دكتور سعيد شحاتة يكتب : وسايل تربية النفس
تنقسم تربية النفس إلى قسمين رئيسين هما: التحلية، والتخلية.
فالتخلية: يقصد بها تطهير النفس من أمراضها وأخلاقها السيئة.
وأما التحلية: فهي ان تكتسب الأخلاق الفاضلة وإن تحل محل الأخلاق السيئة بعد أن تخلت عنها.
فالأخلاق الرذيلة مثل : الشرك والرياء، ،والغضب والكبر،والعجب والبغض والحسد،والبخل، والشح ، والحرص على الدنيا وحبها لذاتها وإيثارها على الآخرة، والفضولية وعدم الجد والهمة في الحياة....
وأما الأخلاق الفاضلة فكالتوحيد ، والتوكل والإنابة، والتوبة، ، والصبر والخوف والشكروالرجاء،والإخلاص وحسن الخلق في معاملة مع الناس، والشفقة عليهم، وألامر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنفع بقدر المستطاع، وعدم غواية قلوبهم بما لايوافق الشرع...
إذن فلا بد للإنسان أن يتعرف على الأخلاق الذميمة وعلى أسبابها ويعلم أنها موجودة لديه حتى يمكنه التخلص منها فإن من لم يشعر بمرض نفسه ويتعرف على أسباب المرض لا يمكنه علاجه، ولكي يستطيع الإنسان ان يغير من نفسه ينبغي لـه أن يضع أسساً للتعامل معها :
1 – الإنصاف منها، وعدم تبرئتها فقد كان صلى الله عليه وسلم يقتص من نفسه وهو المعصوم المسدد بالوحي.
2 – عدم الانتصاف لها من الغير ولا يثأر لها ولاينتصر لها، فإنها ظلومة جهولة، وإذا كانت هي المظلومة فقد قال الله عز وجل "ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور".
وقال سبحانه : "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم...".
3 – اتهمها دائماً، فإنك إذا لم تتهمها أغوتك وقادتك إلى التهلكة، فأنت مخير فيما ترتضيه لنفسك، فإذا سرت وراءها وتركت لها الزمام سارت بك إلى أسفل سافلين، وإن قدتها أنت وطمحت بها إلى المراتب العالية انقادت لك، فهي كالطفل كما يقول البصيري
والنفس كالطفل إن تهمله شب على ** حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
فإذا عامل الإنسان نفسه على هذا النحو ملكها واستطاع توجيهها نحو الخير،وسما بها الي مراتب الرقي فإذا طلبها إلى طاعة اوعبادة انقادت لـه واستسلمت، وإن دعيت إلى شراو رذيلة تأبي وتنفر عنه، أما الذي لا يعالج نفسه ويطببها ولا يجتهد في مداوتها عما هواها وماتحب، فلايستطيع تطويعها للعبادة ونفرت، وإذا رأت أنه سيحملها على طاعة من الطاعات شردت وابت، مثلها مثل الدابة تماماً، فالدابة إما أن تكون مسيسه وإما أن تكون شروداً حروناً، وكذلك النفس إذا عودها الإنسان على ترك هذه الأخلاق الذميمة كانت كالدابة المطيعة المنقادة، يحمل عليها ما شاء وتسير به حيث شاء، أما إذا تعودت على هذه الأخلاق الذميمة وأرخى لها الحبل على الغارب فإنها تكون شروداً حرونا إذا احتاج إليها لم يستطع تطويعها وقيادتها، وإذا أحست بأي حمل سيحمله عليها نفرت منه، فلا بد من مداواة هذه النفس ومتابعتها، وليختبر استعدادها لتلقي الأوامر وانصياعها لحب الخير والعمل به باستمرار : فإذا سمعت النداء حي على الصلاة حي على الفلاح وأخذت ماخذ الكسل والنعاس وبحث عن الراحة والفراش فنفسه ما زالت مريضة لم تهم للطاعة بعد، والذي ينام على فراشه إذا تعار من الليل لم يستطع أن يقوم وينتصر على نفسه فيستيقظ ويذكر الله ويتوضأ ويصلي فلا تحل عنه عقد الشيطان، وليعلم ان نفسه ما زالت مريضة تحتاج إلى مداواه، والذي لا تطاوعه نفسه إذا أراد صوم النفل أو إنفاق المال أو أراد أي عمل خير لا تطاوعه نفسه ما زالت مصابة بامراض عضال فلا بد من تعنيفها وقيادها قبل فوات الأوان، ولا بد أن يضع الإنسان نفسه في قفص الاتهام وأن يحملها على العزائم وإلا قادته إلى المهالك ومهاوي الردى
اقرأ أيضاً
الدكتور عصام شرف يحصل على الجائزة الدولية مقدمة من المجموعة الصينية للإعلام الدولي
وزير التربية والتعليم يفتتح المعرض الفنى لرسومات طلاب المدارس حول الهجرة غير الشرعية
قومي المرأة يطلق أول برنامج متخصص لتقديم الدعم النفسي للسيدات اللاتي يتعرضن للعنف الأسري
م. اشرف الكرم يكتب ”نجدة النجدة”
الدكتور خالد عبدالغفار يستقبل وزير العمل الصومالي لبحث التعاون المستقبلي في مجالات الصحة والسكان
الدكتور سويلم يبحث مع سفير الإتحاد الأوروبى في مصر تعزيز التعاون بين مصر والإتحاد الأوروبى في قطاع المياه
الدكتور خالد عبد الغفار يتفقد جناح الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية بمعرض مؤتمر الصحة والسكان والتنمية
د. محمد حجازى يكتب ..غسيل الأموال في مصر وهدم المجتمع
الدكتور سويلم يلتقى بعدد من السادة النواب والمنتفعين ورؤساء روابط مستخدمى المياه ومسئولى الرى بمحافظة الدقهلية
وزير الرياضة.. هدية فخامة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي للجمهور للبورسعيدي ستكون صرح رياضي كبير وسيكون مؤهل لاستضافة كبري الأحداث الرياضية
الدكتور سعيد شحاتة يكتب / أهمية تزكية النفس للإنسان
قرارات اجتماع مجلس الوزراء رقم 254 برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي
وسائل تزكية النفس:
وأما الوسائل التي يتوصل بها إلى تزكية هذه النفس وتهذيبها، فمنها وسائل مجملة ووسائل مفصلة :
فأما الوسائل المجملة فنذكر منها :
1 – العمل على تطهير النفس من أخلاقها الرذيلة التي ذكرنا بعضها كالرياء والعجب والشح والبخل، والحرص والطمع، والأمن من مكر الله...
2 – تحليتها بالأخلاق الحميدة الفاضلة بعد أن أصبحت جاهزة لها بتخليتها على الأخلاق الدنيئة، وهذه الأخلاق هي مثل : الإخلاص، والإنابة، والخوف من الله، والشكر، والتواضع....
3 – المحافظة على الفرائض، لأنها أفضل طاعة يتقرب بها العبد إلى مولاه "وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه".
4 – الإكثار من النوافل لقول الله عز وجل: "...ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه..." وأعظمها تأثيراً في تزكية النفوس هو ما كان منها أكثر مذلة وخضوعاً لله عز وجل.
5 – تدبر القرآن، فهو جلاء القلوب وإذا صفى القلب زكت النفس، ففي الحديث : ((إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد قيل وما جلاؤها قال : تلاوة القرآن وذكر الموت)) (14) وقد قال الله عز وجل: " كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته" وقال سبحانه "أفلا يتدبرون القرآن...". وللحديث بقية.


















