هل يستكمل بايدن مشروع أوباما بالشرق الأوسط وإيران؟!

تقرير: علاء حلمي

تفوق المرشح الديمقراطي جو بايدن بفارق كبير علي المرشح الجمهوري دونالد ترامب، ويستعد البيت الأبيض لإستقبال الرئيس الجديد بحلول 20 يناير من العام المقبل.

واتجهت الأنظار صوب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وكانت التكهنات ترجح كفة بايدن، بسبب الإخفاق الواضح في معالجة أزمة كورونا، ورغم ما قدمة ترامب لإسرائيل وقدرته المذهلة للقضاء علي القضية الفلسطينية برمتها، وحملات التطبيع إلا أن المساهمات الإقتصادية تبقي الرهان الذي يعقد علية اللوبي المسيطر بشكل كبير علي الانتخابات الأمريكية توجهاته.

ولكن هناك سؤال كبير يطرح نفسه طبقاً لنتائج الانتخابات، هل يستكمل بايدن ما بدأه أوباما ؟! حيث يتخوف كثيراً من الدول العربية من سياسات الحزب الديمقراطى تجاة قضايا الشرق الأوسط والتقارب مع إيران بشكل كبير. وهل سيحدث موائمه بين أمريكا وتركيا في ظل حكم بايدن؟

أولاً علي الصعيد المصري

يري كثيراً من المحللين السياسيين بأن وجود بايدن في سدة الحكم سيغير كثيراً من طرق التعامل مع قضايا الشرق الأوسط، فيقول الخبير السياسي الدكتور معتز بالله عبد الفتاح، بأن بايدن سيعيد استنساخ حكم الجماعه الإرهابية، وأن التوجهات الأمريكية تجاة القضايا المصرية ستكون غير مؤيدة بشكل كبير خاصة في قضايا حقوق الإنسان والممارسات السياسية والحزبية.

فيما يري أخرون بأن وجود بايدن لن يؤثر علي مصر بشكل كبير، فيقول الكاتب الصحفي مصطفي بكري لن تستطيع سياسات بايدن التأثير علي مصر، لأننا دولة لها سيادة ويحكمها مؤسسات كبيرة ووطنية.

وعلي جانب أخري يري فصيل سياسي، بأن قضية سد النهضة ستتفاقم في ظل هذة الإدارية الجديدة، فالدعم الأمريكية لمصر سيتوقف كما كان الحال في ظل حكم أوباما.
ولكن مصر علي مستوي السياسية الخارجية محنكة بشكل يسمح لها بالانفتاح علي الجميع، فمن المؤكد بأن مصر قامت بفتح مجال سياسي مع كلا من ترامب وبايدن فالسياسة المصرية حكيمة في توجهاتها وعلاقاتها تبنى من خلال الإحترام المتبادل دون التدخل في شؤونها الداخلية.
وظهر هذا واضحاً في خطاب الرئيس السيسي عقب الإعلان غير الرسمي بفوز بايدن وتهنئة علي فوزة بمقعد الرئيس، مما يعني بان مصر ليس لديها مرشح معين بل لديها سياسة مولضحه تتعامل بها مع الجميع.

ثانياً علي الصعيد العربي والإقليمي

​على خلفية تفوق بايدن في عدد الاصوات، هناك تخوف جسيم في الدول العربية السُنية المعتدلة من امكانية ان تتوجه ادارة برئاسته الى صفقة نووية جديدة مع نظام آيات الله في طهران – خطوة من شأنها ان تعظم انعدام الاستقرار في الشرق الاوسط.

​وقال مسؤولون كبار في الدول العربية المعتدلة أن تخوفهم لا ينبع من السياسة الخارجية التي سيضعها بايدن بل من الاشخاص والمستشارين الذين ستتشكل منهم خلية اتخاذ القرارات الرئاسية في واشنطن. فقد قال مسؤول إماراتي كبير، انه “يوجد تخوف جسيم جداً من أن ادارة امريكية برئاسة جو بايدن سترفع عن طهران العقوبات التي فرضتها ادارة ترامب وتسعى الى صفقة جديدة مع ايران. خطوة كهذه ستؤدي الى أن يتمكن النظام المتطرف في ايران من امتلاك السلاح النووي في غضون وقت قصير، وتهديد استقرار المنطقة بأسرها. وسيؤدي رفع العقوبات عن ايران من تمكن نظام آيات الله من مواصلة تمويل منظمات الارهاب الاسلامية المتطرفة التي تهدد النظام في العالم باسره وليس فقط في الشرق الاوسط”.

ويري محللون بأن دخول بايدن الى البيت الابيض سيؤدي الى تفكك التحالف الاقليمي الذي ينسج بين اسرائيل ومحور الدول السنية المعتدلة. وذلك في ضوء امكانية ان تعمل ادارة امريكية برئاسة بايدن على استئناف الاتفاق النووي مع ايران، بل التوصل الى حل وسط مع الايرانيين.

وأن خسارة ترامب قد تؤدي الى وقف الاتصالات التي جرت بوساطة امريكية لتطبيع العلاقات بين اسرائيل ودول عربية اخرى كالسعودية، عُمان وقطر. .

وعلي الجانب التركي ستتجه إدارة بايدن لعقد الإتفاقيات والتقارب مع رجب طيب أردوغان، والمساهمه في المشاركة الواضحة لأطماع تركيا التوسعية كمان كان أثناء حكم أوباما.
‏ولكن كل هذا متوقف علي ما سوف يقوم به دونالد ترامب من إجراءات طعن علي نتائج الإنتخابات، واتهامات واضحه بالتزوير الأمر الذي سيقود الولايات المتحدة الأمريكية إلي منطقة جديده من الصراع قد تؤجل وصول بايدن للحكم إلي مارس 2021.