×
4 ربيع آخر 1446
7 أكتوبر 2024
المصريين بالخارج
رئيس مجلس الإدارة: فوزي بدوي
مقالات

حسن بخيت يكتب : كورونا إبتلاء.. ياليتنا نتعلم الدرس

المصريين بالخارج


فيروس مجهري ، لا يرى بالعين المجردة ، لا دين له ولا ملة ولا هوية ، لا صوت ولا صورة ولا وزن له ، عبر البحار والقارات ، واخترق الحدود والمطارات ، أصاب الجو والبر والبحر ، فلم تسلم من زيارته السفن ولا السيارات ولا الطائرات دخل جميع الدول بلا تأشيرة ولا جواز سفر ، لم يمنعه أحد من الدخول ، لا أجهزة تفتيش ولا مخابرات ولا رجال أمن ، ولم تستطيع أقوى الجيوش والمعدات العسكرية التعامل معه ، اخترق أكبر القارات ، وهاجم أعظم الدول ،وجعلها ترتجف رعبًا ، .أربك العالم ، وجعل سكان الأرض يعيشون في رعب ،،والحياة البشريةأصيبت بالشلل ليعيش سكان الأرض في عزلة اضطرارية مخافة خطره-- إنه "كورونا"..الذي شتت العالم ، وأوقف مدارسه ، والغى مؤتمراته وبطولاته ،

لم يخطر ببال أحد أن يفرق هذا الفيروس المجهري الضعيف العالم في معاملاته الانسانية ،والاجتماعية، والاقتصادية ، ليضع العالم كله في حالة تأهب وترقب وكأننا نعيش حرب عالمية ، يقودها قاتل واحد ، لا يفرق بين تقي وفاجر ،ولا أبيض وأسود ، لايؤمن بدين ، فالكل عنده سواسيه ،زاده القتل وهمه الوحيد العدوى والانتشار ، لا توقفه دبابات ، ولا ترهبه تهديدات ، ولا تتعامل معه عقاقير ،، أي غول فيروسي هذا ؟

أنه ” كورونا” الذي اشتعل في العالم كاشتعال النار في الهشيم ، لا يحترم أعراف ولا أحكام ولا قوانين ، من يصاب به يرتجف ، ومن يتملك منه يموت بين أيدي الأطباء الذين ارتدوا المسلتزمات الطبية الواقية، عاجزين عن تقديم أي عون، سوى عزل المرضى وتركهم ما بين الشفاء أو الرحيل،، من يصاب به يتركه أهله وأصحابه وعشيىرته ويهرب منه الجميع خشية العدوى . المستشفيات مكتظة، ومئات الآلاف ينتظرون الفحوصات، أصيب به مئات الملايين ، وضحاياه بالملايين ، حتى كعبة الله المشرفة لم تسلم من شره ، فقد وضعها قرابة عام كامل في مشهد قاسي لم تشهده الكعبة من قبل ، مشهد دمعت له قلوب المسلمين أجمع عبر العالم ، قبل عيونهم ، مشهد رؤية صحن المطاف فارغا من ألاف المعتمرين والمصلين .

فيروس قطره لا يتجاوز 150 نانومتر.. أي أقلّ من جزء من مليون جزء من المليمتر.. هذا المخلوق الضّعيف في تكوينه، أربك العالم، واستنفر العلماء والمختبرات العالمية التي لا تزال تبحث عن لقاح مضادّ له، ليجد البشر أنفسهم بما يمتلكون من قوة العلم والعلماء والمختبرات عاجزين أمام هذا الفيروس الضعيف الذي تقتله حرارة الشمس ، وتقضي عليه مناعة الجسم القوية ، لكن البشر لا يملكون كشف الضرّ عن أنفسهم ولا تحويلا.. رغم تقدّم العلم وتطوّره إلا أنّ العالم لم يجد حلا لهذا الفيروس المرعب حتى الأن ،، فسبحانك ربّي ما أعظمك! وما أشد ضعف الإنسان وغفلته وكبره وطغيانه . ((أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُون)).

وهنا أتسائل :
هل استعبنا الدرس ؟ ووقفنا مع أنفسنا ولو لدقائق معدودة نتأمل فيها حالنا قبل انتشار الفيروس وبعده.. فهل يمكننا الرجوع بذاكرتنا لحياتنا قبل كورونا ،، لنتذكر النعم التي أنعم الله بها علينا ولم نكن ندري عظمتها إلا بعد تفشي ذلك الوباء المخيف المرعب ؟!

فقد كنا نعيش حياة أمنة مطمئنة ، ورغم ذلك كان معظمنا دائم الشكوى من مصاعب الحياة ومتاعبها، ( ولا أبرىء نفسي ) ، كنا نشتكي من كل شيء ،، ولا يعجبنا أي شيء ،، مع أن الكثير منا كان يعيش حياة كريمة هادئة لم يعرف مدى عظمتها حينها ،، وبعد كورونا عرفنا جميعاً أن الحياة غالية، ونعم الله علينا لا تعد ولا تحصى، وأنه يجب علينا الاهتمام بصحتنا والبعد عما يضرها، كما تذكرنا كيف كنا نذهب الى أعمالنا ، ونصلي في مساجدنا ، ويذهب أبناؤنا الى مدارسهم ، ونذهب ونعود ونتحرك بحرية تامة دون قلق ولا توتر ولا خوف ، كنا نزور بعضنا بعضاً في سعادة غامرة، ونتجول داخل المولات والحدائق بكل حرية، ومن دون خوف.. بالطبع لم نكن ننظر إلى تلك الأمور على أنها نعم غالية قد تضيع في لمح البصر، بل اعتبرناها مكوناً بديهياً في يومنا، نستيقظ وننام لنجد الحياة مفتوحة أمامنا بكل حرية وسهولة .

أعتقد أنه قد حان الوقت لنقف جميعاً وقفة حاسمة مع أنفسنا، نتذكر فيها كيف كانت حياتنا قبل "كورونا"، وكيف أصبحت بعده، لنتعلم ونرى بأعيننا نعم الله العديدة التي تحيط بنا في كل مكان، وتكاد تشغلنا الحياة وملذات الدنيا عن رؤيتها والتمتع بها بصورة سليمة .

ياليتنا نحن البشر نكون قد استعبنا الدرس، ونعود الى الطريق الصحيح ، ونكف عن الشكوى والضجيج وكفران النعمة ، وكفانا فساد وظلم وعصيان لله ليل نهار ، فلابد وان نعاتب أنفسنا ونحملها المسؤولية فيما نراه الأن أمام أعيننا ، لنفهم جيدا قول الله تعالى: ((وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ))..ونستشعر قول الله تعالى

﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾

استطلاع الرأي

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
عيار 24 بيع 3,566 شراء 3,589
عيار 22 بيع 3,269 شراء 3,290
عيار 21 بيع 3,120 شراء 3,140
عيار 18 بيع 2,674 شراء 2,691
الاونصة بيع 110,894 شراء 111,605
الجنيه الذهب بيع 24,960 شراء 25,120
الكيلو بيع 3,565,714 شراء 3,588,571
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى

مواقيت الصلاة

الإثنين 10:12 صـ
4 ربيع آخر 1446 هـ 07 أكتوبر 2024 م
مصر
الفجر 04:26
الشروق 05:52
الظهر 11:43
العصر 15:03
المغرب 17:34
العشاء 18:51