رامي علم الدين يكتب.. هل جزاء الإحسان إلا الإحسان
رامى علم الدين المصريين بالخارجالمصلحجية لفظ ثقيل علي النفس والسمع، صفة انتشرت بكثرة في عصرنا الحاضر، مع بعضهم تظن أنهم مترابطون، ولكنهم في واقع الأمر متفرقون وكأنهم أعجاز نخل خاوية لا يجمعهم إلا المصالح بينهم، فبمجرد انتهائها تنتهي كل روابطهم الإنسانية، لأن الله يعلم ما في قلوبهم، فثبطهم عن الخير وأحرمهم من مبادرات مد اليد للغير وأبعدهم عن كل عمل صالح يرتقي بالوطن .
تعتبر من أسوأ أنواع الشخصيات لأن الشخص الانتهازى المستغل لا يحمل من صفات الإنسانيه سوى الأنانيه وتحقيق المصالح الشخصية لنفسه، يظهر بصورة الإنسان المثالي الطيب القلب العفوي حتى يتمكن من دخول قلوب الناس ليحقق غاياته وصالحه، الشخص المستغل إنسان تخلى عن عزة نفسه وإنسانيته من أجل مصالحه دون أن يراعي حقوق الآخرين، يسير على حطام الآخرين فليس في الدنيا له أهم من أن يحقق مصالحه و يرى نفسه أعلى شأناً وأعظم قيمة منك في المجتمع فكل أعماله كامله و كل أفعالك المقدمه إليه ناقصه ومن صفات أصحاب تلك الشخصيه انك مهما تعبت لأجلهم يوصلون لك شعور أن هذا واجبك تجاهم، وقد تبذل لأجلهم الكثير وبالنهايه يشعرونك أنهم هم المتفضلين عليك وستجد نفسك مستنزف وبدون أي تقدير منهم لما بذلته من عطاء وجهد وتعب ومال يحاول استخدام شخص لمصالحه الشخصيه ويظهر فقط عندما تكون له مصلحه ثم يختفي عندما يقضي مصلحته، لقد أصبحت العلاقات الاجتماعيه المبنية على الحب والتسامح والاحترام شبه معدومه بعد أن طغت المصلحة و الاستغلال على الحياة وجمالياتها وقيمتها، فمثل هؤلاء يقضون جل وقتهم بالبحث عن فرائسهم ممن ينجز لهم مصالحهم، فلا هم يعرفون معروفًا ولا ينكرون منكرًا، حياتهم مصالح وعلاقاتهم حسابات كم لي وكم لك ، وباستطاعة أي واحد منا استنباطهم من بين كثير من الناس لأنهم معروفون بأخلاقهم التجارية وبابتسامتهم المقطمة بجبهتهم والمختومة بقسمات ملامحهم الكاسدة، فهؤلاء يتقمصون ويتلونون بجلد الحرباء ويلسعونك لسعة الحية بسمها كتلك التي تخرج من جحرها، مؤمنين بمقولة (أنا والطوفان من بعدي، ولا يخدم بخيل) جعلت من أكثرهم مسخًا في خلقة إنسان، من هنا يأتي الندم بيوم لا ينفع فيه الندم علي معرفتهم ، فكما تدين تدان وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، فربنا سبحانه كريم لا يحب إلا الكرماء من خلقه ممن يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة وممن هم يقدمون السلام على من عرف ومن لا يعرف وممن يقدمون مصلحة الوطن والمواطن على مصالحهم الخاصة وكراسيهم الدوارة أو حتى مع من يعملون تحت إداراتهم بأي مجال كان أو أي موقع ، فبهذه الصفات المباركة وغيرها ستجد الفرق أيها المصلحجي، وذلك بنور الله عليك وبركته لك في حياتك ومالك وذريتك وأولادك ، أما غير ذلك مما تفهمه أنت من فهمك المنقوص وميزانك المقلوب وذكائك الطائش وعقلك الناقص والذي يعرفه أبسط الناس فهمًا وعقلًا وفراسة فمردود عليك.