في استراحة الجمعة محسن طاحون يكتب عن "الكذب"
علاء سحلول المصريين بالخارجكتب : محسن طاحون
آفة من الأفات التي تنتشر بين الناس ويأتي بسببه الكثير من المشاكل والآلام لناس أبرياء ويقطع أواصر المحبة والود ويفكك الآسر والعائلات وغيرها من العلاقات العامة والعملية بين الشركاء ..
ويحضرني بعض المآسي التي يعيشها بعض المغتربيبن بسبب إفتراءات بعض معدومي الضمير الذين يكذبون ويلفقون قضايا وهمية لمن يعملون لديهم بهدف التنكيل بهم وأكل حقوقهم ..
وهناك من يكذب عن زملاء له في العمل ويسبب لهم مشاكل بدافع من الغيرة والحسد وبهدف إزاحتهم عن طريقه ليعلو على حسابهم.
وهناك بعض الأولاد الذين يكذبون على أهلهم ويخفون سلوكياتهم السيئة وتصرفاتهم المشينة والتي تؤدي بهم إلى المهالك .. وأشكال عديدة تندرج تحت آفة الكذب .. ولخطورة الامر وجب التنوية عنه.
والكذب يكون إما بتزييف الحقائق جزئيا أوكليا أوخلق روايات وأحداث جديدة، بنية وقصد الخداع لتحقيق هدف معين وقد يكون ماديا ونفسيا واجتماعيا ..
وعادة تظهر على الكاذب بعض العلامات كزيغ بصره أثناء حديثه ، ويميل إلى إستخدام نفس الكلمات مرات متتالية في محاولة منه لإقناعك بأنه صادق في كلماته وإدخال الكذبة لعقلك بشكل مريح لتقتنع بها بشكل تام .
ويحاول تجنب مسئولية أفعاله بإستخدام أسلوب التعميم ، ويحاول أن يتقمص منظر الجاد لاسيما في وجهه، إلا أنه يكشف نفسه ببعض الحركات اللاإرادية كمسح النظارة ولمس الوجه أوتغيير وضع الرأس بسرعة ، وتتغير وتيرة انتظام التنفس عنده لا إرادياً ، وينسب للآخرين تصرفات وأقوال رديئة خصوصاً رذيلة الكذب التي هومصـاب بها كما أنه سريع النسيان وقد يفضح نفسه بنفسه من كثرة مواقف الكذب التي عاشها وتناقضها أحياناً.
والكذب فعل محرم في أغلب الأديان ، وهوشيء مكروه وغير مقبول لا على المستوى الديني ولا على المستوى الأخلاقي الكذب قد يكون بسيطا ولكن إذا تطور ولازم الفرد فعند ذاك يكون الفرد مصاب ، وقد يقترن بعدد من الجرائم مثل الغش والنصب والسرقة. وقد يقترن ببعض المهن أوالأدوار مثل الدبلوماسية أوالحرب النفسية الإعلامية.
ومن المهم ان نعرف أن المؤمن الصادق لا يكذب ، ولكن قد يكذب لنقص وضعف أيمانه ، والواجب أن نحذر الكذب فعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وإِيَّاكُمْ والْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ويقول المولى عز وجل:" وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ " (الزمر: 60). لأهل الافتراء.
" وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ " (البقرة: 10). لأهل النفاق.
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ"