علاء خليل يكتب : ماذا يريد المصريون من الإعلام؟
كتب : علاء خليل
الإعلام موضوع قديم حديث يتجدد كل فترة من الزمن بحسب المرحلة والحالة التى يعيشها الوطن، ومع متغيرات العصر أصبح الإعلام - صناعة الكبار فى الماضي - متاحآ للجميع.
فبكل بساطة سهلت وسائل التواصل الحديثة الفرص لكل شخص يملك جوال في أن يكون مراسل الشارع أو صاحب قناة خاصة يدلوا بدلوه في كل الموضوعات، وينقل الصورة ويحلل، بل أصبح الكثيرون لديهم القدرة على منافسة إعلاميين كبار فى الشهرة، كما أصبح لديهم ملايين المعجبين.
والسؤال هنا : ماذا بعد؟ هل سيقود إعلام الشارع فى المرحلة القادمة وتختفى الصحف الورقية والقنوات التلفزيونية؟ أم ماذا؟
استطاعت المؤسسات الصحفيه أن تلاحق تلك التغيرات بسرعه فأنشأت الجرائد الإلكترونية معتمده على اسمها وعلى مصداقيتها وأن الجمهور الباحث عن صحة الخبر وسرعته سيتجه إليها وهو تحمل المهنية ، كما أصبح لمعظم القنوات التلفزيونية مواقع وصفحات وقنوات على الشبكة العنكبوتية لملاحقة تلك التغيرات وحجز مساحة من المنافسه.
ويدور الصراع الآن لجذب المشاهدين بين مؤسسات رسمية رزينة وبين كاميرا فى جوال من يسبق فى سرعة الخبر ومن يستطع تقديم ما يحتاجه الجمهور من رغبة فى المعرفة، ومتابعة الأحداث وكل ما هو جديد.
السؤال الذي يطرح نفسه دومًا: هل يلبي هذا الصراع رغبة الجمهور فى معرفة الحقيقة أم أن بعض من يمتهن الإعلام يحاول أن يقدم رؤيه بعينها ويزرعها فى عقول المتلقين محاولة منه فى تشكيل فكر معين وهدف يسعى إليه، وهنا يكمن جوهر الإشكالية فتعدد القنوات الاعلاميه ومنافذ المعلومات خلق حاله من التشتت عند الكثيرين فى محاولة للوصول لحقائق على الأرض، فكل كاميرا تحاول أن تسلط الضوء على ما تصبوا فى إيصاله من هدفها وإغفال باقى المشهد فما بين الأبيض والأسود يكون الصراع الآن وتكون الغلبة لمن يحبك قصته أكثر، ويفلفلها بالضغط على بعض الجروح فى ظل عجز أو لنقول قلة إمكانيات من الطرف الآخر الذي يقف دومًا فى مرمى المدافع بعيدا عن توجيه المبادرة فى السبق لقيامه بالتواجد أكثر والانتشار لتوضيح الحقائق.
يمر الإعلام كل يوم بمراحل أصعب وأصبحت الأمور تتجه لأن يكون صحفي وإعلامي الجوال أمرآ واقعآ يستطيع أن يشكل وجدان الشارع ولو لم تطبق تشريعات حاسمة لتنظيم المشهد والمسئوليه الشخصيه لكل من يقدم على نشر معلومة أو خبر ستصبح الأمور أسوء بكثير من الصحافه الصفراء التي عانى منها المجتمع فى أحد الفترات.
سأحاول فى عدة مقالات قادمة - إن شاء الله - استعراض بعض الأرقام والنتائج والمقارنات من عدة أوجه لمحاولة فهم المشهد االإعلامي وتأثيره على المواطنين وهل حقيقه هو شريك أصيل فى الفوضى والأحداث الراهنة أو إلى أين سيذهب بنا؟ وما الجديد؟
تبقى كلمة أخيره لم يسعفني الحظ أن أشيد حقيقه بتلك التجربة الرائدة والرائعة جريدة أخبار المصريين فى الخارج بخالص تهنئتى للزميل العزيز فوزي بدوي وإلى جميع من معه من فريق العمل على تلك الجهود الرائعة وللحديث بقيه.
