×
15 جمادى آخر 1447
5 ديسمبر 2025
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي

حسن بخيت يكتب : وهل المقاطعة هي الحل ياعرب؟

حسن بخيت يكتب  : وهل المقاطعة هي الحل ياعرب؟
حسن بخيت يكتب : وهل المقاطعة هي الحل ياعرب؟

بقلم / حسن بخيت
تصاعدت قبل أيام الدعوات المطالبة لمقاطعة البضائع والمنتجات الصينية، تضامنًا مع «مسلمي الإيغور، وتصدر هاشتاج #中國殺死穆斯林 بمعنى «الصين تقتل المسلمين» قائمة الأكثر تداولًا على موقع التغريدات القصيرة تويتر، في مصر، وغيرها من الدول العربية ، ردًا على الانتهاكات التي ترتكبها الصين بحق مسلمي الإيجور.

وأعلن مستخدمو تويتر من خلال تغريداتهم تضامنهم التام مع مسلمي الإيغور في مواجهة اضطهاد الصين لهم كأقلية ، ودعى رواد مواقع التولصل الاجتماعي إلى ضرورة مقاطعة المنتجات والبضائع الصينية ، ويستندالداعون إلى تفعيل المقاطعة الإقتصادية كسلاح شعبي في مواجهة الانتهاكات الصينية ضد المسلمين ، خاصة مع توافر الإمكانيات الاقتصادية والتجارية التي يمتلكها العرب والمسلمون، ويمكن استخدامها كأداة ضغط .

أقف هنا لأتسائل : 
هل الصين وحدها هى التي تمارس الانتهاكات ضد المسلمين ؟ وهل الإرهاب ضد المسلمين كان وليد اليوم على يد الصينيين ؟ العجيب في الأمر أننا لم نسمع أن أحداً اتهم دينا آخر غير الإسلام بالإرهاب ، في حين يتهم الإسلام فوراً بمجرد أن أحد أفراده قد ارتكب جريمة إرهاب في أي مكان في العالم ، فتسارع معظم وسائل الإعلام العالمية ومنظمات الظلم الإنسانية باتهام الإسلام نفسه، والتضييق على الأقلية الإسلامية في كل بلدان العالم.

فجميع المسلمين متهمون بالارهاب إلى أن يثبتوا براءتهم مع أن نسبة الجرائم الإرهابية التي يرتكبها غير المسلمين أكبر بكثير مما يرتكبه المسلمون، والإحصائيات المثبتة بالقرائن والأدلة تؤكد ذلك ، وخير دليل على ذلك، أنه لا يغيب عن مرأى ومسمع العالم كله ومنذ قرون ، أننا الأمة الوحيدة التى تحتل بلادها، وتستباح أراضيها ، وتستعمر شعوبها ، وأننا من أكثر الأمم التى تنهب خيراتها ، الأمر الذى يجعل هذه الأمة المسكينة تكابد المجاعات والفقر المدقع والأمراض الخطيرة، فضلاً عن الجهل والتخلف رغم أنها تمتلك كل مقومات النهضة والرقي والحياة الكريمة ..

عزيزي القارىء : تعالى نذهب معا لنحلل المقولة المشهورة التي يرددها المسلمون فقط" الإرهاب لا دين له" مقولة يرددها معظم المسلمين بعد أي حادث إرهابي للدفاع عن الإسلام ، لكن : هل آمن غير المسلمين بهذه المقولة ؟ هل تأكدت تلك المقولة لدى الغرب خاصة بعد وقوع حوادث إرهابية عنصرية تؤكد أن المسلمين يواجهون موجات كبيرة من العنف في كل مكان وليس في الصين وحدها ، وهذه الموجات ساهمت في تصاعد الاعتداءات على المسلمين، وامتداد لظاهرة الإسلاموفوبيا التي بدأت تجتاح عددا كبيرا من المدن الأوربية، تنوعت بين الحرق المتعمد للمساجد من قبل متعصبين، أو الإعتداء المباشر على المصليين وقتلهم ، بالإضافة إلى إلقاء زجاجات المولوتوف على المساجد، لتظهر لنا جمهورية الصين على ساحة الانتهاكات بحق مسلمي الإيجور، واضطهاد الصين لهم كأقلية..

