المودة والرحمة بين الزوجين تخلق السلام والطمأنينة فلا تجعلوا اذنيكم خاضعة للجهل .
إن الرحمة والمودة بين الزوجين هى أساس العلاقة الزوجية الصحيحة وليس مجرد عقد ميثاق يكتب ويتم إشهار للناس فقط ولكن صفة الرحمة من صفات الله -عَزَّ وجلّ- زرعها في قلب عباده ووعدهم بجزيل الثواب فسمى نفسه -عزَّوجل- بالرحمن بالرحيم فالرحمة هي الإنسانية بعينها فمن لا يرحم لا يرحم وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أرحم الخلق بالخلق وحثَ الناس على الرحمة وكان رحيما بزوجاتة ولذالك الرحمة تخلق السعادة والمودة تولد الحب الابدي وخلق الله الأرض وبناها على الرَحمة فزرعها في قلب الأم لترعى صغيرها ووليدها الرضيع فتحنو عليه وكأنه قطعةٌ من فؤادها تمشي على الأرض فصفة الرحمة هبةٌ من الله الرحيم وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لمَّا قضى اللَّهُ الخلقَ كَتبَ في كتابِهِ فَهوَ عندَهُ فوقَ العرشِ إنَّ رَحمتي سبقَت غضَبي وفي لفظٍ: إنَّ اللَّهَ كتبَ كتابًا قبلَ أن يَخلُقَ الخلقَ: إنَّ رحمتي سبَقت غضَبي ، فَهوَ عندَهُ فوقَ العرشِ وفي لفظٍ آخرَ: لمَّا خلقَ اللَّهُ الخلقَ كتبَ في كتابٍ كتبَهُ علَى نفسِهِ فهو مَرفوعٌ فوقَ العَرشِ : إنَّ رَحمتي تغلِبُ غَضبي". دعونا نتحدث ان الزواج هو ميثاق وعهد والميثاق هو شرف للكلمة التى تخلو من الإهانة والنبذ وتهديد والإرهاب والعنف الأسري لذالك اتركوا هذة الضجة التى يثرثرون بها هؤلاء ممن نصبوا وعينوا انفسهم اصحاب ترندات تحمل معانى التميز والعنف الأسري ويدعون بمطالبة بمساوة ويحثون ويامرؤن الزوجة ان تطالب بأجر لخدمة زوجها وانها غير مكلفة وهو غير مكلف أن الزواج عهد وتحمل مسؤولية الطرفين بتعامل بمودة والمحبة والتسامح والسلام وكلا منهما مسؤولين في هذا الرباط الغليظ ليوم الدين فى تعاملاتهم بين بعضهم وبين العمل فى أمور كثيرة من المنزل والعمل ومشاركة الإجتماعية وتربية الأطفال والأولاد وخصوصا هذا الموضوع مهم جدا لكل اسرة وزوج وزوجة. أن الأم مدرسة إذا اعددتها أعدت شعب طيب الأعراق فهى مدرسة تعليم وحنان لطفل منذ ولادتة وحتى كبره وتحمل ذاتة المسؤولية وربما هذا لا يجعلها فقط تربية مادية بل أقصد ايضا تعليم أخلاقيات وسلوكيات الصح وخطأ وبجانبها يكون الأب أو زوج سندا وعونا لزوجتة ليس فقط أنة يعمل من أجل كسب المال وتوفير حياة لأسرة بل الأب هو العمود الفقري للأسرة والداعم الاول والاخير لزوجتة وأهل بيته . أن ن الإسلام وكل الديانات السماوية حفظت وشرعت حقوق الزوجة والمرأة وأتى الاسلام ليصون حقها بين المجتمع وبيتها ومع زوجها فالمرأة ليس مجبرة أن تخدم وتقوم بكل المسؤولية بمفردها بل على رجل ان يكون العون والسند وهذا تكتمل دائرة السعادة فنرى بعض الجهلاء من أصحاب الفكر الشاذ والغريب يدعون الى خلق الفتن وأفكار جديدة لأول مرة تطرا على مجتمعنا مما يذيد من نسب المشكلات الزوجية والاسرية والعنف الأسري ويدعون بمطالبة بمساوة دون مشاركة وتوضيح الصورة بهدف الشهرة وركوب ترندات فاحظروا ياسادة .
