×
20 شوال 1445
28 أبريل 2024
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي
مقالات

إنها رسالة دين وأمانة... فأوفوا الدين وردوا الأمانة

المصريين بالخارج

لاشك أن مصر فى السنوات الاخيره وتحديدا بعد ثورة ٣٠ يونيو المجيده ،تخطوا بنهجا ثابتا مسيرة راقية صوب الرقى والتميز والرياده على كافة الأصعدة ، تلك المسيره التى عزف اوتارها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذى أرسلته العناية الإلهية لنجدة هذا الوطن من أيدى الخونة والمارقين الطامعين فى درة الشرق ودرعه المتين

وإزاء رحلة التلاحم بين أبناء الوطن وقيادته الحكيمه بحثا عن الهاوية الوطنيه الرياديه المعهوده لمصرنا الحبيبه، و التى توارت عنوة بجهل خفافيش الظلام دعاة الإرهاب الاسود ..

...وبعد أن صعدت مصر بسواعد أبنائها وقيادتها الحكيمه لسابق ريادتها العربيه والأفريقية والعالميه ، إذ بخطر داهم ينخر كالسوس فى بنيان هذه الامه يفقدها هويتها وتقاليدها وقيمها التى رسختها سنوات النضال والتحدى لشعبا ثائرا دائما ضد قوى الطغيان والاستعمار.

..بيد أن الاستعمار المقصود هنا هو ذاك المستعمر الفكرى ، الذى يعمد جاهدا لطمس هوية أمة كانت ولازالت مهد و درة الحضارات.

- ان ما تشهده الساحة الفنية المصريه فى الوقت الراهن ، من انحدارا واسفافا وابتذالا صارخا ،مرجعه شراذم خلفتها اياد تبحث جليا عن هدم بنيان هذه الامه و أساس قوامها من خيرة شبابها وسواعدها البناءه ، أملا فى القضاء على اللبنة الاساسيه للنهضة والرقى.

- فما من شك مطلقا ، ان هناك من يريد العبث بمقدراتنا و حضارتنا وتاريخنا ، ويسعى جاهدا لوقف مسيرة النهضه التى تخطوها مصرنا الحبيبه بفضل قيادتها الواعيه وجيشها العظيم وتلاحم طوائفها ، وحين فشلت مخططاتهم وكوائدهم ،عمدوا جاهدين إلى تصدير أليات الهدم والتخريب الفكرى ، و التى تأخذ منحنى أسرع فى الاختراق لانها تصل إليهم من الباب الكبير المفتوح على مصراعيه التلفاز والانترنت.

- لقد بات الفن المصرى فى مرحلة الاحتضار يعانى سكرات النهايه لريادة مصر العربيه للقوى الناعمه ، بل بات الداعم الأول لطمس هوية الفكر الراقى بعد أن كان السبيل الأول للارتقاء بالفكر والذوق العام.

لاشك أن ما يحدث حولنا من انهيار للقيم والثقافات، قد وضعت اطره شراذم غزت عالمنا بحثا عن بيئة جديده لنشر عدوى فيروساتها فى بيئة خصبة صالحة لاحتضان الميكروب؛ وآليات قادرة على تنامى تلك الافات العفنه.

ولكن ....على من نلقى كاهل المسئوليه فى هذه الرتابه وهذا الإسفاف و ذاك الانحدار الخلقى ...هل نلقى بها على المستهلك ، ام على المنتج ؟

ما من شك مطلقا ، ان المتلقى"المستهلك" هو رهنا دائما لما يقدم اليه من سلع ومنتجات ، فإذا كان المنتج عالى الجوده زادت نسب الإقبال عليه ، على العكس تماما اذا اتسم المنتج بالرتابه قلت عليه نسب الطلب..
..لكن اذا كانت الرتابه هى السمه الملازمه الدائمه لكافة المنتجات دونما أية تواجدا يذكر للمنتجات الراقيه ، هنا لم يعد هناك اى مجالا مطلقا لفكرة "الاختيار " التى غرسها سوق العرض والطلب ، لان المتلقى أضحى فريسة سهله بين مخالب "المنتج".

إن المغزى الذى نسعى اليه من هذه السطور ، ان مسيرة الرقى و التنميه التى بدأتها قيادتنا الحكيمة الواعيه، تحتاج إلى تضافر كافة الجهود للارتقاء دائما بمصرنا الحبيبه ،وهذا لن يتأتى اطره مطلقا ،طالما كانت الأفكار مشوبة بهذا التدنى وذاك الهراء..

وحقيقة لاجدال فيها ، ان القوى الناعمه المصريه لها دورا رائدا فى تشكيل الفكر والهويه ، وبعد أن كانت مصر درة الشرق فى الثقافة والفنون ، يستقى منها العرب رونق وسحر الإبداع ، تراجع هذا الدور الرائد نتيجة تلك الكائنات التى طفحت شراذمها على السطح سواء على الصعيد " الدرامى أو المسرحي أو الغنائى " .

