الفرص النادرة
د.هدى بسيوني المصريين بالخارج"وإني لأوصيك بروحي..فهي تسافر إليك أكثر مما تستقر لدي."ماذا يثقل قلبي عند غروب الشمس؟ أعلم أنها أشياء مغايره لتلك الأعمال التي انجزها يوميا. بل هي تلك الأعمال الأقرب للقلب والتي لم أتمكن من إنجازها بذات اليوم .هي تلك الكلمة الحنونة التي كان يجب أن أقولها مرارا وتكراراََ لكل من أحب ولكني لم أقلها..بلا سبب!!
هي تلك الرساله الرقيقه التي كان يجب على أن أكتبها..ومنعني كبريائي من كتابتها..بلا سبب!!!
هي الزهور التي كان يجب أن ارسلها إلي مريض ولم أرسلها..ومنعني انشغالي والحياه..بلا سبب!!هو ذلك الحجر الذي لم أرفعه عن طريق أخي هي تلك الكلمات والنصيحة التي لم أقدمها لقريب او عزيز لأنني كنت مشغولا.. بلا سبب!!
هي تلك اللمسة الحانية على كتف متألم..او هي هذه الهمسة المشجعة في إذن مضطرب...أعمال الرحمه والإنسانية لم تخطر لي ببال..بلا سبب!! هي تلك الفرص النادرة والرسائل الإلهية التي أتيحت لي طوال النهار لأشارك أعمال الملائكة.
وأتجاوز القسوه الي الحنان واهدرتهابلاسبب!!! هكذا هي الكلمات والردود بيننا جميعا طوال اليوم فهناك بعض الكلمات والحروف التي تأتينا ترد لينا الروح.، وهناك حروف وكلمات أقوى من طلقات الرصاص وهناك ايضا الصمت القاتل..!!
ودائما نجد الصمت ملاذا لكل أزمة فاحيانا يكون صمت عن الايذاء وتاره أخرى صمت عن التعبير والأكثر هو الصمت حتى لاننجرح.. نعم فنجد هناك فرق كبير بين " أن أصمت حتي لا يؤلمك حديثى ..وأن أصمت حتى لا يؤلمنى جوابك فالكلمات ثقال.. تحدث آثارها فور اطلاقها.
فما تشعر به يخرج بين طيات حديثك ويصل للملتقى.. حتى ولو لم يظهر في حروف كلماتك وحدها القلوب تستشعر المعاني.. فقد تتحدث مع شخص ما وتتكلم بتحفظ بكل الاتجاهات.. حينها يصل للمتلقي الذي لا يراك ابتسامتك المصطنعه. وكلماتك الفاتره التي تكشف ما بالقلوب.. فرفقا بحروفنا.... ورفقا بكلماتنا.... ورفقا بابتساماتناورفقا بقلوب تعذبها الحروف والابتسامه الباهته.
وفي هذا السياق قيل عن فضل الابتسامه "سيأتي يوم وتجد من يضحي من أجل ابتسامة يرسمها على وجهك فلا تغلق أبواب قلبك فليس كل من يدقها ينوي جرحها" (الشيخ_الشعراوي)