قدماء المصريين هم أعظم من دون التاريخ:
سامح طلعت المصريين بالخارج
يقول المؤرخ الإغريقي هيرودوت "أن قدماء المصريين هم أعظم المؤرخين من بين كل شعوب الأرض". تأتي هذه الشهادة من شخص يعتبر في نظر الكثيرين هو أبو التاريخ الحديث، ومع ذلك فهو يرى في الحضارة المصرية المثل الأعلى الذي يطمح كل مؤرخ في الوصول إليه.
كان قدماء المصريين يحتفظون بمعلومات وسجلات تعود إلى العصر العتيق (عصر ماقبل الأسرات). وكانوا يتوارثون الوثائق والسجلات جيل بعد جيل كما لو كانوا يتوارثون كنز عظيم يفوق قيمته أي كنز آخر.
كان التدوين في مصر القديمة يشمل العلوم المقدسة وعلى رأسها علم نشأة الكون وتطوره وعلم الفلك والأسترولوجي والهندسة والطب بالاضافة إلى تسجيل كتب العالم الآخر. وأيضا تدوين تاريخ مصر وقوائم الملوك (مثل قائمة أبيدوس وبردية تورين لوحة باليرمو وتاريخ مانيوتن السمنودي).
لم يقتصر التسجيل على العلوم فقط، بل شمل أيضا تسجيل تفاصيل الحياه اليومية على جدران المقابر. وبلغ الولع والشغف بالتسجيل والتوثيق عند قدماء المصريين حدا يصل إلى الهوس، فقد كانت مشاهد الحياه اليومية المسجلة على جدران المقابر تحتوي على تفاصيل مذهلة مثل تفاصيل الصيد والحياة البرية والزراعة واجراء عمليات الختان للذكور والولادة، حتى تزغيط البط لم يتركه الفنان المصري دون توثيقه.
وكان من عادة قدماء المصريين عند توثيق النصوص وخصوصا النصوص المتعلقة بعلم بنشأة الكون أن يذكروا أن هذه النصوص منقولة من نصوص أقدم منها بعصور كثيرة. وأشهر الأمثلة على ذلك متون الأهرام حيث يُعتقد أنها إعادة تسجيل لنصوص تعود إلى العصر العتيق.
قامت الحضارة المصرية على العلم وحرصت على توثيقه وتوريثه جيل بعد جيل. كما حرصت على توثيق تاريخ الدولة المصرية منذ فجر تاريخها لتعطي الإنسانية المثل الأعلى في التحضر.
ولما كانت هي الحضارة الأكثر توثيقا في تاريخ العالم فإن أى محاولة لتزييف أو تحريف تاريخها ستكون مكشوفة. وستظل الحضارة المصرية ساطعة كالشمس. ومن ذا الذي يستطيع أن يحجب الشمس.