معالى وزير ثقافة جمهورية مصر العربيه ، عليك أن تدرك انك لم تتبوأ مقعدك الوزارى ، لتقف عاجزا عن تقديم ما يليق بهذا الديوان وتلك المسيرة الراقيه للتنميه التى يغزل اطرها فخامة الرئيس وجيش مصر العظيم ، اين الدور الرائد لوزارة الثقافه فى غرس قيم الانتماء والوطنيه لمجابهة الفكر المتطرف لدعاة الإرهاب الأسود خفافيش الظلام...
..فعلى الرغم من حالة الاستنفار القصوى التى تشهدها الدوله المصريه وجيشها العظيم وكافة مؤسساتها لمحاربة هذا الفكر الغاشم ، تقف وزارة الثقافه عاجزة عن تقديم ما يليق بهذه الملحمه الكبرى.

معالى وزير الثقافه المحترم ، ما من شك مطلقا انكم تسعون دائما للحفاظ على الهويه الفكريه المصريه ، ولكن تحقيق ذلك يتطلب المزيد من الجهد صوب الهدف المنشود ، والذى لن يتأتى أطره دونما البحث عن أليات حقيقيه يمكن من خلالها الارتقاء بالفكر والذوق العام مجددا لعل أبرزها:

١- تقديم العديد من العروض المسرحية التى تهدف إلى بذر روح الإيثار والتضحية، ونشر مفاهيم الدين الصحيح المعتدل لمجابهة أطر الفكر المتطرف ..

٢- الاهتمام الجدى بمسرح الطفل ، لتشكيل هوية راقيه لأجيال المستقبل ، فهم عماد هذه الامه ..

٣- ضرورة التعاون الجدى مع وزارة الإعلام ، لتقديم ما يليق بالفن الاصيل ، من خلال حفلات يعرضها التلفزيون المصرى ، يسوس فرائضها كبار نجوم الطرب الراقى امثال " على الحجار ، محمد ثروت ، حسن فؤاد ، عزيزه جلال ، محمد الحلو ، هانى شاكر ......" للارتقاء بالحس والذوق العام ، ونبذ شراذم الساحه الطربيه ومخلفاتها.

واذا كان هذا هو حال المسرح والاغنيه ، فلاشك أن الدراما التلفزيونيه باتت اسوأ حالا من سابقاتها ، فعلى الرغم انها كانت ولازالت ناقوس الابداع والفكر الراقى الذى يشكل هوية المجتمع نحو الريادة والتقدم ومنعه من السقوط فى براثن الهاويه.

الا ان الحقيقة المؤسفه التى لا جدال فيها ان واقعنا الدرامى قد تحول برمته من كونه عاملا إيجابيا فى الارتقاء بالذوق العام للمجتمع، إلى مجرد عاملا حفازا مساعدا لانهيار وانحدار القيم والمبادئ المجتمعيه، يؤكد تلك الحقيقه ما أصاب الدراما المصريه من وهن ، فبعد أن تبوأت الدراما المصريه القمه والريادة فى حقبتا الثمانينات والتسعينات من القرن المنصرم ،حتى أطلق علي تلك الفتره " العصر الذهبى الدراما " ،إذ بها تسقط فى براثن الهاويه لا منجد لها ولا ناصر ، فقد تحولت الفكره الإيجابية والغرض الأسمى للثقافه الدراميه إلى مجرد باعث للجريمه ، ولما لا وقد اجمعت الدلالات والإحصائيات التى تم حصرها مؤخرا على تزايد معدل الجريمه فى الآونة الأخيرة مقارنه بما كانت عليه فى نهايات القرن الماضى ، وحقيقة لا يمكن إنكارها ان الباعث الأول على ارتكاب مثل تلك الجرائم مرجعه ما تشهده شاشات التلفاز والفضائيات من اسفافات وابتذالات وألفاظا خادشة للحياء تفرض قهرا على جموع المصريين لانها تدخل إليهم من الباب الكبير والذى كان دائما مصدرا إيجابيا للثقافة والتسليه " التلفزيون ".

ولعل فيما تشهده الساحه الدراميه المصريه فى الاونه الاخيره ، ما يؤكد يقينا ما ال اليه النهج الدرامى من انحدار تاما ، حيث أضحت.. لاشكل.. لا مضمون.. لا هويه ، فأضحى لابد لها من وقفة جاده حتى لا تكون فرائضنا مجرد بكاء على أطلال عصر الرياده للفن المصرى ..

