وفى التخلى والصبر قوة لذات والنفس لا تقهر... ”قاوم ما تحبّ وتحمّل ما تكره”

في فلسفة الحياة عموماً نتجلى ونرتقى بما نؤمن به فى أفكارنا ووحى خيالنا عندما نعيش حالة من ذهو والتأمل بعد فهم واقتناع لذالك يتكون كل منا مبادىء يسير عليها وفق العادات والتقاليد والأعراف فربما نختلف ولكن لا نختصم وإلا سيكون الصراع هلاك ودمار للنفس والمجتمع ولذالك كلنا نتعلم من أخطاء الأمس واليوم لنبني مستقبل أفضل على حد كبير يخلو من أى مخاطر كبيرة او ربما لانستطيع تجنب المشكلات ولكن اكثر ما هو أهم تفادي خلق الأزمات والكوارث وأخطر العقبات والصعوبات التي عشناها وتعلم فينا ونتالم منها ونتعلم هى التى تبنى فينا وتزرع القوة ومناعة الاستمرارية وتكون مفهوم قيادة النفس ولاتزال كلمات الدكتور مصطفى محمود رحمه الله تعالى...حين قال
قاوم ما تحبّ وتحمّل ما تكره هى عنوان حديثنا في شغاف الروح وتأمل وحكمة لنسلك طريقها في غياب النفس لتستقر في الأعماق بداخلنا لترسم وتنير لنا على خلاصة الرحلة فى الحياة الصعبة فحين يتوجك الله مع أهل الصفوة ويصطفيك في ركب القليل تكون قد فزت فوزاً عظيماً فإن أشد لحظات حزنك وضعفك والمحن المحن حين تصبر وتنهض بكل شرف وتستكمل مسارك وتتعلم وتصلح من الأخطاء حينها تذكر....والتخلى عن المهلكات ومسالك الأذى والعلاقات المهلكة المؤذية أو تنازلك عن حوار جاف شاذ بفكر أحمق سيؤذيك
أو الإبتعاد عن ظلام الليل العاتم فى امتلاك ماليس لك به حق أو التمسك وجدال وسط عراك مزيف كل هذا الأمر يعنى أذى للنفس وجسدها ودمار للإنسان وعليك التخلى والانسحاب وهذا ليس ضعف ..بل قوة...فلاعتزال ربما يكون واجب عليك وسط فتن النفس واهواء الضمائر المريضة للاسف...ولا تنسى يا عزيزي....
"أن الله عز وجل يختبر تجلدك وتحملك وصبرك في طياته المنح وهذا هو أشد الإيمان والقوة."

إذا شعرت أن الحياة بكل تقلباتها ومحنها الصعبة دكت عليك وذوقتك من عسرها اعلم ان الخير ات فيك أولا وأن الإرادة كخيول تصهل في الروح لتصل في النهاية إلى جوهرك العذب و إنه الصفاء الداخلي والحكمة البالغة والحالة الملكية بسموها ترتقى وتتجلى يقول تعالى: «فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي، وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ ». [البقرة:249]. هنالك ابتُليَ المؤمنون ولخصها الله تعالى فى اياتة لنتعلم ونصير على نهج الصبر ومقاومة والاستمرارية انها الحكمة والعقل يظلوا فى علاقة تبادلية وليست عكسية اى أنك تتعلم من محنتك لكى تتألم وتكون أقوى وتنهض وليس لتسقط وتستسلم كضعفاء فتذكر الحياة لا تؤمن بالضعفاء .

دومٱ قاوم ما تحب وتحمّل ما تكره فقد خضع من خضع لنداء الأهواء وابتليت الأرواح المتعطشة بصوت الماء وهى لا تريد الإقتراب لأنها أكذوبة كالماس البراق ومعدنة هش ضعيف أو حديد مصدأ وهكذا تغرينا رحى الحياة بما هو يهلكنا ويكسرنا لتتلون أعيننا ببريق كاذب والأهم ومهم أن تجتاز الامتحان بالتحلي بالصلابة والمقاومة قاوم ما تحب بشدة وتحمل ما تكره بكل صبر وشرف وعزه وتذكر أن حياتك فيها خلاصة حكاية الأمس أى تعلم من أخطاء الأمس ولا تكرارها اليوم وتعلم من قصص الأمس واطلع على حكايات ممن ساروا وسارعوا وندموا ولهذا خلاصة الحياة والحكمة أن نخوضها بسلاح الصبر واليقين بما هو آت والتعالي عن الهفوات لنحقق العبور الآمن.

قاوم ما يعصف بك من أهواء ومعاصى وتجنب المهلكين من البشر ومواقف التى قررت ان تتناول عنها وتنسحب بكرامة وعزة النفس وشرف واستفد من تجاربك يا عزيزي ولا تكرر ما تنازلت عنة وتركتة بكل اقتناع وتأمل من أصبح نجمة ساطعاً في صفحة التاريخ لأنه فهم فلسفة الحياة وفي سيرة أولي العزم ما يعزز قيمة الوجود، ممّن قاوموا الراحة، واستنهضوا الهمة ونثروا في الكون معاني الخير وجمال الإنسانية وتذكر أن الحياة مليئة بالمسؤوليات والتحديات و المنهجية الكونية تتلخص في....

" أننا خلقنا في كبد، ونذوق الكمد، إلّا أنّ السعادة في المقاومة والتحمّل، ولذّة الصبر الجميل. قاوم ما يغرقك في درك الهلاك، ويشغلك عن النجاة، قاوم الزلل فيك والخلل، فإنسانيتك في الخير والعطاء والتسامح والاستكفاء والاستغناء"

وفى نهاية أحب أن أعترف انى مخطىء وأنى ضعيف جدا ودوما أستعين بالله واجتهد واجاهد نفسي بكل قوة على التخلى والصبر والاستفادة من تجارب الأمس وبشرط ان استمر بكل قوة وحب و قاوم بريق كل جميل لامع مزيف في ظاهره فإن صدئ في داخله فجوهرك بين ثنايا روحك ستظهر لك أنة بريق عاتم تحرر من سجنك الداخلي وتمسك بالعروة الوثقى فعلى درب النجاح تحصد التميز وعش الحياة بما تحب وما تكره ولكن دومٱ اجعل بصيرتك وضميرك قاضى عليك وأعلم أن من يتقى الله يجعل له مخرجا ومن القوة والرضا أن تتخلى إذا شعرت أن الإنسحاب كرامة وحق...ولا تتمسك بشدة وتقاتل من أجل أن يقال عليك بطلاً...فهناك معارك أشرفها الإنسحاب بكرامة وعزة وشرف.