أميرة البيطار تكتب... بورصة العلاقات
المصريين بالخارجمهما كنت شخصا صالحًا سيحكم عليك الناس بناء على مزاجهم وحالهم، من هنا سيبدأ حديثي اليوم عن مقدار الرصيد، يجب أن تدع لك رصيدًا في كل مكان ليس فقط في رصيدك البنكي ،ولكن أولا :رصيدًا مع ربك، ورصيدًا للرصيد مع أهلك رصيدًا مع أحبابك وأصدقائك رصيدا في هاتفك وأخيرا رصيدك في البنك،وفي كل هذه الحالات لاتدعه يقول لك:عفوًا لقدنفذ رصيدكم، أي شيء تفعله يمكن أن يكون فرصة لمنحها ، أي أن تكون أوسع في تفهمك ، وأكثر إهتماما في علاقاتك مع الآخرين ، معنى الحياة هو الحب والمحبة، عندما تحب الآخرين بحب غير أناني ، فأنت مثل مصدر الحياة لهم، قدوة، وأولئك الذين يحبونك يجلبون لك أيضًا السعادة، كل أولئك الذين يحتاجون بشدة إلى اهتمام وعاطفة الآخرين ، الذين يتخيلون أن العالم كله يجب أن يستدير لهم ، يستعدون لأنفسهم لوجود خيبات الأمل والمعاناة لكي تكون سعيدًا ، عليك أن تضع نفسك في خدمة الآخرين ليزداد قيمة الرصيد، تلك الرصيد من المحبة والرضا والقدرة على العطاء .
دائمًا ما يكون لدى بعض الأشخاص نفس الوجه المجمد بدون تعبير، كيف لا يدركون كم هو مزعج للآخرين أن يكون أمامهم شخص لا تشعر أبدًا بأي شيء جديد، إذا كنت لا تزال في انتظار أن يفكر شخص ما فيك ، ويفهمك ، ويساعدك ، ويحبك ، فلن تكون سعيدًا أبدًا، هل تريد أن تكون سعيدا لا تطلب أن تكون محبوبًا ، بل تحب نفسك ، ليلًا ونهارًا ، وستكون دائمًا في سعادة.
جملة أعجبتني: (كل واحد له عند الآخر رصيد من الحب )
فالمعنى العام للرصيد هو أن نعلم الموجود في حسابك المتداول الخاص بك من مشاعر وحب وألفة، ولكن الأقوى أن يكون لك رصيد مع ربك فكيف يكون ذلك رصيدك مع ربك بقرآنك بصلواتك ونوافلك،لاتتخلى عنه ولاتنقص منه شيئا، انتبه فقد ينفذ رصيدك فجأة بارتكاب معصية، غيبة أونميمة، حجب حقوق الآخرين، أو بقطع صلة رحم، أخبرنا المولى عز وجل في القرآن الكريم :(فإن تولوا فاعلم إنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم،وإن كثيرًا من الناس لفاسقون)، فعليك أن تعتصم بربك حتى ترتاح ،الطريق إلى الله طويل ولو مشيت لمشى إليك وإذا هرولت لهرول إليك ،استعن بالله وأترك شكواك له، فالله خير حافظ ومجيب، خلق الإنسان ويعلم ما يصر وما يخفى .
رصيدك مع أهلك هو حصيلة سنوات العمر، الدفئ، والحنان الفرح، والسعادة، لحظات الانتصار، واوقات الخذلان، كل المشاعر التي تزيد وتنقص، يظل أهلك سندك وعشرتك وعزوتك، حاول ألا تتركها وتهملها، وتبتعد بحجة مشاغل الحياة، قسوة الأيام، العمل، السفر، لا اتمنى أن تصل لجملة (لقد نفذ رصيدكم) .
رصيدك مع أصدقائك هو الرصيد المتذبذب، صعود وهبوط كمؤشرات البورصة في عالم الأعمال، خذ وهات يوم لي عندك ويوم عندي لك ، لاتجعل العلاقات العامة والإنسانية تجارة للمشاعر المزيفة، واحرص على انتقاء الصديق قبل الطريق، لاتجعل حياتك مرهونة بعلاقات لأشخاص يظنون أن رصيد التسامح لديك بلا نهاية ولايستنفذ ،ولا تبقى على علاقة من هذا القبيل تحت مسمى طول العشرة يغفر لهم ما يفعلون، ولكن اعتزلها فورا ولاتبقى بعلاقات سامة، انجوا بنفسك وارحل بسلام .
رصيد الأحبة يحتاج الحب للكثير من العمل والأفعال والصدق، وفي يدي كلا منهما مقدار بيدنا أن نجعله قوي كالجبل أوضعيفا كاحبات الرمال، رصيد الحب عبارة عن حبل مشدود ، وإذا كنا لا نعرف كيفية إضافة شيء ما هنا ، فقم بإخراجه قليلاً ، للحفاظ على هضاب القلب والعقل في حالة توازن ، إذا أهملنا جانبًا لصالح آخر ، يتم تقديم عدم التوازن ، وهذا يتجلى إما عن طريق الأفكار المظلمة ، أو عن طريق المشاعر العدائية ، أو عن طريق النشاط المدمر ، أو عن طريق المرض، كل دقيقة يجب أن نفكر في موازنة صواني التوازن الداخلي لدينا، الإنسان يجب أن يكون العقل بارداً للتفكير بشكل صحيح والتقدم في طريق الحكمة، بينما يجب أن يكون القلب دافئًا لإظهار الحب، من وقت لآخر ، خلال اليوم ، فكر في إلقاء نظرة على نفسك، وإذا لاحظت العصبية، توقف فورًا ، وإلا ستستمر هذه الحالة إلى أجل غير مسمى، و ستنعكس سلبًا على كل ما تفعله. بمجرد توقفك ، ركز لبضع ثوان لتهدأ، إياك أن تتعامل بمبدأ الضمان أي لا تبقى ضامنا لحب الأشخاص اللي بحياتك، حينما يكون رصيدك من المشاعر صفرًا، لن تجد لديك ما يعينك إذا ما حدث طارئ من لحظة غضب أو كلمة قاسية .
كلما كانت خزائن علاقتنا الإنسانية المتنوعة مليئة برصيد كبيرمن الحب و المشاعر، أمكننا التغلب على صعوبات الحياة، والعيش بطمأنينة وراحة بال، كل أولئك الذين يحتاجون بشدة إلى اهتمام وعاطفة الآخرين ، الذين يتخيلون أن العالم كله يجب أن يستدير لهم ، يستعدون لأنفسهم لوجود خيبات الأمل والمعاناة، لكي تكون سعيدًا ، عليك أن تضع نفسك في خدمة من عنده رصيد .