طارق الإمبابي يكتب : حرية الرأي بين الواقع والكمال
علاء سحلول المصريين بالخارج
بقلم : طارق الإمبابي
عندما يتعلق الأمر بالرأي تجد أكثر الناس تؤيد فكرة معينة وهي إن لم تكن معنا فأنت ضدنا ، إن لم تكن نسخه بالكربون منا فأنت شارد عنا ...إن لم تكن صوره من فكرنا فأنت تشذ عن الجميع .
إذآ نحن جميعنا ننحصر في بوتقة الفكر الضيق والمحدود فنعيش حالة من التبعيه والإنقياد، ومجرد أن يكون بيننا صاحب رأي وفكر نتهمه بأنه خرج عن الصف .
فإن كان وجودنا في الصف يعني أن نلغي العقل ، فأعتبروني دائما خارج الصف ، أنا مع الجميع عندما نكون في طريق - من وجهة نظري - أنه صحيح.
وسوف أخرج من الصف عندما أري أن الصف يتحرك في الإتجاه الخطأ ، فهذا طريقي ومنهجي وأنا أحبك ولكن حبي لك لايعني الإنقياد لك بل حبي لك يدفعني للخلاف معك عندما تسير في الطريق الخطأ.
ليس دائمآ يكون رأي الجماعة صائبآ ، وليس معنى أن يتخذ الجمع قرار أن ننقاد له لابد أن نسجل موقفآ .... مع إحترامي للجميع أحترم كل من له رأي حر حتي لو اختلف معي ولكن لايعني هذا أن يجبرني أن أنحاز لرأيه أو أتبني وجهة نظره ...
أنا هكذا لن أتخطي خطوطآ حمراء معك حتي لو اختلفت معك فأنا تعلمت وتربيت أن لا أخطيء في الكبير ، وأقف عندما يدخل والدي غرفتي ولا أجلس إلا إذا جلس هو أولآ ، تعلمت أن أحترم الكبير ، تعلمت أن أصمت عندما يتحدث الكبير ، تعلمت كيف أسمع جيدآ حتي أرد جيدآ ، تعلمت أن اختلف في أدب ، تعلمت أن اسجل موقفآ ، تعلمت أن لا أكون تابعآ.
صديقي - أيها المصري الجميل - دعني اختلف معك طالما لم أتعدي حدودي ، دعني أعترض عليك ومستعد أن أنزل عن رأيي طالما كان رأيك صواب ، ولكن لابد أن يكون لديك الاستعداد أيضآ أن تنزل عن قرارك طالما كان رأيي صواب.
منذ فتره آثرت النزول عن رأيي من أجل الجميع طالما لم يكن شيئآ قويآ مؤثرآ ، ولكن تأكدوا أنه ليس ولن يكون منهجي.
صديقي المصري لا تكن إزدواجي الرأي والمعايير فإذا كنت تهاجم مجموعة من الأشخاص لأنهم تابعون ولايفكرون!! فلا تطلب من الآخرين أن يتبنوا وجهة نظرك ويتبعوك ، فكل مصري حر أن يعبر عن رأيه طالما لم يتعدى حدوده .
وهنا أقول أن رأيي ينبع فقط من تفكيري الحر حتي لو كان متفقآ مع الجميع وكذلك رأيي حر حتي لو اختلف مع الجميع.
وفي النهاية أوجه رسالة لأصدقائي المصريين : " لا تهاجموا أشخاصآ يتبعوا فكر معين ثم تطلبوا منا أن نكون أتباع الراي الواحد أو أتباع رأي غيرنا صائب كان أم سديد"٠