م. أشرف الكرم يكتب: الميديا والمراقبة المجتمعية
المصريين بالخارجتتحكم وسائل التواصل الإعلامي "الميديا" اليوم في الكثير من ردود أفعالنا تجاه أي حدثٍ أيًا ما كان في أي مكان، فنجد انتشار الخبر خلال سويعاتٍ بشكلٍ سريعٍ وفي لحظاته الأولى، بشكل يفيد المجتمع في عمومه.
وفي ذلك إيجابية كبيرة، وتُفيد في إنقاذ مايمكن إنقاذهِ على وجه السرعة بفعل هذا الإنتشار العاجل للحدث، فضلا عن إيجابية أخذ الحيطة والحذر إزاء فعلٍ ما، أو حادثة ما تقع هنا أو هناك، فنغلق باب الوقوع المتكرر فيها.
وكل ذلك يعد نتيجة مباشرة لتلك الأداة سريعة الانتشار "الميديا"، وقد أفادنا ذلك في كثيرٍ من الوقائع والأحداث.
وما جريمة التحرش الأخيرة وعرضها القوي بالميديا والتي أظهرت هذه السلبية المرضية عند بعض الشواذ النفسيين من الكبار، إلا أصدق مثال على ذلك، بانتشار خبرها وتقديمها للرأي العام بقوة ووضوح، وهذا ما يمثل الدور الرقابي المجتمعي على السلبيات في نفس المجتمع.
إلا أن هناك سلبياتٍ كثيرة أيضا، يجب لفت الإنتباه إليها في استخدامنا لهذه الأداة.
فما أن نقرأ خبرٌ ما -مهما كان غير موثوق- إلا ونجد تناقل هذا الخبر كالسهام المُطلقة تجوب أنحاء مواقع التواصل الاجتماعي، بشكل قد يشوه الحقيقة أحيانًا، ويبعدنا عن التركيز على معرفة الحقائق، حيث تضيع بين تناقل الخبر الغير موثوق حقوق ومصالح عامة أو خاصة.
وعلى ذلك، فواجبنا إزاء هذه الأداة المتميزة "الميديا" أن نرتقي بوعي مستخدميها، بتعريفهم بخطورة هذه الأداة في قوة ضغطها وفاعليتها، ووجوب التعامل معها بحذر، وأهمية عدم إعادة نشر الخبر إلا إذا كنا متيقنين من صحته من مصادره الرسمية، ومتأكدين من دقته.
ولا نغفل في ذلك دور الأركان الثلاثة في المسئولية عن هذا الدور التوعوي لرفع الوعي العام في هذا المضمار، وهم الأسرة كجهة بناء وتكوين وتنشئة لعقلية ووجدان الصغار، وبعدها تأتي أجهزة الإعلام والتثقيف بالدولة بما فيها وزارتي التعليم والتعليم العالي وما يجب من تدريسٍ للعلوم الإنسانية -حتى في الكليات العملية- ثم أيضا دور العبادة التي تقدم العقيدة بما تحويه من اخلاقيات في ذلك.
وأشير أيضًا إلى أهمية دور الباحثين والمتخصصين بالهيئات العلمية والبحثية المتخصصة، فيما يتعلق بما تحويه الميديا بدراسة ما ينتشر من الأخبار وكيفية معالجته فكريًا وعلميًا لاستخلاص النتائج المدروسة بعد تحليلها، ومن ثم تقديمها للمجتمع كاستفادة علمية لهذه الأداة التي تعبر عن مكنون المجتمع والناس.