محمية الصحراء البيضاء.. ظاهرة العجيبة من بين صحاري العالم اجمع
المصريين بالخارجتقرير سامح طلعت
تقع تلك الصحراء في الواحات البحرية شمال واحة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد في مصر ومساحتها تبلغ 3010 كيلو متر مربع . وتعتبر من أعجب الصحاري في العالم كما تعتبر أعجوبة لما بها من ظواهر وتشكيلات فريدة في نوعها. تقع على بُعد 45 كيلومترا شمال واحة الفرافرة، على بعد 570 كيلومترا من القاهرة،
سميت بالصحراء بالبيضاء لأنها عكس كل الصحاري كلها فجميع الصحارى تكتسي بالون الأصفر والبني وهي وحدها ترتدي رداء ابيض ناصع البياض الذي يلف جميع أرجائها تقريبا، وبياضها شاهق يشعرك إنك سقطت في بحر من اللبن الرائق الصافي لذا فهي تعتبر إحدى العجائب الطبيعية
وإلى الطبيعة المميزة لصخورها الطباشيرية البيضاء، والتي تم نحتها طبيعيًا بواسطة الرياح منذ ملايين السنين، ويطلق عليها كذلك "واحة الثلوج"
اقرأ أيضاً
- "بحوث الصحراء" يدعم مزارعي الزيتون بمطروح.. وتخفيض "اسعار عصره" بمركز التنمية المستدامة
- وزير الزراعة: يشيد بجهود مركز بحوث الصحراء
- بحوث الصحراء يفتتح المدرسة الصيفية بمركز التنمية المستدامة فى مطروح
- الزراعة: تدريبات مكثفة لانتاج الأجنة وتطبيقات البيوتكنولوجي بمركز بحوث الصحراء
- ثاني أهم محمية على مستوي العالم.. "رأس محمد" قطعة من الجنة على أرض سيناء
- دورة لتنمية مهارات سكان الصحراء في مجال الإنتاج الحيواني والداجني بمطروح.. تفاصيل
- إطلاق حملة ECO EGYPT من محمية رأس محمد غدا
- وزارة الشباب والرياضة تنظم ماراثون للجري بمحمية وادي دجلة
- مركز بحوث الصحراء يطلق الخطة البحثية الجديدة
- قرار جمهوري بالموافقة على المعاهدة المنقحة لإنشاء تجمع دول الساحل والصحراء
- بالصور.. وزيرة البيئة توجه بتطوير محمية وادي الجمال بالبحر الأحمر لأهميتها
- تفاصيل توقيع 12 اتفاقية للبحث عن الغاز والبترول بالصحراء الغربية وشرق المتوسط
الصحراء البيضاء ليست عجيبة في لونها فقط ولكنها تحظى بتشكيلات رملية رائعة زادت من جمالها والتي نتجت عن عاصفة رملية بالصحراء منذ عدة قرون حولت الرمال إلى اشبه ما يكون بالعجينة الطينية البيضاء وصنعت تشكيلات رملية غريبة الشكل بها وخاصة تلك الصخرة الطباشيرية الضخمة، وقد حولت الصحراء نتيجة لذلك إلى ما يعتبر متحف مفتوح لدراسة البيئة الصحراوية والجغرافية والحفريات والحياة البرية الرائعة.
عالم من الرمال المنجرفة والثروات الزائلة، وتاريخ طويل عبر الزمن يمكن اكتشافه من خلال هذا المشهد الطبيعي، فالحفريات المتناثرة على أرضه البيضاء تعد مؤشر واضح لتغير المناخ في تلك المنطقة عبر التاريخ، وتعود صخورها إلى العصر الطباشيري، الذي يعود إلى 70 مليون سنة مضت، وتكونت نتيجة غمر بحر "تيثيس" تلك المنطقة
في قلب الصحراء البيضاء متحف طبيعي للطباشير الصخري، فهنا فقط يمكنك أن ترى الدجاجة بجوار القنبلة الذرية، أو ما يطلق عليه البعض "الدجاجة والفطر"، وهي تلك الصخرة التي تستخدم كشعار للمنطقة منذ أعلنت كمحمية طبيعية عام 2002، كما توجد صخور كثيرة اشتهرت بأسماء تبعا لشكلها النحتي، أشهرها صخرة الجمل، والحصان، والصقر، بالإضافة إلى الرمال المعروفة باسم الصخور الأفريقية، لأنها تتخذ شكل قارة أفريقيا وكأنها خريطة مرسومة بدقة.
