أميرة البيطار تكتب ”إدمان الترند”

أهلا بكم في عصر "الترند"، جمهورية الميتافيرس العالم الإفتراضي، الكلمة الاوسع انتشارا في عصر السموات المفتوحة، والجيل الخامس، وعالم الواي فاي، الكلمة اللافتة للانتباه مؤخراً ، للوصول إليها دون تفكير هل مايصل له محتوى جيدا، ساخرًا، خاطئًا أو سلبيًا، الكل يبحث عن الشهرة والمجد والمبالغ النقدية دون الرجوع للهدف الأسمى أو الأصلح لما ينشره أو مايروجه، فلاعجب أصبحت الأغاني هابطة، والبيوت والغرف مفتوحة على مصراعيها لا مراعاة لحياء أو لخدش حرمتها، أصبح الأطفال مسلوبة من طفولتها ومستغلة من أجل تحقيق الشهرة والمال وتحقيق ملايين المشاهدات بعض النظر عن الوسيلة أو الهدف، فقط تحقيق نسبة الأعلى مشاهدة .

كلمة "هاشتاج"، "تريند" يتم وضعها بداية كلمة يتداولها ناشطون ورواد التواصل الإجتماعي وغيرهم، وياله من عجب أني كي أصل - لمرحلة "الترند" يجب أن يقوم أكثر من 10 آلاف مستخدم بالتفاعل والحديث عنه، وتداوله فيما بينهم ويجب أن يكون كل هؤلاء المستخدمين في منطقة جغرافية معينة كبلد واحد، أو تربطهم علاقة واحدة كمشجعي فريق معين هل فكر أحدهم يومًا ما في ماسيسببه النزاع بين فريقين يكاد يكون كلاهما في أسرة واحدة، وعن الجانب النفسي، وأثره عليهم جميعًا، أوضح الدكتور "جمال فرويز " متخصص في الطب النفسي :- للأسف المجتمع يعاني من مشكلة نقص الثقافة وسطحية التفكير، فنجد العديد من المواضيع التي لا تعكس أرض الواقع فيما يعرف بظاهرة القطيع، حيث يتخلى الإنسان عن تفكيره النقدي ويسعى من أجل المشاركة حتى وإن كانت بدون جدوى أو أي تأثير سلبيا كان أو إيجايبا، واستطرد بتأكيد أنها كظاهرة القطيع تكون أشبه ببصمة البطة التي تتبعها أفراخها، فيتبع الكل من بدأ "الترند" وينتهي بتوقف من بدأه عن الحديث، ولكني شخصياً أجزم أنها أشبهه براعي الخراف الذي يقود قطيعه بعصاه دون أن ينظر إليهم آملا أنهم على مايرام لأنه يثق بخرافه ويثقون به تاركا بينهم ذئبا.

ان المادة التي يراد ترويجها "ترند" على صفحتك لتخقق ملايين المشاهدات من خلال بث محتوى مثير أو افتعال جدل مجتمعي، أو انتقاد بديهيات سواء من خلال مهاجمة الدين أو العقيدة او حتى نظام سياسي او طبقة حاكمة، و يمكنك جذب آلاف المتابعين من خلال عدة خطوات :-

- الاهتمام بالأحداث التي تقع في محيطك سواء كان السكني أو الجغرافي والفكري.

- صياغة الموضوع لكي يكون تفاعليًا بالأحداث المتداركة حولنا (إيجابي) .

- ترتيب محتوى الموضوع وتزيينه بالصور.

- اللعب على وتر المشاعر والعواطف، والإثارة .

- الحديث عن أفكار صماء واضحة سهلة.

- اطلب مساعدة أصدقائك في نشر الموضوع والحديث عنه.

- استخدم "الهاشتاج" السهل والواضح.

- الوصول لأكثر من10 آلاف مستخدم يضمن لك الوصول كـ"ترند" على الـ"سوشيال ميديا".

ختاما .. ليتنا ندرك خطورة إدمان "الترند" ، والتركيز النجاح على أمور وأهداف نافعة، لنا وللمجتمع، وليس حسابات وهمية تضلل الناس، وقد تحدث خلل مجتمعي، وفتنة قاتلة لنا وللوطن، نأمل أن يكون التريند لنشر الإيجابيات، وتسليط الضوء على الظواهر والممارسات النافعة للمجتمع، حسن استخدام التواصل الإجتماعي، والشبكات العنكبوتية، فرز ماينفع ويفيد والابتعاد عن ما لا يستفيد منه ، دون الوقوع في بؤرة الضلال والجهل .. دعونا نخرج ونصعد من تلك الهاوية ونرتقي معا .