أشرف الكرم يكتب : نقد الجَلد.... وجلد النقد
علاء سحلول المصريين بالخارج
كتب : م.أشرف الكرم
تعُج اليوم مواقع التواصل الاجتماعي بحوارات كثيرة متنوعة وعديدة ما بين حوارات الأصدقاء ومحاورات الغرباء ونقاشات الألداء ، وصراعات الأعداء.
ولاتسلم تلك المناوشات الكتابية من الإيذاء أحيانا، والتعديات أحيانا أخرى، رغم أن غالبية المتحاورين لا يعلمون الكثير عمن يتحاورون معهم، ومعذلك يسيئون و يخوضون ويتجاوزون تحت مدعاة النقد ،الذي يعتبرونه حق لهم مطلق، وواجب عليهم يأثمون إن لم يؤدونه تجاه الإدارات أو المسئولين هنا أوهناك.
و يصل الأمر أحيانًا إلى فهمٍ مغلوط بأنه مادام الناقد يتكلم عن واقع و حقيقة، فله الحق حينها بأن يخوض ويتعدى متجاوزًا في حق المنتَقَد تحت دعوى أنه يقول واقع.
و على الجانب الآخر، نجد المنتَقَدون وما وصلوا إليه من تحسس مفرطٍ من النقد ورفض للناقد الذي استهلك أوقاتهم وأهدر أفكارهم، وأظهرهم في ثوب المذنبين، وأثقل كاهلهم بالاتهامات المدوية و المتتالية دونما أي دلائل أو قرائن تذكر، وبالتالي يضيقون به ذرعًا ويرفضون النقد إجمالاً.
و في الحقيقة، فإن تقديم النقد بشكله الجالد للآخر على أي واقع يراه الناقد دونما تحرى اسميه "نقد الجَلد" إذ لا يلبث الناقد حين يجد حدثاً ما إلا أن يتصيد الأمر جالدًا الإدارات ومن هم في مواقع المسئولية،دونما تحري أو تحقق من الحدث الذي يمثل أوهاما أحيانًاوكثيرًا ما يكون دخانًا بلا نيران، وينتج عن ذلك الرفض الذي نشاهده ونرصده بوضوح من مسئولي الإدارات تجاه هذا النقد، ويمتد الرفض إلى أي نقد كان حتى لو كان موضوعيًا وصائبًا، وهو ما يمكن أن نسميه "جلد النقد" برفضه المطلق و اتهام كل الناقدين بنفس الصورة الذهنية السلبية التي بُنيت لدى المنتَقَدين.
و الذي أراه هو وجوب التوصل إلى مواثيق نتفق عليها جميعًا من أن النقد أمر غاية في الأهمية من حيث تطوير الأداء وإظهار ما قد لا يراه من في موقع الإدارة في أي من الكيانات والمؤسسات المجتمعية، و في نفس الوقت أن نقتنع بأن النقد يجب أن لا يكون جالدًا ولا هادمًا و لامهدرًا جهود العاملين في تلك المؤسسات و الإدارات.
ولن نصل إلى ذلك إلا بأن نركز في نقدنا على الأداء لا المؤدي على الفعل وليس الفاعل وأن نبتعد عن الإساءة أو التعدي على الأشخاص من مسئولي الإدارات، وأن لا يكون النقد مستهزئا بالآخر أو منه ساخرًا وأن يكون خاليًا من الاتهام المنبني على خطاب النوايا إلا بدليل مثبت و محقق من جهات رقابية أو قضائية.
حينها وحينها فقط، سنجد قبولًا للنقد من الإدارات العاملة في تلك المؤسسات، وسنجد نتائج إيجابية تطويرًا للأداء وتعظيمًا للجهود و تنميًة للأفكار دونما أي تحسس أو جلد لهذا النقد.
النقد الهادف له صياغات محكمة,لا يشوبها تصفية صراعات أوأغراض شخصيةوقبول النقد قيمةلا نصل بدونها إلى إظهار الخلل أو توضيح المثالب.