كما توجد مجموعة لا حصر لها من الأشكال والألوان وبلورات كاربونات الكالسيوم الصغيرة وعقيدات بيرايت الحديد، بالإضافة إلى البلايا، وهي أحد مخلفات بحيرة قديمة تآكلت عبر العصور، وعادة ما يستغل النبات المناطق المنخفضة من هذه الصحراء، حتى أضحت منخفضاتها بساتين وحقول، أشهرها منخفض الفرافرة، أصغر واحات الصحراء الغربية، ورد ذكرها في العصور الفرعونية القديمة، كانت تعرف بـ"تا إحت" أي أرض البقرة، وهو إسم مشتق من الإله حتحور، وقد أطلق عليها المصريون القدماء هذا اللقب لكثرة المراعي والأبقار بها.
وايضا علي تكوينات صخرية نادرة، ويوجد بها جبل يسمى "جبل الكريستال"، والذي يتكون من صخور شفافة ملونة تشبه كثيرًا الكريستال، وهي من الصخور باهظة الثمن.
ويوجد في المحمية أيضًا، ثلاثة عيون مياه رئيسية هي "عين حضرة - عين المكفى - عين السرو"، وهي محاطة بأشجار النخيل والمزروعات الكثيفة، كما توفر المياه للحيوانات البرية، وتعد مكانًا مثاليًا لاستراحة زوار المحمية.
أما في العصور الرومانية فقد أطلق على الفرافرة والواحات الداخلية والواحات البحرية لقب "أرض الغلال"، لإعتماد الإمبراطورية الرومانية عليها في الحبوب، ومازال يوجد بالمنخفض بقايا من أبنية هذا العصر، منها قصر الفرافرة، ومعبد "عين بس"، بالإضافة إلى مقابر صخرية خالية من النقوش. وعلى جانب الحضارة، ففي المحمية توجد بقايا آثار منازل قديمة، تعود إلى العصر الروماني، إضافة إلى بقايا أوانٍ فخارية، وتعد تلك المنطقة ذات قيمة عالية من ناحية التنوع الحيوي، وذلك لما تحويه من نباتات وحيوانات نادرة ومهددة بالانقراض، فالمحمية تعد مأوى لأنواع الغزال المصري، والغزال الأبيض، والكبش الأروي
بوكانت الصحراء البيضاء تزخر بالبشر، وقد جاءت النقوش والزخارف التي تزين جدران كهف "الأبيض"، دليلا على تلك الحضارة التي سادت في هذه المنطقة منذ 10 آلاف سنة مضت، تلك النقوش عبارة عن زخارف حيوانية تعكس تقاليد الفن الصخري النوبي، كما توجد رسوم ليدين بشريتين تزينت بها جدران الكهف.
على مقربة من الكهف، توجد هضبة تقبع عليها هياكل لآثار غامضة تلاشت قصص أصحابها من الذاكرة بمرور الزمن، لكنها تشير على أي حال إلى تلك الحقب الزائلة، كما ترك إنسان ما قبل التاريخ نقوشه عند مدخل كهف الجارة، وهو من أندر الكهوف في العالم، الغنية بالرواسب الكلسية، يصل عمره إلى 40 مليون سنة، يقع بالقرب من وادي محرق، بعد محمية الصحراء البيضاء بحوالي 7 كيلومتر باتجاه أسيوط، اكتشفه الألماني جيرهارد رولفز عام 1873.
كهف الجارة عبارة عن منخفض تحت سطح الأرض يعلوه تبه مرتفعة، ومدخله عبارة عن فتحة صغيرة أسفل التبة، وهي متصلة بممر ضيق منحدر، مملوء بالرمال، ويعد الكهف دليلا حيا على الحياة الرخوة في الصحراء الغربية في العصور القديمة، فقد نشأ كنتيجة طبيعية للماء النقي والمناخ الجاف في الصحراء عبر ملايين السنين، وهو يخالف كل كهوف المنطقة في تكويناته وشكل ترسيباته التي تبدو كالشلالات النارية، وتصل ارتفاعات التكوينات الرسوبية حسب وصف رولفز إلى ثلاثة أو أربعة أقدام.
وعادة ما يفضل زائرو الصحراء البيضاء التخييم فيها، فلا يوجد مكان آخر يظهر كل هذا الكم من النجوم التي ترصع السماء، كما يظهر في سماءها درب التبانة واضحا جليا فوق الصخور، كما يضوي كوكب الزهرة ليزين سماء الليل بضيائه.
وأنها من أروع الأماكن التي يمكن التخييم بها وعمل رحلات السفاري وعندما تنام هناك تشعر بالليل بشكل مختلف وأنت تحت النجوم كأنك تحت قبة سماوية من شكل السماء وروعتها مع انعكاسها على الأرض البيضاء.