دينا شرف الدين تكتب: مابين نصر أكتوبر٧٣ و أكتوبر ٢٠٢١
المصريين بالخارج
كل عام و مصر أبية شامخة مرفوعة الرأس ، تطال هامتها عنان السماء رغم أية محن أو ملمات .
و في حين يحتفل المصريون بذكري نصر أكتوبر العظيم الذي كان و مازال الدلالة القاطعة التي لا يجانبها أي شك أن مصر هي مصر التي سطرت أول السطور بتاريخ الأمم و وضعت حجر الأساس لحضارات الشعوب و كانت و ستظل محتفظة بهويتها و هيبتها التي يخشاها القاصي و الداني مهما بلغت درجة قوته و ثرائه و سطوته .
و لكن :
منذ هذا التاريخ العظيم الذي لن تنساه الدنيا ، و الذي قهر فيه الذكاء و الحنكة المصرية أباطرة الأرض و ترسانات أسلحتها المتطورة و موانعها الحصينة التي لا تقهر كما كانوا يزعمون ،
لم تشهد مصر حدثاً جلل و لا إنجاز كبير و لا نقلة حضارية ، إذ كنا نكتر ذكريات الأمجاد و نحتفل بها عاماً بعد الآخر دون أن نخطو للأمام خطوات تليق و ما كان مفترض ،
و ظل الحال علي ما هو عليه أربعون عاماً ،
و كي أكون منصفة' يا ليته قد بقي علي ما كان عليه ، لكنه أخذ بالتراجع التدريجي الذي نال من كل شئ ، ليصيب التعليم و الأخلاق و الدين بمقتل ،
إلي أن :
وهبنا الله قائدا جديداً ليخرجنا من دوامة التراجع و البكاء علي أطلال الماضي السعيد ،
فيسطر تاريخاً جديداً من الإنتصارات العظيمة بعيداً عن الحروب المباشرة التي مضي عهدها
فقد قرر خوض معركة أكثر قسوة و أشد تأثيرا.
"معركة بناء مصر الحديثة" :
تلك التي تجمدت مدة عقود ، إلي أن اختار لنا الله من وهبه شجاعة النفس و إيمان القلب ليخرج بنا من حلق الضيق لأوسع الطريق،
و "في غضون سنوات قليلة" :
تحول العمل بأرجاء مصر كلها ما نعلم منها و ما لم نكن نعلم إلي خلية نحل لا تتوقف عن الإنجاز بشتي المناحي و مختلف الملفات ، من بنية تحتية و أخري فوقية لقضاء علي ما كان يسمي بالعشوائيات ، للصحة و التعليم و القضاء و المرأة و السجون و المهمشين و أطفال الشوارع ' لكرامة المواطن المصري' للقضاء علي الإرهاب و قطع ذيوله للبناء الذي لا يتوقف بكل شبر من أرض مصر
فحقاً ، نحن نشهد معدلات مختلفة شكلاً و موضوعاً لأداء الأشياء بشكل عام غير معتاد ، و توقيتات شديدة التكثيف وفقاً لخطة أعتقد أن هدفها الأوحد هو سباق الزمن لتعويض ما فات من أوقات ضائعة مهدرة نتاجاً لهمم عليلة و ضمائر ميتة .
و ما زالت الإنجازات تفوق كافة التوقعات
نهاية :
فلنحتفل الآن بذكري نصر أكتوبر المجيد و نحن نفخر و نسعد بانتصارات تلاحقها انتصارات لا تقل بأهميتها عن انتصارنا بحرب التحرير ، و انطلاق بلادنا بسرعة فائقة لتحتل مكانتها الطبيعية تعويضاً لسنوات الركود و التأخر و التراجع .
و كل عام و مصر منتصرة قوية تحتفل بانتصارات الماضي و انتصارات الحاضر .