”الكلمة الطيبة” ...بقلم الاعلامية دينا شرف الدين
أ. دينا شرف الدين المصريين بالخارجكما نعلم أن الكلمة الطيبة نوع من أنواع الصدقات التي وجب علي الإنسان الحرص علي إخراجها في كل يوم يكتب له الله فيه أن يحيا من جديد ، ليمتن لله علي نعمه التي لاتعد ولا تحصي ،
و تلك الصدقات التي نتحدث عنها لا تقتصر عل فئة القادرين من الناس لصالح غير القادرين ، و إنما الصدقات للجميع من استطاع مادياً و من لم يستطع ، إذ أن هذه الصدقة قد تكفيها و تفيض كلمة طيبة من شخص لآخر ،
فهذه الكلمة قد تطيب بها نفس بها من الحزن و الألم و الانكسار ما تشفيه كلمة .
إذ أن هذه الكلمة التي قد تجبر بها خاطر شخص و ترفع من حالته المعنويه و تهدئ بها جراح نفسه لن تكلفك الكثير و لن يضيرك منحها و الاغداق بها علي من حولك و لن تنتقص منك شيئاً إن أكثرت منها لوجه الله و دون مقابل .
فقد استوقفني بالآونة الأخيرة تحديداً بمجتمعات العالم الإفتراضي المسمي بالسوشيال ميديا حالة عامة من التربص و التنمر و التطاول علي الآخر، دون منطق و دون تمييز أو احترام لشيخ كبير أو رمز مجتمعي قد اعتاد احترامه الناس سواء كان فنان أو رياضي أو شيخ من الدعاة أو حتي عالم من العلماء ، في حالة غير مسبوقة من إساءة الأدب و التبجح و الرغبة في الهجوم من أجل الهجوم و كأن نفوس الناس قد اكتظت بأدرانها لدرجة الرغبة الملحة في التخلص من بعضها و رمي الآخرين بها للاسبب سوي الأذي النفسي بدافع الحقد المعلن و دون أدني رغبة و لو بسيطه في إخفائه ،
و كأن الناس قد نصبت أنفسها أوصياء علي الناس ، و تحول أكثرهم إلي نقاد و منتقدين لهذا و ذاك ، بكلمات لاذعه مؤذية قد تتسبب للبعض بإحباط أو حزن أو انكسار أو فقدان للثقة بالنفس و غيرها من مسببات الأذي و الألم النفسي ، ما يخالف شريعة كل الأديان السماويه و غير السماوية و أبسط قواعد الانسانية التي اتفقت جميعها علي أن الدين المعاملة ، أياً كان هذا الدين ، و أن الكلمة الطيبة صدقة و جبر الخواطر من أهم أسباب الفوز بالجنة ،
و لا أخفيكم سراً ، فقد دفعني لكتابة هذه الموضوع الذي يجول بخاطري منذ زمن بعيد، تلك الكلمات الطيبة التي تحمل سيل من رسائل المحبة الصادقة التي تلقيتها من الأهل و الأصدقاء و المحيطين لتهنئتي بعيد مولدي بتوقيت كنت فيه أحوج ما أكون لهذه الكلمات ، و التي أزاحت عن صدري قدر لا بأس به من الهموم و بدلت ما بنفسي من حال إلي أسعد منه ، جراء تلك المحبة التي غمرتني و فاضت و التي لا تضاهيها كنوز الأرض.
نهاية:
عزيزي الانسان ،
أنت لا تعلم ما يخبئ كل منا بنفسه من ظروف و هموم و متاعب، و ما قد تخفيه ابتسامة علي الوجه و صورة هنا و لقاء هناك قد يكون بغرض الترويح عن نفس مثقلة بالأعباء ، تتلهف بشدة لكلمة قد تخفف عنها بعض أحمالها .
فليتصدق بعضنا علي بعض بهذه الكلمة التي لن تكلفه الكثير ، و ليكثر منها هنا و هناك ، لينشر لغة أخري للمحبة و السلام في مقابل تلك التي ترددت أصدائها الشريرة لتصيبنا بغصة قد ضاقت بها أنفسنا.