تهميش قامات الدراما المصرية...أفل هويتها وأفلس معيارها القيمي
د.زكي السيد المصريين بالخارجفي الحقيقه لا اجد من الكلمات ما استهل به حقا كلماتى لصناع الدراما المصريه فى هذه الحقبة الفنية البائسه ، ولعل حالة الدهشة التى تقف نصب أعيننا الآن مفادها حالة الانهيار والتدنى التى غلفت الساحة الدراميه المصريه فى الوقت الراهن ..و التى باتت لا شكل ..لا مضمون ..لا هوية ..
ان القارئ الجيد للمشهد الدرامى الحالى للوهلة الأولى ..لن يجد صعوبة حقيقة فى تفسير دونية الوضع الراهن وآليات الخفوت التى بذرها وازعا حقيقيا من قلة الخبرات فى قراءة.
حقيقة للمشهد العبثى الحالى و التى تبدأ أولى فرائضه بقولا واحدا (بأى حق تقهر رموز الإبداع الحقيقيون ).
ليس من اللائق مطلقا بنا ، ان يتحاكى العرب جميعا بريادتنا لفنون الشرق وتصدير آليات الإبداع لجميع أرجائه ، ومن ثم نجد فى غضة خافته تهميشا غير مبررا بالمره لقامات الإبداع الدرامى الكبار الذين سطروا ذهبية حقبة الرياده للدراما العربيه ..
هل من اللائق أن نمتلك فى جعبتنا المليئة بالدرر كبار قامات الإخراج فى الوطن العربى امثال الأساتذه" مجدى ابو عميره ، جمال عبد الحميد ، محمد فاضل ، هانى إسماعيل ، هانى لاشين ، انعام محمد على ...." الذين سطروا بابداعهم، ارقى الدرر و الكلاسيكيات فى تاريخ الدراما ، ومن ثم تفاجئ بتنخية غير مفهومة المغزى لتلك القامات العريقه لصالح حفنه من عديمى الموهبة الفنيه ...
هل من اللائق أن نمتلك فى جعبتنا المليئة بالدرر كبار قامات الإبداع الادائى الدرامى فى الوطن العربى امثال النجوم " أحمد عبد العزيز ، طارق دسوقي ، كمال ابو ريا ، أحمد ماهر ، عفاف شعيب ، فاديه عبد الغنى ، محمد رياض ، حنان شوقى ، ...." الذين غزلوا نسيج الإبداع الدرامى بما سطروه من ارقى الدرر والكلاسيكيات فى تاريخ الدراما ، ومن ثم نشهد هذا الوضع العبثى الكارثى بإسناد الأعمال الدراميه لمن هم دون المستوى الفكرى والادائى ، ليبذروا موبيقاتهم التى لفظتها هوية المصريين ..
واذا بحثنا جليا عن مضمون المحتوى الحالى المقدم ، فلن نجد حقا أية دلائل تعبر عن هويتنا الراقيه التى رسختها أعمالا عظيمه كانت ولازالت منهلا ورسالة حقيقيه يستقى منها القاصى والدانى مفهوم الريادة الدراميه المصريه ، التى كانت منبر القيم الحقيقى لشعوب المنطقه ،ولعل الفضل فى ذلك يعود إلى قامات عظيمه رصدت باقلامها الذكيه رسالة مصر إلى العرب فى بذر فرائض الهويه .. ولا يمكن أن نغفل فى ذلك الاساتذه الكبار " محمد صفاء عامر ،محمد جلال عبد القوى ، اسامه انور عكاشه ، على عبد القوى الغلبان ، مجدى صابر ......" والذين للأسف الشديد طالت معظمهم بذور التهميش لصالح حفنه من الشراذم ..
...اى منطق ..واى فكر . واى عقل ..يقبل بذلك ..قد تكون الحجه الواهيه احداث فرائض التجديد وهى سنة الحياه ، لكن عن اى تجديد يتحدث هولاء..انه طمس للهويه ، فالتجديد الحقيقى هو المزج المعتدل بين أصحاب الخبره من القامات العظيمه ، والحداثه المؤصله بوازعا من الموهبه..لاحداث نوعا من السلاسه فى عملية الانتقال واثقال تلك المواهب بالخبرات اللازمة التى تغفلها ، لكن ان يتم التهميش لقامات الدراما الكبار بهذا الشكل المهين وإسناد الأمر لمن هم دون المستوى الإبداعي والفكرى هو البدايه الحقيقه لنشأ فاسد ...
لقد باتت الدراما المصريه تعانى عثرات المخاض نتيجة غياب الكوادر الراقيه التى طالما أرست فرائض الإبداع للارتقاء بهوية مصر الفنيه ، فهل نستفيق من حالة التغييب التى المت بنا فى الاونة الاخيره ؟
صناع الدراما المصريه الحاليه ..اتقوا الله فى مصر التى تخطوا بثبات عظيم صوب ريادة خاصه فى ركب التنميه العالمى بقيادة خكيمه واعيه ، وكونوا على قدر هذا الركب العظيم ..أعيدوا الأجواء الدراميه لنصابها الصحيح بيد ساساتها الكبار من المبدعين ، لتظل رايتنا خفاقه كدرة لفنون الشرق العربى ..