أوهام صحراوية
شعر : الأسعد الجميعي ـ تونس الّذين جاؤوا مع اللّهاث والّذين ابتلعتهم القبور كلّهم شكل الرّماد واندحار النّسور.. هذا زمن يئد الألباب ويؤلّه القشور هذا الزّمن انتحار بين الشّعورواللّاشعور.. أمازلت تحبّها هذي الصّحراء ؟ لولا التّواتر ما صدّقت أنّهم كانواهنا يهيّئون العالم لما سوف لن يكون مطلقًا.. أمازلت تنقّب عن المعلّقات وعن دنان الخمر المكسورة تحت شبه حانة في شبه الجزيرة.. ستكتشف بعد فوات الشّعر أنّ ما فعله الأقدمون يفعل بنا عميقًا وأنّ ما قالوه لم يقلنا أبدًا.. في أودية غير ذات زرع طمرت مجاريها القديمة واتّجهت صوب البحر عارية من الذّنوب.. لابسة الرّمال الّتي تحالفت مع ريح الشّمال كي يذبح الجنوب الجنوب.. هناك بعد السّاحل الصّخري بستّة ملوك وأميرة عشقت شاعرًا من الرعاع فانتحرت قبل أن تراه.. يوم كان الشّعر قادرًا على الصّعود إلى القمر على صهوة الصّهيل والتّنبّؤ بأريج الوردة قبل أن يقتني بذرتها بستانيّ الملك ليغرسها في حديقة معلّقة بين القلب والروح.. يوم كان الشّاعر قادرًا على ترويض الخيول المتوحّشة بلا سائس غير النّشيد..
⇧


















