رجال الظل يلحقون بأبطال الجيش ليسكنوا قلوب المصريين

بهجت العبيدي

إن البطولة التي يجسدها أبطال مسلسل "الاختيار رجال الظل٢" تجعل الإنسان المصري فخورا كل الفخر برجال الأمن المصري الذين حاربوا الإرهاب وجماعته والدول الداعمة له والقوى الواقفة خلفه، وانتصروا نصرا مبينا، هذا النصر الذي كان تتويجا لثورة أبناء الشعب المصري في الثلاثين من يونيو، تلك الثورة التي كانت مهددة بالاغتيال على أسنة رماح الإرهاب وجماعته، هذه الجماعة التي لم تتورع في القيام بأي عمل إجرامي، تلك الجماعة التي سعت في الأرض فسادا، فوقف لها الجيش المصري بالمرصاد، وخلع جذورها النتنة من أرض مصر الطيبة.

لقد كان الإرهابيون يعلمون علم اليقين أن الجيش المصري هو العقبة الكؤود أمام تحقيق أحلامهم السفيهة في السيطرة على مصر وشعبها، فحاولوا المرة تلو المرة في عمل وقيعة بين الشعب والجيش، ولكن هيهات هيهات، فشعبنا ملتحم التحاما بجيشه العظيم، وجيشنا العظيم يبذل أبطاله دماءهم الزكية وأرواحهم الطاهرة فداء لشعبهم الذي أحبه وعشقه.

وإن كان عشق الشعب للجيش لا يحتاج إلى دليل، وليس في حاجة إلى عمل فني يوضح بطولات هذا الجيش الأبي، فإن رجال الظل الذين يصورهم مسلسل "الاختيار ٢" ملكوا هم الآخرون قلوب أبناء الشعب المصري، فمن خلال بضعة حلقات تم عرضها من المسلسل الذي شغل كل المصريين، وأصبح يتابعه كل الشعب المصري في الداخل والخارج، من خلال تلك الحلقات أدرك الشعب كم البطولات الهائلة التي قام بها هؤلاء الأبطال العظام الذين وصلوا الليل بالنهار من أجل إحباط المخطط الإرهابي الحقير لجماعة الإخوان الإرهابية، فقدموا التضحيات وأبوا أن تنال هذه الأيدي القذرة من مصر وشعبها وكان عملهم وبطولاتهم مع بطولة أبطال القوات المسلحة المصرية السبب الرئيسي في حماية ثورة الثلاثين من يونيو وحفظ أرواح المصريين.

لقد أبدع المخرج بيتر ميمي وأبطال المسلسل كريم عبد العزيز وأحمد مكي، وزملاؤهم في القصة التي قام هاني سرحان بصياغتها ببراعة شديدة في تصوير تلك البطولات التي قام بها هؤلاء الرجال الذين امتلكوا قلوب المصريين، ليحتلوا فيها مكانة لم يحتلها سوى أبطال الجيش المصري.

إن مسلسل "الاختيار ٢" سيكون أحد الأعمال الدرامية الخالدة في ذاكرة الدراما المصرية، فجموع الشعب المصري في الداخل والخارج على حد سواء ينتظرون الحلقة تلو الحلقة على أحر من الجمر ما يعكس براعة العمل من ناحية، وشوق المصريين للتعرف على البطولات التي قام بها هؤلاء الأبطال من ناحية، ومعرفة الخطورة التي كانت تحيط بثورتهم الخالدة والتي يصورها المسلسل ببراعة فائقة من ناحية ثالثة.

وإن كانت كل المحاولات البائسة التي قام بها الإرهابيون ذهبت أدراج الرياح بفضل التحام كل فئات الشعب المصري مع قائده الرئيس عبد الفتاح السيسي وجيشه العظيم، ورجال الأمن المصري، وذلك لأن شعبنا لديه الثقة كل الثقة في قائده وقواته المسلحة التي تضرب كل يوم مثالا في الإخلاص والتضحية. فإنه كان لهؤلاء الأبطال الذي لم يكن يعرفهم الشعب المصري والذي يصورهم مسلسل "الاختيار ٢" دور كبير لا ينكر، هذا الدور الذي يكمل الصورة ويكشف المشهد بتفاصيله الدقيقة تلك التي لم يكن قد آن الأوان لكشفها، فجاء العمل الفني البديع ليعرّف جموع الشعب المصري بها في عمل نزعم أن تأثيره سيظل عشرات السنوات إن لم يزد، ونؤكد بأنه حجز لهؤلاء الرجال مكانا خاصا في قلوب المصريين.

سيظل الجيش المصري ورجال المؤسسة الأمنية المصرية جميعهم دائما في أعظم مكانة، ولن يلتفت الشعب المصري الأبي، يوما لما يردده بعض السفهاء على دور الجيوش، ولا لما يزعمه أصحاب الأجندات عن الجيوش في الدول المصنفة متقدمة، ولا ما يذيعه الممولون من الخارج، بل بالأحرى من الأعداء، عن مهام الجيوش في الدول الديمقراطية، في محاولة مستميتة منهم، في فصل الجيش المصري عن شعبه مرة، وفي النيل من مكانة الجيش في نفوس أبناء الشعب المصري العاشق لجيشه المتيم به مرة أخرى.