”المستريح الإلكتروني” ..بقلم دينا شرف الدين


و استكمالاً لسلسلة النصب باسم استثمار الأموال التي تشابكت حلقاتها لتسفر عن أحدث صيحاتها و التي تصدر بطولتها المستريح كما يطلقون عليه و لكن بهذه المرة افتراضياً إلكترونياً ليناسب مقتضيات الحداثة و التطور التكنولوجي.
فقد تعلم الكثيرين الدرس و انصرفوا عن النصاب الواقعي الذي اشتهر في السنوات الأخيره باسم المستريح ، ليتم استحداث مداخل مبتكرة بمواصفات العصر الحديث لإيهام كل من يبحث عن المكسب السريع دون جهد ، و بأساليب مغرية و أسماء أجنبية للباحثين عن التجديد و اعتلاء الأمواج،
إذ وجد فريق من المحتالين الجدد أو المستريحين بمفردات الماضي ضالته من خلف الشاشات الذكية لجمع أكبر قدر من أموال الناس عن طريق اختيار موقع للإستثمار تحت مسمي ( هوك بول)،
فجمع أكبر قدر من ماله من كانت أطماعه أكبر ليسرع بالإرتماء في أحضان الثراء السريع قبل أن يأخذ فرصته آخر أو قبل أن تغلق منصة السعادة و الأموال أبوابها.
فكانت النتيجة:
أن اختفت المنصة و أغلقت كافة روابطها و أرقام تواصلها من علي خريطة هذا العالم الوهمي الإفتراضي ، و اطمئن المستريح الإفتراضي أنه لن يلاحقه أحد بعد أن جمع بضعة ملايين و اكتفي ، ليخطط من جديد لعملية جديدة من النصب الإلكتروني مضمون النتيجة.
و في ضربة موجعة للداخلية المصرية ، قد تم القبض علي هؤلاء بسرعة قد فاقت كل التوقعات و أثلجت كل الصدور ،
وبمواجهتهم اعترفوا بتكوينهم تشكيل عصابى استهدف راغبى تحقيق المكاسب المالية السريعة عبر شبكة الإنترنت واستيلائهم على أموالهم عن طريق عدد من المحافظ الإلكترونية ، كما أقروا أنهم قاموا بإغلاق التطبيق بعد تمكنهم من الاستيلاء على تلك الأموال، وأنهم كانوا بصدد إطلاق تطبيق إلكترونى آخر تحت مسمى (RIOT) لذات الغرض فى إطار استكمال نشاطهم الإجرامى.
و لكن:
لم تقتصر الطرق المبتكرة للنصب الإلكتروني علي هذا الموقع الذي تم فضح أمره، بل تعددت المسميات و تباينت طرق العرض لتناسب و تخدع كل النوعيات بما يستهوي كل منها .
نهاية:
فعلينا الحذر ثم الحذر من تبعات هذا التقدم التكنولوجي الذي تتجلي بظاهره المنافع المذهلة و تكمن بباطنة الشرور و المخططات و الأهداف الخفية لعالم خفي عميق لا يكشف عن وجهه الحقيقي ، فكلما تمكنا من إزاحة أحد أقنعته وجدنا خلفها آلاف غيرها.
أعلم جيداً أننا جميعاً لا غني لنا عن مواكبة العصر بكل تطوراته و إجادة التعامل بها بل و إتقانها ، لكن شريطة أن يكون زمام الأمور دائماً و أبداً بأيدينا و في عقولنا
فلا نترك أنفسنا فرائس سهلة تتلاعب بها أيادي الخبثاء لتحركنا و توجهنا كيفما تشاء ، لنأخذ منها ما ينفعنا و نترك ما يضرنا .