أميرة البيطار تكتب...الدجل والتنبؤ: كيف يضلل العلم الزائف العقول؟


هذا العلم الزائف الجديد الذي اتجه إليه الكثير غير مدركين مدى خطورته؛ ولا يتقوا الله ولو بشق تمرة؛ يعتقدون أن الحياة تمشي أو تصدف على أهوائهم؛ مستغلين العقول الساذجة لدفع المئات بل والألوف للبحث عن حقيقة لا يعلمها غير الله سبحانه وتعالى؛ يتجهون لتحليل الحياة شخصنة الأمور؛ بل والذهاب للبحث وراء الغيب والعياذ بالله فهذا سيموت وتلك سيحيى؛ لم يدركوا للحظة أن الحياة والموت والرزق والولد والبنت والزواج وغيرها الكثير بيد الله حتى ولو صدفت معهم؛ لم يدركوا أن الله جل جلاله؛ إذا لم يرض الإنسان بما قُسم له سيجري في هذه الدنيا جري الوحوش في البرية؛ ألم يدركوا بأن لهم معيشة ضنكة؛ ويوم القيامة عميان لايدركوا نعم إنهم غير مدركين وإلا ماوصلنا لهذا المنحدر الذي أصبح على جميع منصات التواصل الاجتماعي من فيسبوك؛ تيك توك وغيرها وعلنًا لربح الأموال بطرق غير سليمة بل بقلوب ميتة لاستغلال الضحية . أما إذا تحدثت عن تلك التنبؤ وهؤلاء المنجمون فسأتطرق إلى العبارة الدارجة لنا طوال الوقت ألا وهي.
عبارة "كذب المنجمون ولو صدقوا" هي مقولة شائعة تشير إلى الشك في مصداقية التنبؤات الفلكيةوالتنجيمية. يعتقد الكثيرون أن التنجيم هو علم زائف، حيث يعتمد على التكهنات والتوقعات دون أساس علمي قوي. تأتي هذه العبارة لتؤكد على أن التنبؤات التي قد تبدو دقيقة أحيانًا، هي في الواقع مجرد مصادفات.
أصل المقولة
ترجع أصول هذه المقولة إلى الثقافة العربية والإسلامية، حيث يُذكر أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى عرافًا أو كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد". تُعتبر هذه العبارة تحذيرًا من الاعتماد على التنجيم والكهانة، وتشير إلى أن التصديق بمثل هذه الأمور يمكن أن يقود إلى الابتعاد عن العقيدة الصحيحة.
ماهو أصل التنجيم عبر العصور؟
لقد كان التنجيم جزءًا من الثقافة الإنسانية منذ آلاف السنين. اعتقد الناس في العصور القديمة أن مواقع الكواكب والنجوم يمكن أن تؤثر على الأحداث الأرضية. تم استخدام التنجيم في الثقافة البابلية والمصرية واليونانية والرومانية، وكان له تأثير كبير على القرارات السياسية والاجتماعية.
أما التنجيم في العصر الحديث
في العصر الحديث، تراجعت أهمية التنجيم كعلم حقيقي، حيث تطورت العلوم وأصبح لدينا فهم أعمق للكون. على الرغم من ذلك، لا يزال التنجيم يحتفظ بشعبية بين بعض الناس. تُنشر الأبراج الفلكية في الصحف والمجلات وتُناقش في وسائل الإعلام، ويحاول البعض استخدام التنجيم للتنبؤ بالأحداث المستقبلية أو لفهم الشخصيات.
لماذا يعتبر التنجيم علمًا زائفًا؟
1. *عدم وجود دليل علمي*: لا توجد أدلة علمية تدعم فكرة أن مواقع الكواكب والنجوم تؤثر بشكل مباشر على حياة الأفراد.
2. *التعميم*: يعتمد التنجيم على تعميمات واسعة لا تأخذ في الاعتبار التعقيدات الفردية.
3. *الارتباط مقابل السببية*: حتى إذا كانت هناك بعض التوافقات بين التنبؤات والواقع، فإن هذا لا يعني أن هناك علاقة سببية حقيقية
لذلك تبقى مقولة "كذب المنجمون ولو صدقوا" تذكيرًا بأهمية التفكير النقدي وعدم الانسياق وراء الادعاءات غير المثبتة علميًا. يجب أن نعتمد على الأدلة العلمية والمنطق السليم في فهم العالم من حولنا، بدلاً من الاعتماد على التنجيم والتكهنات. وعلى الرغم من أن التنجيم قد يكون مسليًا للبعض، إلا أنه لا ينبغي أن يؤخذ بجدية في اتخاذ القرارات الحياتية الهامة.