يحدث في المحاكم الشرعية
كتب : عبدالموجود الدسوقي
صبايا بعمر الورود يتجولن بين مكاتب القضاة ..
هذه تستلم النفقة وتلك تحمل ملف أوراق تطالب بنفقه ..
وأخرى تطلب ضم صغير ..
واُخرى تطالب بحبس طليقها لعدم دفعه النفقة ..
كل صبية خلفها أمها تركض معها للإيقاع بمن كان يوماً شريك حياتها ..
في صالة الانتظار هناك عدد كبير من النساء أضعاف عدد الرجال ..
وجوه تحمل ملامحها الكثير من الكيد والإرهاق والتعب والاسى.
أطفال وأخوة سيفترقون ويتركون لرحمة الأيام ..
أم تحاول استرجاع قلبها بعد أن قام طليقها بتسفيره خارج البلاد .
رجل سيتحمل فراق أولاده والذهاب لمشاهدتهم في دور رعاية في برود قاتل لعاطفة الأبوة ..
رجل يبكي ويحضر صورة من مفردات راتبه تفيد بأن المتبقي من راتبه لا يكفيه يومين وبلاؤه عظيم ..
تسمع صرخة رجل "علشان الله احبسني السجن ارحم" مش قادر اصرف عليهم .
فتاة تسعي الي الطلاق وتقف امام ناظري زوجها بدون أي حياء ولا استحياء ولا خجل بصحبة ابيها او امها وتناسوا بأنها إنكشفت عليه إنكشافاً تامّا دونما ساتر .
صارخة باكية سقطت قضيتها لانها لا تملك اجر المجيء الى المحكمة تقول "والله ما حضرت ما كان معي اجر الطريق علشان الله ما بقدر ادفع رسوم تجديد القضية "
صبيه تحمل صغيرها الذي لم يتجاوز عمره العام بهذا الحر يصرخ ربما جوعاً او عطشاً او اعتراضاً ان المحكمة ليست مكانه ولا يعلم ان مستلزماته من الحليب والفوط سيتم تأمينها بعد أن يلقي التنفيذ القضائي القبض على والده الذي تخلف عن دفع نفقته لضيق ذات اليد ..
رجل وامرأة تجاوز عمر زواجهما ثلاثين عاما ولديهم عشرات الاحفاد وتطالب بالطلاق والافتداء .
وغير ذلك مما تراه وتعانيه يوميّا الكثير والكثير
لماذا وصلنا لهذة المرحلة ..؟؟!
بعد أن كان كبير اي أسرة قادر على حل اي خلاف ..
وما كانت الام تستطيع أن تقول ( اتركيه بجوزك سيد سيده )
وأمه تقول (عذبها وجرجرها بالمحاكم وأنا بجوزك ستها بنت فلانة)
والسؤال القائم :
- ﴿ألا يَظُنُّ أُولَئِكَ أنَّهم مَبْعُوثُونَ﴾
- ﴿لِيَوْمٍ عَظِيمٍ﴾
-﴿يَوْمَ يَقُومُ النّاسُ لِرَبِّ العالَمِينَ﴾
يا أهلنا : اتقوا الله في بناتكم اتقوا الله في ازواج بناتكم اتقوا الله في أنفسكم في المجتمع والوطن والانسانية في كل شي.. الظلم عواقبه وخيمه ايها الاب ايها الزوج ايتها الزوجة وايتها الام اللهم اصلح حال حالنا ..


