- من هنا يجب على الدوله التدخل الصارم بحزمة من الإجراءات الاحترازية لحماية منظومة الدراما من فيروسات العصر التى القت بظلالها على ساحتها ، ونوجز بعض تلك الاليات في الاتي:

أ- أشرنا سلفا ، ان الدراما تلعب الدور الأبرز والتأثير الاكبر على المجتمع من حيث البناء والتشييد، لذا يجب على صناع الدراما ان يدركوا جليا قيمه العمل الدرامي ومدي تاثيره في تشكيل الوعي المجتمعي، حيث يجب ان يراعي العمل تقديم الهدف والمحتوى الحقيقي منه ليكون داعما له بدلا من ان يتحول الدعم الى النقيض تماما في خدمه القضايا الشائكه مثل{ قضايا التطرف الفكري والدينى}.

ب- يجب التاكد من سلامه و صياغة الخطاب الثقافي والاعلامي بما يتلاءم مع عقليه المتلقي، و محاكاه الواقع باسلوب جذاب للحد من الظواهر السلبيه في المجتمع خصوصا التطرف الفكري، وذلك من خلال تقديم البدائل المفيده التي تقنع المتلقي بالاستغناء عن كل شيء سلبي وتعزيز الايجابيات لديه..

ج- تعمد العديد من الاعمال الدراميه الى اغفال الواقع، من خلال التركيز على الاسباب التقليديه التي تدفع البعض من الشباب للالتحاق بتلك التنظيمات مثل" الفوارق الاجتماعيه والبطاله"، في حين تغفل مطلقا النظر الى الظواهر الجديده مثل "الانحراف الفكري "والذي يلعب الدور الابرز في غسل عقول تلك الفئه من الشباب وجعلها فريسه سهله لخفافيش الظلام.

د- لعل الدور الابرز للدراما في مواجهه التطرف او اية قضايا وطنيه اخرى لن يفعل جليا، دونما قيام الدوله بدورها الحقيقي في دعم الانتاج الدرامي من خلال توفير البيئه المناسبه لانتاج الاعمال الدراميه الراقيه الهادفه، فابتعاد الدوله في السنوات الاخيره عن القيام بدورها الرائد فى هذا المجال ، قد افرغ الساحه الدراميه للانتاج التجاري الذي يلهث دائما صوب الاعمال سهله التسويق، والتي تتناول القضايا بشكل سطحي مضلل بغيه تحقيق اهداف ماديه وليست توعويه..

ه- لابد من دعم عودة صناع الدراما الحقيقيون لانتشال اطرها من هذا التدنى و الإسفاف الذى خلفه فيروسات العصر ، وعودة هيبة الفن المصرى ، اين [ احمد عبد العزيز ، يوسف شعبان ، محمد صبحى ، طارق الدسوقي ، محمد رياض،جمال عبد الناصر ، خالد النبوى ، فاديه عبد الغنى ، نرمين الفقى ،عفاف شعيب ، حنان شوقى، مجدى صبحى ، ........] والقائمه تطول لإعادة رونق وسحر الإبداع لدرة الفنون فى الشرق .

و- لابد من وجود رقابة تامه شديدة الصرامه على المصنفات الفنيه ، لضمان ايجابيه المحتوى المقدم...

وختاما لابد ان نشير ، انه من الضروري الاستغلال والتوظيف الجيد للفن عموما والدراما بصفه خاصه للقضاء على براثن التطرف والنهوض بالهويه المجتمعيه التي تعتمد دائما على البناء والتشييد لا الهدم والتفريغ.

ان الهدف الأسمى الذى ننشده من هذه السطور ان يهب المسئولين عن منظومة الفن والثقافه المصريه و التى باتت تحتضر ويحتضر معها ملايين المصريين ،الذين انجرفوا قهرا إلى هذا التدنى دون إرادة منهم ، وعلى الدوله ان تهب لنجده ما تبقى من الذوق العام للمجتمع المصرى ،ان أرادت مجتمعا راقيا متحضرا خاليا من الجريمه والا فلن يجدى البكاء.

إنها رسالة دين وأمانه ، فأوفوا الدين وردوا الامانه.

مصر السيسي الفنية الفن الثقافة

استطلاع الرأي

أسعار العملات

العملةشراءبيع
دولار أمريكى​ 29.526429.6194
يورو​ 31.782231.8942
جنيه إسترلينى​ 35.833235.9610
فرنك سويسرى​ 31.633231.7363
100 ين يابانى​ 22.603122.6760
ريال سعودى​ 7.85977.8865
دينار كويتى​ 96.532596.9318
درهم اماراتى​ 8.03858.0645
اليوان الصينى​ 4.37344.3887

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 2,069 شراء 2,114
عيار 22 بيع 1,896 شراء 1,938
عيار 21 بيع 1,810 شراء 1,850
عيار 18 بيع 1,551 شراء 1,586
الاونصة بيع 64,333 شراء 65,754
الجنيه الذهب بيع 14,480 شراء 14,800
الكيلو بيع 2,068,571 شراء 2,114,286
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الأحد 11:18 صـ
20 شوال 1445 هـ 28 أبريل 2024 م
مصر
الفجر 03:40
الشروق 05:15
الظهر 11:53
العصر 15:29
المغرب 18:30
العشاء 19:54