ورسخ الإسلام كل أسس وعوامل الاستقرار الأسري والاجتماعي ورسم الحياة الطيبة للزوجين من خلال منظومة الحقوق والواجبات المتبادلة بين الطرفين ولذلك جاءت كل النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة تؤكد ضرورة التفاهم والحوار والتسامح بين الزوجين، حرصاً على حياتهما الزوجية ولنا أن نتأمل قول الحق سبحانه وتعالى : «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمةً إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون». وهذه الآية الكريمة تؤكد دستور العلاقة الزوجية الذي أراده الله سبحانه وتعالى لتعم السعادة علاقة كل زوجين وينعما بالأمان والاستقرار فالآية الكريمة تشتمل على ثلاثة أمور تعد الأساس الراسخ للعلاقة الزوجية وهي: السكن النفسي والمودة والرحمة والسكن النفسي يعني الاطمئنان والراحة النفسية مما يذيد من وجود العشرة وموده والعشرة نهج حراك سنوات بين الأزواج ليكون ميثاق وعهد الزواج قوى لا يتخلله فتنة أو طرف مجهول وكم هي السعادة والاطمئنان حين يجد كل من الرجل والمرأة على السواء شريكاً له في مسيرة الحياة يفضي إليه بمكنون أسراره، ويطمئن إليه ويجد راحته النفسية بجواره. أن المودة هى تعني الحب الذي يربط ويؤلف بين القلوب فهو من أسمى العواطف في العلاقة الزوجية الحميمة التي لها قدسيتها وحرمتها دون العنف والغضب والشك لأن الشك هو شيطان الغيرة القاتلة التى تهدم أى علاقة بين الزوجين والأمر الثالث الذي تشير إليه الآية الكريمة في الصلة بين الزوجين وصيانة هذه العلاقة من الشوائب هو الرحمة والرحمة تأتي على رأس منظومة القيم الأخلاقية الإسلامية. ويريد الله سبحانه وتعالى أن يحيط العلاقة الزوجية بسياج منيع يصونها ويحميها من أية رياح قد تهب عليها وحرص الزوجين على الالتزام بهذه القيم والمعاني الإنسانية النبيلة يغلق الباب أمام كل محاولات أو عوامل إفساد العلاقة بينهما. والواقع أن كل تعاليم وتوجيهات الإسلام تصب في تحقيق هدف واحد وهو سلامة العلاقة الزوجية التي هي الأساس لتكوين أسرة متماسكة تعد اللبنة الأساسية لبناء المجتمعات وصيانتها من الانهيار وحتى ينشأ الأطفال في جو أسري صحي تسوده المحبة والطمأنينة والرحمة حتى ينصلح حال شبابنا وأطفالنا ونرى مجتمع سوى يسودة الحب الحقيقي والاحترام والتقدير. الاحترام والاهتمام أهم من الحب ذاتة وهذة المقولة والحكمة صحيحة جدا لأن أى علاقة بين الزوجين أو المحبين إذا لم يسودها مبدأ الاحترام وتقبل الرأى والتعبير ونزع الشك وتحلى بالصبر وحب لطرف الآخر لن تدوم وتخلق المودة والرحمة والعشرة لأن الاحترام سيد الاخلاق والفضيلة فما بالك أن ميثاق الزواج قائم على قاعدة صلبة لا يمكن أن تخلو من الاحترام والتقدير لأن الزوج الذى لا يحترم ويصون زوجتة ومساعدتها على أن تحب نفسها ويكون عونا وسندا لها لا يستحق لقب الزوج الصالح وايضا لاهل بيتة وابناءة فهو لابد أن يكون القدوة الحسنة وايضا الكلام للزوجة لابد ان تحترم حقوق الزوج فى وجودة أو غيابة ولا تدع لأحد أن يعكر صفو علاقتها أيا كان الطرف غريب أو قريب فإن النفس إمارة بسوء ونحن بشر فهنا يكون للاهتمام دور أساسي فى تقوية إحترام العلاقة فلا تعطينى حبا بل اريد منك إهتمام لأن الإهتمام يدوم للعشرة وسنوات العمر ولكن الحب يقلب القلوب ولا يدوم بدون اهتمام واحترام. دعونا نتحدث