اللقاح المصري يدق الأبواب
كتب/ أشرف الكرم المصريين بالخارجاهتزت أبواب بلدان العالم تحت وقع أقدام الفيروس المؤرق للناس كوفيد- ١٩ الذي ضجت منه مسامع البشر وعجزت عن مقاومته أدويتهم والمناعات الذاتية لبعضهم، وأعلن الجميع إفلاسهم العلمي اللحظي لمواجهة هذا الكائن الغير حي، الذي غيّر وجه الحضارة في ربوع الكرة الأرضية.
ولا شك في أن قدرات العلماء قد انهارت عند لحظة اكتشاف الفيروس الفتاك بسب أنه مستجدٌ عليهم، ولم يكن لديهم ما يقدمونه حينها، ليحموا به سكان الكرة الارضية من هذا الخطر الداهم.
وحينها عرف الجميع بأن الغلبة والقوة ستكون لمن يملك القواعد العلمية والبحثية الثابتة والراسخة، والتي يمكن البناء عليها للعمل على إنتاج اللقاحات المضادة لهذا الفيروس الخطير.
وكم تمنيت عند بدء ظهور هذا الفيروس أن لو كانت مصر تمتلك من تلك القواعد البحثية والعلمية والتقنية ما يمكِّنها من خوض غمار التوصُّل إلى إنتاج لقاحًا يُنقذ البشرية، نقدمه للعالم أجمع تحت مسمى "صنع في مصر"،
ولِمَ لا ؟ ومصر تمتلك من الثروة البشرية المليئة بعلماءٍ أفذاذٍ قادرون بإذن الله على إنتاج هذا اللقاح المصري الذي تمنيته، والذي ظللت اؤمن دومًا بأننا في مصر على إنتاج مثله قادرون.
ولا أدري لماذا يستمتع البعض من أبناء مصر بالاستهزاء بقدراتنا والتلذذ بنشر الإحباط بين أبنائنا والتأكيد على أننا لن ننجح في شيء، ومهما رأوا من النجاحات في مجالاتٍ شتى لا يعترفون، وما تظهر بشائر نجاحٍ ما إلا ويبدأون حملات التشكيك والتهوين من أي إنجاز،
وكان من الطبيعي أن أقابل هؤلاء حينها، وأن ألاقي من ويلات السخرية على مجرد التمني والرجاء في أن يكون لدينا لقاحًا مصريًا نقدمه للعالم يومًا ما.
وأعذرهم، فهم الذين لم يتربوا على الإنتماء لهذا الوطن مهما ضعفت قدراته، وكيفما كانت ظروفه، ولم يتأدبوا في حضرة اسم مِصر الذي يقدره العالم دونًا عن هذا البعض من أبنائها.
وها نحن نتابع الآن تقدم خطوات إنتاج اللقاح المصري المحلي الإنتاج والمَنشأ -وليس مجرد تصنيع لقاح مستورد- والذي نجحت كل تجاربه على الحيوانات وتم نشر أبحاثه بمجلة بحثية علمية عالمية كما أفاد السيد وزير البحث العلمي المصري، والذي سيدخل مرحلة التجارب السريرية التي تعتبر هي المرحلة الثالثة لإنتاج اللقاح.
وعلى ذلك أدعو هؤلاء البعض من أبناء مصر أن يستشعروا أن مصر أصبحت اليوم على طريق النهوض، وأن قدراتنا المصرية ليست ضئيلة، حتى لو تنقصنا بعض مهارات التعامل بروح فريق العمل -وهذا واقع- إلا أننا ورغم ذلك قادرون ونستطيع بإذن الله، ولا ينقصنا غير إيماننا بأنفسنا وأن نوقف حربنا ضد بعضنا البعض، وعلينا أن نُعلي قيمة العلم والعلماء وأن نتأكد من أن الله دومًا سيكون معنا، وأن "اللقاح المصري" لنا وللعالم يدق الأبواب، التي سوف تُفتح له بإذن الله.