كورونا... هل تسير بالاتحاد الأوروبي نحو التفكك؟
كتب : د.محمد حجازي
كشف الرئيس الصربي في حديثه عن الخذلان واليأس من الإتحاد الأوروبي بالمقابل تقارب واستغاثة من الصين ومناشدتها للإنقاذ ، عن نهج أعتقد أنه بداية الجرأة على الإنفتاح وكشف ضعف الاتحاد الاوربي والتوجه للصين من الكثيرين من دول الاتحاد الأوروبي بعد نجاحها إلى الآن بأزمة كورونا.
ففي الوقت الذي نجحت فيه الصين في تجاوز أزمة كورونا في أقل من شهر بعد إعلان وهان منطقة منكوبة، نرى انهيار النظام الصحي في إيطاليا وحصد كورونا للآلاف من الشعب الايطالي ، وضعف إدارة الأزمة في بقية الدول الأوروبية، وتصرفات من اللاوعي عند شعوب الدول الكبرى كالمملكة المتحدة وألمانيا، واستغاثة الرئيس الصربي للصين وخذلان الإتحاد الأوروبي له، وفي المقابل ينظر العالم بإعجاب ورغبة بالاستفادة من تجربة الصين وسلاسة إجراءاتها في احتواء الأزمة.
العالم أمام اختبار قدرات وتحدي كبير، من يحقق الإكتفاء الذاتي دوائيًا وغذائيًا ، من يستطيع تأمين إحتياجاته الأساسية لمدة ليست بالقصيرة بدون أن يهتز وضعه، الدول أمام إختبارات يومية لإثبات قدراتها الإدارية في الأزمة..!
الأزمة كشفت أننا أمام فريقين :
الأول : فريق قدم مصلحة شعبه علي حساب مصلحة اقتصاده.. فنجح في تجاوز الأزمة.
الثاني : قدم مصلحة اقتصاده علي حساب سعبه.. ففشل حتى الآن في التعاطي مع الأزمة.
الأزمة قلبت موازين العالم، تصورت أمريكا والاتحاد الاوربي انهيار الاقتصاد الصيني، غير أن الصين تعافت سريعًا من الكورونا واستثمرت الأزمة الصحية وما صاحبها من هلع وفزع أصحاب الاستثمارات الغربية في الصين وقامت بشراءها بأقل بكثير من قيمتها الحقيقية، واليوم تعيش أوروبا فوضى بكل معاني الكلمة.
فهل سنشهد في الأيام القليلة القادمة هرولة من بعض دول الاتحاد الأوروبي في صورة استغاثات إلى الصين؟ دعونا ننتظر.. ونكمل ما بدأناه في المقال القادم.


