عن أن الله عز وجل يزرع المودة والرحمة بين الزوجين إذا كانت العشرة لا تشوبها زعزعة أو خيانة أو عنف وعدم احترام حقوق الطرفين فلاهانة لكل من الآخر تخلق العداء والكرة وليس الخيانة الزوجية خيانة جسد فقد بل إن الزوج الذى يهمل زوجتة ويظل ملتوى الشهوة والبحث عن بديل لها حتى ولو نظرة اعجاب هذة خيانة كبيرة تشعر بها الزوجة والمرأة والعكس صحيح فوصى الرسول رفقا بالقوارير ونسائنا . اتركوا شيطان الهوى والنفس ولا تتخذوا من الغير نصيحة أو قانون يحكم علاقتكم فالصحيح هو أن أى طرفين زوجين أو أحبة مرتبطين بخطبة شرعية أن يكونوا داخل دائرة الخصوصية واهم ما يجعل الدائرة متعرجة وتصل لطلاق أو انفصال أو عنف هو أنهم يرمون ويسخرون عقولهم لشيطان الهوى والنفس واراء الغير متخصصين وهم ليسوا اهل دين أو علم او خبرة فوصانا الاسلام ليصون حقوق الزواج إذا تخلافا كلا منهم فليدخلوا حكما من اهلها ليصلح وليس أى طرف عشوائي جاهل وأيضا كل الأديان السماوية ومذاهبها تسير على منهج وعقيدة أن الزواج عهد وميثاق غليظ للزوج مالة وعلية وللزوجة مالها وماعليها أيضاً ولا شك أن الترابط الزوجين وبناء أسرة صالحةهي قاعدة الصلب الأساسية وبذرة البشرية في بناء المجتمع ومن دعائم تماسكه ونهوضه لذا كان من الضروري أن ينعم كل فرد فيها بالسلامة البدنية والنفسية من خلال إرساء مبدأ المودة والرحمة بين أفراد الأسرة، يقول تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} ]الروم:21[. فهذه الآية قد نبهت إلى أمور عدة:هى أن المرأة سكن لزوجها بمعنى أنها سبب لتحقيق السكينة والاستقرار له فهى سعادتة لما في قلبِها من العطفِ والحنانِ فتشبه بذلك السكن المادي للزوج وروحانى أهم فكما أنه يتخلص في سكنه من المشاق والمتاعب البدنية و تكون الزوجة سبباً لتخلص زوجها من المتاعب النفسية والبدنية ومشاق الحياة قال الله تعالى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} البقرة/187 وثانيا الأمور التي نبهت عليها الآية الكريمة سابقة هى أن المودة بين الزوجين ويقصد بها المحبة وصفاء السريرة واتباع الحكمة والأسلوب الحسن عند التعامل بين أفراد الأسرة تخلق العشرة الطيبة الصالحة . وثالثها والأهم هو أن الرحمة وتعنى الشفقة بين الزوجين، وتعد من وسائل حماية الأسرة من التفكك، فقد تأتي مترافقة مع المودة أو بديل لها في حال فقدها يقول ابن كثير رحمه الله تعالى:
"ثم من تمام رحمته ببني آدم أن جعل أزواجهم من جنسهم، وجعل بينهم وبينهن مودة: وهي المحبة، ورحمة: وهي الرأفة، فإن الرجل يمسك المرأة إما لمحبته لها، أو لرحمة بها، بأن يكون لها منه ولد أو محتاجة إليه في الإنفاق أو للألفة بينهما وغير ذلك أن ترسيخ مبدأ المودة والرحمة في الأسرة وبين الأزواج لا بد له من عوامل تساعد على ذلك، ومن أهم هذه العوامل تكتمل فى مرحلتين أساسيتين : المرحلة الأولى وهى ما قبل تكوين الأسرة وزواج وهى اول مرحلة تطلب تحكيم القلب والعقل معا لكل شاب وفتاة ويكون بالاختيار الحسن للزوج وللزوجة فالزواج من الأمور التي ينبغي على كلا الزوجين بذل الأسباب لإنجاحه على الوجه الأمثل وهو مبدأ "حسن الاختيار واتخاذ القرارات" فالمرأة المسلمة ووليها يتحرون في الخاطب صاحب الخلق والدين لقوله عليه السلام: (إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ) رواه الترمذي. فالخطاب