×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي
مقالات

الدكروري يكتب عن ”المال والبنون”

المصريين بالخارج

إن فتنة المال من الفتن العظيمة التي وقع فيها المسلمون، وفتنة الجاه من الفتن الكبيرة التي أودت بكثير من أخلاق المسلمين، وهذه الفتنة التي عظم رسول الله صلى الله عليه وسلم شأنها، فقال "إن لكل أمة فتنة وإن فتنة أمتي المال، ولذلك كان صلى الله عليه وسلم، لا يخشى على أصحابه الفقر، فقال صلى الله عليه وسلم "ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم تنشغلون بالدنيا وبالأموال، فتفتنون، فيصيبكم ما أصاب الأمم من قبلكم" ونحن نرى اليوم كثيرا من الناس إذا أصابته نعمة من الله كفروا، وإذا وسع الله عليهم شيئا من معيشتهم نسوه، وإذا أعطاهم الله وظيفة أو جاه تكبروا على عباد الله، ما هو السبب الذي يجعل كثير من النفوس تصاب بهذا المصيبة الكبيرة؟ أو رجل يزاد له في دخله شيء، أو يتجر تجارة، أو يكثر أمواله بوجه من الوجوه، فتخرب نفسه، ويتعالى على عباد الله، ويقطع الرحم، ويتكبر في الأرض، ويفسد فيها، ويعلو علوا كبيرا، وإن الأموال والأولاد قد تكون نعمة يسبغها الله تعالى على عبد من عباده.

حين يوفقه إلى الشكر على النعمة، والإصلاح بها في الأرض، والتوجه بها إلى الله، فإذا هو مطمئن الضمير، ساكن النفس، واثق من المصير، فكلما أنفق احتسب وشعر أنه قدم لنفسه ذخرا، وكلما أصيب في ماله أو بنيه احتسب، فإذا السكينة النفسية تغمره والأمل في الله يُسرّي عنه، وقد تكون الأموال والأولاد نقمةً يصيب الله بها عبدا من عباده لأنه يعلم من أمره الفساد والدخل، فإذا القلق على الأموال والأولاد يحوّل حياته جحيما، وإذا الحرص عليها يؤرقه ويتلف أعصابه، وإذا هو ينفق المال حين ينفقه في ما يتلفه ويعود عليه بالأذى، وإذا هو يشقى بأبنائه إذا مرضوا، ويشقى بهم إذا صحُوا، وكم من الناس يعذبون بأبنائهم لسبب من الأسباب، وهؤلاء الذين يملكون الأموال ويرزقون الأولاد، يُعجب الناس ظاهرها، وهي لهم عذاب، وإن الله تعالى زين للناس في هذه الحياة الدنيا، من أنواع الملاذ هو من النساء، لأن الفتنة أشد بهن، وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " فأما إذا قصد بهن الإعفاف وكثرة الأولاد، فهذا مطلوب مرغوب فيه مندوب إليه.

وكما وردت الأحاديث النبوية الشريفة بالترغيب في التزويج والاستكثار منه، وأن خير هذه الأمة من كان أكثرها نساء، وقوله صلى الله عليه وسلم " الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة " وقوله صلى الله عليه وسلم " ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله تعالى خيرا له من زوجة صالحة، إن نظر إليها سرّته، وإن أمرها أطاعته، وإن أقسم عليها أبرّته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله " وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر " حُبّب إليّ من دنياكم النساء والطيب، وجُعلت قرّة عيني في الصلاة" وقالت عائشة رضي الله عنها "لم يكن أَحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء إلا الخيل" وفي رواية "من الخيل إلا النساء" وحب البنين تارة يكون للتفاخر والزينة فهو داخل في هذا، وتارة يكون لتكثير النسل، وتكثير أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ممن يعبد الله وحده لا شريك له، فهذا محمود ممدوح، كما ثبت في الحديث " تزوّجوا الودود الولود، فإني مُكاثر بكم الأمم يوم القيامة" وحب المال كذلك، تارة للفخر والخيلاء، والتكبر على الضعفاء، والتجبر على الفقراء.

