العمل في عيد العمال
م. أشرف الكرم المصريين بالخارج
لا يخفى علينا كم هي سعادتنا جميعًا, حين نحتفل بعمالِنا الأبرار في عيدهم الوطني, ممن قدموا الجهد والفكر والوقت ما تمت به كل منجزاتنا المصرية على مر العصور, وما كان له الأثر الكبير في مكانة مصر قديمًا وحديثًا, وهو الذي يجعلنا في غاية الامتنان باحتفال الوطن بعيد العمال المصريين الذين نجلّهم أيّما إجلال.
وتبرز قيمة العامل عمومًا من قيمة العمل الذي في مجمله يكون ذو مستوى ومكانة, يرسمها العامل بسواعده في ربوع الوطن, بين صناعاتٍ وإنشاءاتٍ وغيرها, وحسبما تكون قيمة ومكانة ذلك المنتج الذي صنعته أيدي العامل المصري, تكون قيمة العامل ذاته.
ولاشك أن مكانة الإنتاج المصري في عمومه مازالت تحتاج إلى رفع الجودة والتركيز على الإتقان, بما يحقق منافسة في السوق الخارجي قبل الداخلي, مما يؤثر في قوة الوطن الاقتصادية حين نصدر إنتاجًا من ناتج عمل العامل المصري ينافس ويناطح أي منتج مماثل عالميًا,
وأيضًا على صعيد السوق المحلي, فنحن مازلنا نلمس ناتج العمل الذي بأيدي العامل المصري, والذي ليس بالدرجة التي نرجوها لأحفاد المصريين القدماء الذين ما برعوا مثلما برعوا في جودة عملهم وإتقان تفاصيل منتجهم, الذي ظل شاهدًا على رفعة حضارتهم المصرية القديمة في عمارتهم ومبانيهم الشاهدة على ذلك إلى يومنا هذا, ولا زلنا ننظر لأحفاد هؤلاء القدماء من عمال مصر, على أن لديهم الكثير مما يمكنهم أن يقدموه ولم يفعلوا, من حيث جودة العمل ودقة تفاصيله وإتقانه.
ولسنا بصدد جلد العامل المصري في يوم عيدهم الجليل, فلقد دخلت معادلات أحسبها صعبة, جذبت الكثير من العمالة الماهرة المتقِنة لعملها, وأصبحنا نرى العامل يترك حرفته وصنعته ويتجه إلى ما يأخذ منه ربحًا سريعًا مثل قيادة المركبات الصغيرة "التوكتوك" وغير ذلك -وهو أمر لا نحمله مسئوليته- مما جعل ساحة العمل تخلو من الحرفي "المعلم" لتخلو الساحة لمن يتعلمون ويحاولون, ممن يحتاجون إلى المساعدة والتدريب.
نحن هنا فقط نحاول أن نلقي الضوء على جانبٍ يجب أن تنتبه إليه الإتحادات العمالية والمهنية ومعاهد التعليم الفني والحرفي في عيد العمال, لرفع كفاءة العامل المصري في الدقة والجودة, وكذلك يتوجب على الإعلام الوطني المخلص أن يتبنى قضية جودة المنتج الذي هو ناتج العمل الذي يقدمه العامل المصري, لنصل إلى رفع الجودة والتمسك بها, في عمق عقيدة كل عاملٍ من عمال مصر في شتى ميادين العمل الإنتاجي,
ليكون نجاح العامل المصري حينها نجاحًا باهرًا في إنتاج المنتج المنافس عالي الجودة وقليل التكلفة, ويكون العامل المصري حينها تاجًا على رأس العمل المصري المنافس عالميًا.