اللهو الخفي 2020
في العقود الأخيرة تسارعت وتيرة التقدم التكنولوجي بطريقة تباطأت معها قدرة المخلوق البشري علي الاستيعاب ' و رويدا رويدا أخذتنا العزة فخلعت الإنسانية ثوب حكمتها وهاجت وماجت في شتى بقاع الأرض نزعات التحكم والاستحواذ والسيطرة الغاشمة ' فتشدق القوي بحماية الضعيف امنا واقتصادا ؛ وصارت قناعات الجميع أنه هناك على الأرض من يستطيع الترويع بضغطة ذر أو منع مؤونة أو إشاعة الفوضى وتغييب أساسيات الحياة .
أتى مطلع 2020 ومعه ذلك اللهو الخفي الذي هزم الجميع بالضربة القاضية ' وخلع عنهم عباءات الغطرسة والكبر ' وازدحمت الشاشات بدموع العجز و رعب العاجزين و هلع الخائفين.
بدا الكون وكأنه حجرة صغيرة إن تسمم هواءها فقد تسمم الجميع .. لافرق بين غني وفقير .. كبير وصغير .. حاكم ومحكوم .. عربي واعجمي .
كائن غير مرئي فاق ترسانات الصواريخ النووية فعبر غير عابئ بمسافة أو حد .. أو ليل أو نهار .. أو ماء او رماد .. بدا فعلا اللهو الخفي ظاهرا بقوة رغم الخفاء و ضاربا بعنف رغم الإجراءات .
تبقى الرسالة الكبيرة هى أننا لن نخرق الأرض ولن نبلغ الجبال طولا ' وأن امان العيش حق حصري لكل مخلوق فلاحياة لخائف أو جائع .. الدرس الكبير هو مهما كان حرصك فعدم حرص غيرك يؤذيك ويضرك .. تحقق امنك جزء منه تحقق أمن غيرك وسلامته .
الدرس الكبير أننا شركاء حياة و لا احد يمتلك الحق الحصري للحياة .. ترسل السماء رسالتها وعلينا استيعابها بإعلاء القيم و تحقيق الحكمة من الوجود عسى الله يكشف عنا هذا الوباء .. اللهم احفظ مصر واهلها واربط على قلوبهم واحفظ علينا أمننا وأماننا .


















