×
18 جمادى آخر 1447
9 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي
مقالات

هل هذا ”شو إعلامي خائن* بقلم بهجت العبيدي

المصريين بالخارج

في هذه اللحظات العصيبة، حيث تتساقط قنابل الاحتلال الغاشم على رؤوس الأبرياء في غزة، وحيث تتناثر دماء الأطفال الأبرياء على أرصفة المستشفيات المحاصرة، تمد مصر – كما كانت دوماً على مر التاريخ – يدها الحانية وقلبها النابض لأهلها وإخوتها في فلسطين. هي لا تقدم هذه المساعدة بمنّة أو استعراض إعلامي رخيص، بل عبر مواقف راسخة، وسياسات هادئة المفعول، عظيمة الأثر، بعيداً عن البهرجة الرخيصة، والمتاجرة الرخيصة بآلام شعب، وقضية أمة.
إن المعبر، معبر رفح، لم يُغلق يوماً من طرف مصر. لقد ظل مفتوحاً على الدوام، رغم كل الضغوط الدولية والإقليمية والتحديات التي واجهتها مصر للحفاظ على شريان الحياة هذا. في المقابل، أغلقه العدو الصهيوني لشهور طويلة، دون أن يجرؤ أحد من أولئك "المزايدين" على الموقف المصري، أن ينبس ببنت شفة، أو حتى أن يوجه إليهم كلمة عتاب واحدة.
وما زالت القوافل تترى، حيث تُساق أطنان المساعدات الإنسانية يومياً عبر معبر رفح، وتعمل أيادي المصريين في سيناء، وتصطف مؤسسات الدولة وجيشها الشريف، وتسهر على تأمين هذه المساعدات وإيصالها بسلام إلى الأشقاء في غزة. ليس هذا فحسب، بل إن مصر تقوم بعمليات إسقاط جوي، بمئات الأطنان من الغذاء والدواء، في مشهد إنساني فريد لم تقم به أي دولة في العالم تجاه غزة المحاصرة، مؤكدة بذلك دورها الريادي والإنساني الذي لا يقبل المشككين.
ومع كل هذه الجهود المبذولة، ومع كل هذا العطاء الذي تقدمه مصر، ومع كل هذا العبء الذي تتحمله، يخرج علينا بين الفينة والأخرى ثلة من المأجورين، من الخونة الحقيقيين، ليقيموا "حفلات شو إعلامي" رخيصة على أبواب السفارات والقنصليات المصرية في الخارج. ولعل آخر هذه المسرحيات البائسة ما شهدته القنصلية المصرية في فيينا بـالنمسا.
لقد كان هذا التحرك البائس محاولة مكشوفة، لا لبس فيها، لإثارة البلبلة، وتصدير صورة زائفة ومشوهة للرأي العام العالمي، في محاولة يائسة لتشويه صورة مصر ودورها. ولكن الحقيقة كانت واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار: أبناء الجالية المصرية في النمسا، الواعون والمدركون لما يحاك بوطنهم، رفضوا هذه المهزلة شكلاً وموضوعاً. لقد اصطفوا صفاً واحداً، خلف دولتهم، مؤكدين دعمهم الكامل لمؤسساتها الرسمية، وفي مقدمتها السفارة المصرية في فيينا وقنصليتها، التي تعمل ليل نهار في خدمة أبناء الوطن داخل النمسا وخارجها، وفي دعم القضايا القومية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، دون كلل أو ملل.
لقد أثبتت الجالية المصرية في الخارج – مرة أخرى وبجدارة – أنها درع مصر الواعي والحصين في الخارج. إنها جالية لا تنطلي عليها الألاعيب المشبوهة، ولا تنجرّ خلف المسرحيات الجوفاء التي تهدف إلى النيل من مكانة وطنهم. لقد برهنوا أنهم جزء أصيل من الجبهة الوطنية المصرية الصامدة، التي لن تُثنيها أبواق مأجورة، ولن تثبط من عزيمتها أصوات نشاز، عن الوقوف مع الحق، وعن دعم الوطن في معاركه النبيلة والمصيرية.
لمن توجهون عداءكم؟ ولمصلحة من؟
نسأل هؤلاء، بقلب مفعم بالأسى والدهشة: لمن توجهون عداءكم؟ ولمصلحة من تقومون بهذه التحركات المريبة؟ هل تدّعون أن هذه "النصرة" لـغزة؟!
إذا كان الأمر كذلك، فليكن غضبكم في المكان الصحيح! فلتذهبوا إلى سفارات الكيان المحتل، واجعلوا صرخاتكم تعلو هناك، إن كنتم تجرؤون على ذلك. لكنكم لا تجرؤون، ولا تقدرون على فعل ذلك. فالخوف يغلف صرخاتكم، والجبن يحكم مواقفكم، وحسابات بقائكم في الغرب تحكم تحركاتكم، والتمثيل الزائف يغطي نواياكم الحقيقية والمدسوسة.
أم أنكم تعملون وفق مخطط مرسوم مسبقاً، يبدأ من التحريض الإعلامي الممنهج، ويستهدف الدولة الوحيدة التي لا تزال تقف على الجانب الصحيح من التاريخ، وتتخذ موقفاً ثابتاً لا يتزعزع، وهي مصر؟
إن أولئك الذين يتنطعون باسم القضية الفلسطينية سواء من فنادق العواصم الأوروبية أو العربية الفارهة أو أصحاب الشو الإعلامي من أمام السفارات والقنصليات المصرية في الخارج، لم نرَ لهم أثراً على الأرض. لم نشاهدهم في ميدان معركة، ولا عند معبر لتقديم المساعدة، ولا حتى ذرفوا دمعة صادقة في جنازة شهيد. إنهم مجرد أصوات صاخبة بلا فعل حقيقي.
بينما مصر، بأفعالها الثابتة، وبثباتها على الموقف، وبجهدها الميداني المتواصل، وسياستها الدبلوماسية المحنكة، أثبتت – كما فعلت دائماً عبر تاريخها الطويل – أنها السند الحقيقي لفلسطين، حكومةً وشعباً.
مصر لن تنالوا منها
ونقول لهؤلاء، بصوت يملؤه اليقين والثقة: لن تنالوا من مصر، ولن تؤثر شواذ أصواتكم النشاز في قناعات الشعب الفلسطيني الأبي، الذي يعلم – قبل غيره – من الذي يسانده حقاً، ومن الذي يتاجر بقضيته وآلامه، ويستغلها لأغراض دنيئة.
وإننا كمصريين في الخارج، وفي النمسا على وجه الخصوص، نرفض هذه التحركات المشبوهة، ونستنكرها أشد الاستنكار، وسنقف في وجه محاولات تشويه صورة وطننا الغالي، وسنُسقِط كل قناع زائف يرتديه هؤلاء الخونة.
غزة لا تحتاج صراخكم الأجوف أمام القنصليات والسفارات. غزة تحتاج أفعالاً حقيقية، أفعالاً نبيلة، أفعالاً تشبه ما تفعله مصر، من دعم وإسناد لا يتوقف.

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الثلاثاء 01:00 صـ
18 جمادى آخر 1447 هـ 09 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:07
الشروق 06:39
الظهر 11:47
العصر 14:37
المغرب 16:55
العشاء 18:18