أعود الى انتهاكات الصين الاجرامية : 
رغم قناعتي الشخصية بأن قضية المسلمين في الصين ( مسلمى الأيغور ) هي لعبة سياسية ويتم تحريكها الآن من أجل وقف النمو الاقتصادي الصيني المرعب ، والذي سيمتلك العالم كله لا محاله ، وليس معنى ذلك أن الصين هي دولة الملائكة ، أوالدولة الفاضلة ،  فمنذ أكثر من عامين والصين تشن حملة قمع غير مسبوقة ضد الأقليات المسلمة في البلاد، معتقلة ما يقدر بنحو سدس السكان البالغين المسلمين في إقليم شينجيانغ الواقع في أقصى غرب الصين. ومع ذلك، يظل المجتمع الدولي صامتًا إلى حد كبير.
ورصدت عدة تقارير القمع الذي تمارسه الصين ضد قبائل الإيجور، منذ ضم الصين مناطق تعرف بتركستان الشرقية إلى أراضيها وأعادت تسميتها بـ «تشينجيانج» والتي تعني الحدود الصينية الجديدة، وكان أغلبية سكان هذه المنطقة من مسلمي الإيغور ،وتمارس الصين رقابة مشددة تجاه مسلمي الإيجور، وتتنوع أشكال الاضطهاد والقمع التي تمارسها الصين في عدة ممارسات، إذ تفرض عليهم تحميل تطبيقات على هواتفهم من أجل التجسس الإجباري عليهم كما يتم منع الرجل من إطلاق لحاهم والنساء من ارتداء الحجاب، فضلًا عن تركيب أجهزة تتبع بشكل إجباري على سياراتهم، الأمر الذي دفع العديد منهم للهجرة خارج الصين ولكن تم تسليمهم من قبل بعض الدول التي هاجروا إليها ، وكانت منظمات حقوقية قد اتهمت الصين باحتجاز الملايين من مسلمي الإيجور في المعتقلات في إطار من السرية، كما اتهمتها منظمات حقوقية أخرى باستغلال الاتجاه العالمي للحد من الإرهاب في استهداف تلك الجماعات، الأمر الذي بررته الصين بأنها تواجه الحركات الانفصالية التي تقوم بها جماعات إرهابية لذلك تستهدف هؤلاء تحديدًا.
ليتضح الأمر للجميع بأن الإرهاب لم يكن يومًا حكرًا على دين أو عرق، أو حضارة، فمن يبحث فى سطور التاريخ ويتصفح فى صفحاته يجدها تحمل أهوالًا في هذا الشأن من غير المسلمين ...
بالتأكيد : لا نستطيع في هذا المقال ذكر الجرائم البشعة ضد المسلمين في العصر الحديث سواء في أوروبا أو غيرها من دول العالم ، لكن يبقى مسلسل العنصرية ضد المسلمين بين دول العالم الغير مسلمة عرض مستمر ، حيث وصلت جرائم الكراهية ضد المسلمين بسبب التعصب، إلى عشرات الألاف من الجرائم ،حسب التقارير الدولية، أبرزها الاعتداء على المحجبات وإضرام النار في المساجد ودور العبادة الخاصة بالمسلمين ، وقتل المصليين أثناء تأديتهم للصلاة داخل المساجد ، ولا ننسى جرائم العدو الصهيوني في فلسطين.

عزيزي القارىء : سامحني على حالة التخبط التي أعيشها وأن أكتب مقالي هذا ، فقد أكون قليل الذوق في أننى أذهب بفكرك الى هنا وهناك ، لكن : لعلنا نتوصل الى حلول مقنعة ...

نعود الى دعوات مقاطعة المنتجات الصينية التي أطلقها زعماء الفيس بوك والتويتر ،  والتساؤلات تفرض نفسها ...

كيف يمكن تفعيل المقاطعة كسلاح شعبي فعال؟ وما هي البدائل المتاحة أمام العرب والمسلمين لتجنب عدم تحقيق الأهداف المرجوة منها؟

كيف يستطيع العرب مقاطعة المنتجات الصينية وغيرها من منتجات الدول التي تمارس انتهاكات ضد الأقليات المسلمة , وكل ما نستخدمه نحن العرب الآن فى حياتنا اليومية ولا يمكن الاستغناء عنه بأي شكل كان، لم يخترعه العرب أو المسلمون مثل: التليفون والموبايل والتلفزيون والكمبيوتر والطائرة والقطار والكاميرا والسيارة والثلاجة والغسالة والسينما والجرائد ، وأدوات المدارس من قرطاسيات وأقلام ... إلخ ، ناهيك عن الملبس والمأكل وكل مقومات الحياة ، حتى فانوس رمضان ولعب الأطفال وعيدان الكبريت ليست من صناعة العرب ، أى أننا نستعمل فواكه الحضارة الحديثة هذه من دون أن نشارك فى صناعتها بكل أسف!

تساؤلات كثيرة لاإجابة لها ، لكن : ما العمل؟ وأين الحل ؟ لماذا وصل الحال بنا إلى هذا المستوى البائس؟ وكيف ننفلت من أسر هذا الوضع المحزن والمخزي ؟ كيف ننهض ؟ للأسف لن ننهض ولن نخرج من عنق الزجاجة ، لأن طريقة تفكيرنا هى المشكلة نفسها , ورؤيتنا للعالم هى المأساة.

ومع كل هذه التحديات والصعاب التي تعرقل نمو ونهضة الأمة العربية والاسلامية ، إلا أنني أؤكد أن خلاصنا من واقعنا المر لن يتحقق إلاعندما نحرر عقولنا من كل ما يعرقل نموها وتطورها ، ولا بديل لنا من أن نصنع مجتمعاً ينهض على العلم ، مجتمعاً ينعم بالفكر والأدب والوعي والثقافة ، مجتمعا يقدر قيمة العمل والانتاج ، مجتمعاً يسهم بنصيب فى إثراء الحضارة الإنسانية. مجتمعاً ينفر من القبح والفوضى والقذارة، مجتمعاً يبجل قيم الحق والخير والعدل والجمال.

وفي الختام أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يكفي المسلمين في كل مكان شر الأشرار ومكر الفجار، وأن يحفظ بلاد المسلمين من كل شر وفتنة، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار والرخاء ..

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الجمعة 07:33 مـ
15 جمادى آخر 1447 هـ 05 ديسمبر 2025 م
مصر
الفجر 05:04
الشروق 06:36
الظهر 11:45
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17