المفتي يناشد المواطنين ضرورة البناء الجيد للأسرة وتصحيح الوعي والتمسك بالقيم المعززة للانتماء للوطن
خالد الخليصى المصريين بالخارجناشد الدكتو شوقى علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم المواطنين بضرورة البناء الجيد للأسرة لأنها نواة المجتمع، مع ضرورة تصحيح الوعي والتمسك بالقيم المعززة للانتماء إلى الوطن بدءًا من الأسرة الصغيرة ثم العائلة الكبيرة وصولًا إلى الأمة المصرية التي يجمع أطيافها حب الوطن والإيمان به.
وقال مفتي الجمهورية - في تصريحات الليلة - إن مستخدم الشائعات بغرض التشكيك في أعمال وإنجازات أصحاب السواعد المصرية هو آثم لأنه يعلم أنه يكذب، والكذب جريمة ومن أكبر الذنوب وهو يهدي للفجور؛ فالشائعة قد تكون أخطر من القنبلة وأشد من السلاح المدمر؛ فعلى الإنسان الواعي ألا يشارك في نشر الشائعات إلا بعد التثبت من المعلومة، وبعد توافقها مع فقه المآلات، فليس كل صحيح وثابت ينشر؛ فهناك اعتبارات تقتضيها المصلحة العامة.
وأضاف مفتي الجمهورية : "أن حادثة الهجرة لم تكن تضييعًا للوطن أو متاركة له، إنما كانت من أجل بنائه والمحافظة عليه وعلى أهله؛ وحب الوطن شعور فطري ظل ملازمًا للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المهاجرين رضي الله عنهم، حتى إنه دعا ربه قائلًا: «اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا المَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ (صحيح البخاري). كما كان الصحابة لا يقدم عليهم من مكة قادم إلا سألوه عنها، واهتزت قلوبهم شوقًا إليها".
وتابع قائلا: إن الهجرة النبوية أكدت على أهمية حب الأوطان والمحافظة على مكتسباتها، وكذلك إعلاء المصلحة العامة وحسن التلطف مع أهلها؛ ولذلك قالوا: "حب الأوطان من الإيمان".
اقرأ أيضاً
- مفتي الديار المصرية: رقابة الضمير تكون الباعث لبعض الناس لإتقان عملهم
- المفتي: الشرع الشريف يريد الإنسان أن يكون فاعلً
- المفتي: 70% من فتاوى المتطرفين تحرم التعامل مع المسيحيين ما يؤدي لهدم مبدأ التعايش ويخالف القرآن والسنة..فيديو
- المفتي: دراسة تاريخ الأنبياء والرسل تعلمنا الأمل والاستبشار وعدم القنوط.. فيديو
- المفتي: نحن مأمورون شرعًا بتهنئة الأخوة المسيحيين بمولد سيدنا عيسى.. فيديو
- مفتي فلسطين يدين محاولات إدخال الشمعدان الإسرائيلي إلى الأقصى
- شوقي علام: الإنسان سيد الكون مهما كان لونه أو جنسه
- المفتي: جماعة الإخوان في نهايتها.. فيديو
- بالصور.. هدى المفتي تستعرض جمالها على إنستجرام
- المفتي: ثبات القيم الأخلاقية كفيل بحفظ الأمن والأمان في المجتمع
- المفتي: النقاب قضية اجتماعية وليست دينية ولا علاقة له بالنص الشرعي
- المفتي: على مسلمي الغرب أن يقدموا صورة مشرفة للإسلام.. فيديو
ولفت مفتي الجمهورية النظر إلى أن الهجرة المباركة فيها هدم للمرتكزات الفكرية والحركية لأهل التطرف والإرهاب الذين يسعون إلى نزع هذه الغريزة الفطريَّة عن الإنسان في مقابل اعتبار أن الوطن "حفنة من التراب" لا قيمة له؛ تغييبًا للأجيال وإبعادًا للناس عن جزء مهم من شعورهم الإنساني الغريزي الذي يحملهم على حب أوطانهم والدفاع عن بلادهم، وأنَّى لهم أن يضادوا الفطرة والغريزة بهذه الأكاذيب والأوهام!
وتساءل مفتي الجمهورية : "كيف يفسر هؤلاء موقف الدفاع النبي عن المدينة وحفر خندق حولها"، متابعًا: "ألا يُعد هذا دفاعًا عن الوطن؟"، مشيرًا إلى أن الحفاظ على الأوطان السبيل الوحيد ولا سبيل غيره لتحقيق مقاصد الله الكلية، التي جاء الشرع للحفاظ عليها.
وأشار مفتي الجمهورية النظر إلى أن تلك الدعوات خارجة عن صحيح الدين، وأن إقامة شعائر الدين وتحقيق معانيه ومبادئه وقِيَمِه لا ترتفع دون وطن قوي ثابت وراسخ، مشددًا على أن حب الوطن ودعمه وانتماء أبنائه إليه من حقائق الإيمان، أما الوطن الضعيف المضطرب فإنه يحل فيه الخراب والفتنة وتختفي منه شعائر الدين ومبادئه.
وعن حب النبي صلى الله عليه وسلم لوطنه واشتياقه له قال مفتي الجمهورية: إن الإمام البخاري روى أن سيدنا أنسً رضي الله عنه كان يقول: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قدم من سفر، فأبصر درجات المدينة، أوضع ناقته -أي: أسرع السير بها-، وإن كانت دابة حركها". وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" [وفي الحديث دلالة.. على مشروعية حب الوطن والحنين إليه] ا.هـ.