عليه، لكنها أيضًا جبانة وحذرة جدًا مع من يقاومها ويهدد مصالحها.
الحقيقة أن فترة الرئيس أوردوغان وحزبه توشك على النهاية.وهم لا يريدون نهاية مأساوية تؤدي لملاحقتهم ومحاكمتهم، يبحثون عن أدنى نصر ولو كان وهميًا لحماية أملاكهم وأسرهم، مواجهتهم ومقاومة جنونهم حتى سقوطهم هو الذي سيساعد على استيقاظهم من أوهامهم بعد فوات الأوان، ومن يستبعد ذلك فليراجع قصص سقوط حكومة الإخوان في مصر ومنها عندما قال أحدهم :
- معارضًا طلبات الرأفة بالراحل حسني مبارك - لن يخرج مبارك من السجن إلا للقبر، ثم جرت الأيام ومات مبارك في بيته والقيادي الإخواني هو من خرج من سجنه للقبر.
إن لم تفلح أوروبا في مواجهة الرئيس أوردوغان، ستتحول المواجهة إلى العرب - وهذا قد يكون قريبًا . وهذا ما كشف عنه أردوغان بقوله : "سنواصل رفع راياتنا في هذه المنطقة" - مشيرًا إلى دول الخليج - وهذا اختراق خطير لكافة الأعراف الأممية والمبادىء الدبلوماسية، تهديد صارخ بالاحتلال لم يستطع قوله في ليبيا ولا سوريا، لكنه صرح به تجاه الخليج، لذلك لا أعتقد أنه سيمر كغيره من العنتريات.أردوغان يصارع طواحين الهواء وأعتقد أن نهايته قد اقتربت.