في هذا الحديث موجه للولي بأن يختار لمن يتولى تزويجها الأصلح وصاحب الخلق والدين ومن تتوفر فيه الكفاءة ومخالفة هذا التوجيه النبوي بتزويج الفتاة ممن لا تنطبق عليه هذه الصفات قد يؤدي إلى الفتنة والفساد وعلى الرجل أيضا كذلك يحرص على اختيار الزوجة الصالحة صاحبة الخلق والدينةوليس على جمال فقط فقد جاء الحث الصريح على ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: (تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ) متفق عليه فالزواج من الأمور التي يتحمل الزوج نتائج وتبعات اختياره فيها. ولا صحة للقول الشائع بين الناس بأن الزواج ليس للعبد فيه اختيار ولا إرادة بل الزواج من الأفعال التي هي من اختيار الإنسان الصحيح ولا ينافي ذلك علم الله المسبق باختيار العبد وكتابة اختياره في اللوح المحفوظ فالكتابة عند الله لا تعني الاجبار على الفعل وإنما تعني أن الله عز وجل يعلم ما سيكون والقضاء والقدر لا يعني تعطيل الأسباب. وفي المرحلة غالباً ما يقوم الخاطب أو المخطوبة بالسؤال عن الطرف الآخر والواجب على من يستشار ويسأل عن شخص معين أن يعلم أن شهادته هذه أمانة و يجب عليه فيها بذل النصيحة لمن سأل على وجه الصدق فهي من حقوق المسلم على أخيه المسلم، لقوله صلى الله عليه وسلم : (حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ -وذكر منها- وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ) رواه مسلم. وقوله صلى الله عليه وسلم: (المُسْتشَارُ مُؤْتَمَن) رواه أبو داود في سننه. ويشترط ذكر العيوب المتعلقة بما حصلت الاستشارة من أجله فإذا استشير في نكاح ذكر العيوب المتعلقة به لا المتعلقة بالبيع مثلا" اى كلا من الطرفين ان يكونوا صرحين فمبدأ الصراحة هو قوة الثبات فى أى علاقة بين الزوجين والأحبة. ثم تأتى ثانى مرحلة ما بعد تكوين الأسرة وهو رباط للميثاق الغليظ وتكوين أسرة أن يتذكر أفراد الأسرة فضل حسن الخلق عند التعامل فيما بينهم فالعلاقات الزوجية قائمة في الأصل على العشرة بالمعروف والمعاملة الحسني لقوله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} النساء/19. وتقوم كذلك على الاحترام المتبادل بين الزوجين والأولاد ويحرم على أي فرد فيها التسبب بأي نوع من أنواع الإيذاء لغيره والحرص على البعد عما يحدث الشقاق في الأسرة فقد قال صلى الله عليه وسلم: (أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا) رواه احمد في مسنده، ويقول صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) رواه الترمذي. الأسرة هى صلب المجتمع وتقوم على التحلي بالحلم والأناة والصبر عند التعامل مع المشاكل الأسرية من عوامل ترسيخ مبدأ المودة والرحمة في الأسرة الحرص على عدم تضخيم الأخطاء ومحاولة المواءمة بين الإيجابيات والسلبيات والصفح والعفو، والتغافل أحيانا عن الأخطاء التي لا تمس كيان الأسرةوضبط النفس وتجنب الأسباب المؤدية إلى الغضب واللجوء إلى التفاهم بالحسنى بين أفراد الأسرة فهو السبيل الأفضل لحل المشاكل سواء كانت كبيرة أم صغيرة، فوجود الرفق في الأسرة دليل على الخير والبركة فيها. وقال صلى الله عليه وسلم: (إذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمْ الرِّفْقَ) رواه الإمام أحمد في مسنده. وعن أبي هريرة رضي الله عنه، رضي الله