هل هناك جوانب مضيئة لأزمة كورونا؟
د.أحمد سماحه المصريين بالخارجفي ظل الأخبار السلبية عن انتشار فيروس كورونا في العالم، يعاني معظمنا من القلق والإحباط. لكن هناك من يري للأزمة جانب مضيء أيضا(كما تشير بعض المواقع والدراسات ).. فما هي أبرز الأشياء الإيجابية التي أظهرتها أزمة تفشي فيروس كورونا حول العالم؟
يقول موقع الماني أن معظمنا لم يكن يفكر كثيرا او حتي قليلا بكبار السن في حياتنا اليومية، فهم جزء غير مرئي من المجتمع قابع في البيت أو في دور رعاية المسنين.لكن أزمة كورونا جعلتنا ننظر للمسنين بشكل مختلف، فهم أهلنا وأهل أصدقائنا، هم من عملوا بجهد في شبابهم ليوفروا لمن بعدهم حياة كريمة، ولذلك يستحقون من الآخرين التقدير والحفاظ على سلامتهم وقد ظهرت في الأونة الأخيرة العديد من المبادرات لمساعدة كبار السن غير القادرين على التسوق بمفردهم أو من يحتاجون للمساعدة في تدبير أمور حياتهم.
ففي ظل الإنشغال بالعمل وأمور الحياة، قد ينسى البعض ويتجاهل آخرون علاقاته الاجتماعية سواء مع الأهل أو الأصدقاء أو الجيران. الآن تجلس الأسرة الواحدة معاً، وتظهر قيمة الأصدقاء في حياة الفرد. فالإنسان كائن اجتماعي من الدرجة الأولى، والعزل الحالي جعل البعض يعيد ترتيب أولوياته مرة أخرى.
ومع إغلاق المدارس ومكوث الأطفال في المنزل، تستطيع العائلات استغلال الوقت في توطيد العلاقة الأسرية عن طريق ممارسة أنشطة جماعية مثل الألعاب أو الرياضة أو الطهي أو غيرها. هذه الأنشطة تقرب أفراد الأسرة من بعضهم البعض وقد تكون فرصة لنسيان الخلافات وحل المشكلات سويا.ً
فالجائحة التي غزت العالم، اغلقت معظم أماكن تقديم الخدمات غير الأساسية، وأضحي البعض الذي كان ينساق وراء نظريات المؤامرة والإشاعات التي يقرأونها على منصات التواصل الاجتماعي، يفكر في حقيقتها وأتخاذ موقف ما منها. كما شهدت الفترة الأخيرة بعض التحسن في السلوك، حيث أصبح مستخدمو هذه المواقع أكثر اهتماماً بمساعدة الآخرين ونشر سبل الوقاية والتوعية بين متابعينهم.
ولعلنا لاحظنا يشكل واضح أن أزمة كورونا تسببت في فقد الكثيرين لمصدر رزقهم وهناك من كانوا يعانون من الضغوط والتوتر سواء في عملهم أو دراستهم. هؤلاء أتاح لهم العزل المنزلي بعض الهدوء ، حيث أعطاهم الفرصة للابتعاد عن الضغط اليومي وإعادة ترتيب أفكارهم. كما أتاح للبعض الآخر فرصة اكتشاف بعض المواهب الدفينة لديهم، حيث يقول الخبراء إن الملل قد يدفع البعض للابتكار. فإذا شعرت بالملل خلال العزل المنزلي قد تكتشف موهبتك في الطهي أو الرسم أو تصميم الأشياء. كما يمكنك استعمال تطبيقات مختلفة لتعلم لغة جديدة أو حضور دروس افتراضية في الجامعات والمعاهد.
وفي بعض الأحيان تكون أبسط الأشياء هي أفضلها. فمتعة مشروب دافئ والاسترخاء على الأريكة أو قراءة كتاب شيق قد تكون كل ما يحتاجه المرء لإعادة شحن طاقته والوصول للتوازن الداخلي.
هذا وقد ابتكر البعض وسائل عديده للتواصل والكسب والتعلم الأفتراضي والندوات والاجتماعات وغيرها.كل هذه الأمور والعلاقات التي فرضها الفيروس اللعين علي البشريه جمعاء سيكون لها عظيم الأثر بعد أن يشهد العالم انتهاء هذا الوباء أو تراجعه الذي نامل أن يكون قريبا.