فهذا مذموم، وتارة يكون للانتفاع به، والنفقة في القربى وصلة الأرحام والقربات، ووجوه البِر والطاعات، فهذا ممدوح محمود شرعا، فاتقوا الله عباد الله، وإياكم والاغترار بزينة الحياة الدنيا، وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا، يقول الله تعالى فى كتابه الكريم " زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب" وإن عاقبة طول الأمل وخيمة، ينقطع بصاحبه الأجل وربما كان في حال ذميمة، عليه حقوق الله ولعباده، ولا يمكنه التخلص منها، وقد شرع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، الوصية لمن له أو عليه شيء، ليخرج من الدنيا سالما من التبعات، وقال صلى الله عليه وسلم " ما حق امرئ مسلم له شيء يريد أن يوصي فيه، يبيته ليلتين، إلا ووصيته مكتوبة عنده" وتفكروا ما أشد حسرة الموت على الذي فرط على نفسه وظلم الناس في حقوقهم، وجمع الأموال وأوعاها، ولا يتورع من أي كسب حواها، إذا أيقن بالموت وتحقق الفوت، فلا منجى له ولا خلاص.

فهو يتمنى أن يتخلص من شوائب ماله، ولا حول ولا قوة، وانقطعت عنه اللذات، وبقيت عليه التبعات، فهو يكره الموت لكراهته لقاء ربه من أجل ما قدمه من سوء عمله، أما المؤمن الذي عرف قدر الدنيا وسرعة زوالها، واغتنم حياته واستعملها في الأعمال الصالحة، فإنه لا يندم على الدنيا ولا يجزع من الموت، لعلمه أن له حياة هي أرقى وأبقى من الحياة الدنيا، فنفسه مطمئنة بلقاء ربه وثواب عمله، فإنه من قدم خيرا، أحب القدوم عليه، يقال له عند الموت كما قال الله عز وجل فى سورة الفجر " يا أيتها النفس المطمئنه، ارجعى إلى ربك راضية مرضية، فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى " ولما قال النبى صلى الله عليه وسلم " من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه" وإن صاحب الدنيا المبتلى بحبها المغرور بها فإن فيها من المتاع تخدعه، حتى تزل قدمه، ثم يجازى بعمله، فما أسرع تقلب أحوالها وتبدل حياتها بالموت، وعمارها بالخراب وتفرق الأحباب، فمن أجال فكره في هذه الدنيا، وجدها محفوفة بالأنكاد والأكدار، وبالشرور والأضرار.

وبالهموم والغموم والأحزان، ولا يهذبها ويصفي كدرها إلا الدين وطاعة رب العالمين، فلا تصفو لأحد بحال، فصروفها وحوادثها تنبه الغافلين، وتوقظ النائمين، وقد ضرب الله لها مثلا بالمطر الذي يصيب الأرض القاحلة اليابسة، فتنبت وتختلط فيها الأعشاب، وتزهو بالزهور المختلفة التي تسر الناظر، وتأخذه بالإعجاب، وسرعان ما تتغير خضرتها بالصفرة ووجهها المليح بالكدرة، هكذا الدنيا لأهلها فما فوق التراب تراب، فعمر الإنسان أشبه بالنبات الذي اختلط به نبات الأرض وأصبح هشيما تذروه الرياح، فالإنسان في هذه الحياة يمدد آماله، وقد قرب من الدنيا انتقاله، والقدوم على صالح أو سيئ أعماله، ثم إن الموت ليس هو فناء أبدي كما يعتقده الدهريون الذين قص الله علينا مقالتهم في كتابه العزيز فى سورة الجاثيه " وقالوا ما هى إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر " ولكنه انتقال إلى حياة الآخرة، فالمؤمن في الحياة الدنيا يرى تفرق أهله وأحبابه بالموت يوما بعد يوم، ويعلم أنه لا بد نازل به في الصباح أو المساء، فيستعد له بفعل الطاعات، ويغتنم فرص الحياة.

ويرجو اجتماعه بأحبابه في حياة الآخرة التي لا موت فيها ولا حزن، التي يقول أهلها حين يدخلونها كما قال الله تعالى فى سورة الزمر " وقالوا الحمد لله الذى صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء " ولقد قرن الله سبحانه وتعالى، في القرآن الكريم بين الأموال والأولاد في أربعة وعشرين موضعا وقد قدمت فيها الأموال على الأولاد، وفي موضعين قدم الأولاد على الأموال، فما الحكمة والسر في ذلك؟ فإن الحكم والأسرار المطلقة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، فإن المال والبنون زينة وتفاخر في الحياة الدنيا، فقال الله سبحانه وتعالى فى كتابة العزيز فى سورة الكهف " المال والبنون زينة الحياة الدنيا " وقال تعالى فى سورة الحديد " اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر فى الأموال والأولا " وقال تعالى قى سورة مريم " أفرأيت الذى كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا " وهو إنما كان المال والبنون زينة الحياة الدنيا لأن في المال جمالا ونفعا، وفي البنين قوة ودفعا، فصارا زينة الحياة الدنيا.

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 06:28 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17