عنه، أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوْصِنِي، قَالَ: (لاَ تَغْضَبْ) فَرَدَّدَ مِرَارًا، قَالَ: (لاَ تَغْضَبْ) رواه البخاري. وَقد مدح الرسول صلى الله عليه وسلم صفة الحلم والأناة في الأشج عبد القيس فقال له: (إِنَّ فِيكَ لَخَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ: الْحِلْمُ وَالْأَنَاةُ) رواه مسلم. وفي حين حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من تسرب البغضاء بين الزوجين فقد قال عليه الصلاة والسلام: (لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ) رواه مسلم. ومعنى لا يفرك أي: (لا يبغض)، ولذا كان تفكيك الأسرة من أهم الغايات للشيطان فالنفور الذي يقع بين الزوجين إنما هو من وساوسه ونزغاته فعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ، فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: مَا صَنَعْتَ شَيْئًا، قَالَ ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ، قَالَ: فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ: نِعْمَ أَنْتَ. قَالَ الْأَعْمَشُ: أُرَاهُ قَالَ: فَيَلْتَزِمُهُ) رواه مسلم.
الواجب على أهل كلا الزوجين في حال وقوع الخلاف بين أفراد الأسرة التدخل بشكل إيجابي لقطع الخلاف أو التقليل منه والعمل على تقريب وجهات النظر، فكثير من الخلافات الزوجية قد تتفاقم بسبب التدخل السلبي من الأهل فتفتقد معاني الرحمة والمودة بين أفراد الأسرةومن مبررات التفضيل في العطية كأن يكون أحد الأولاد فقيرًا جداً أو مريضاً أو يحتاج الولد إلى مال للتعليم ونحو ذلك من الأسباب. يقول الخطيب الشربيني رحمه الله: "يسن للوالد العدل في عطية أولاده؛ بأن يُسوِّي بين الذكر والأنثى؛ لخبر: (اتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلاَدِكُمْ). وقيل: كقسمة الإرث، فيضعف حظ الذكر كالميراث، كما أعطاهم الله تعالى وهو خير الحاكمين" [مغني المحتاج 3/ 567]. أنه متى فقدت المودة والرحمة من الأسرة كانت عرضه للتفكك والضياع وقد تكون مخرجاتها وبالاً على المجتمع، ومتى نعمت الأسرة بالمحبة والرحمة كانت أسرة منتجة ودعامة قوية للمجتمع ولذا حري بكل فرد فيها أن يؤدي واجباته تجاه غيره، ويطالب بما له من حقوق وواجبات الحسنى. ويحرم على الزوجة أن تمتنع عن فراش الزوجية دون عذر شرعي فالفراش من الحقوق المتبادلة بين الزوجين فإن امتنعت الزوجة عنه من غير عذر شرعي فهي آثمة، قال صلى الله عليه وسلم: (إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح) متفق عليه. كما أيضا أمر الله عز وجل ورسولنا أن يكون الرجل رحميا ورفيق الزوجة وسندا لها ويسكنها فى حنية وحماية وعطف وليس يكون قاسي غليظ القلب والشدة ولابد أن يساعد الزوجة فرضا علية وليس أمرا لأن الزواج تعاون وميثاق غليظ يقوم على المودة والرحمة والعشرة حتى يخلق مبدأ المساواة بين الزوجين صحيح. واخيرا يجب على كل زوجين أن يكونوا عون بعضهم البعض ولا إجبار وفرض السيطرة فالحوار والتفاهم بين الزوجين أهم ما يميز الميثاق الزواج وينزع أى خلاف بين الآخر ويجعل الزواج سعيدا ويؤثر على تربية الطفل والابناء بلايجاب وليس بضرر نفسي أو مشكلات إجتماعية ليكونوا نسيج مجتمعى قوى وأن الكلمة مسؤولية الطرفين فلاهانة لا تغفر ولا يمكن أن يسامح بها الا بالفرص والرضا .


















