يعنى إيه؟؟... الحالات في مصر صنفين... بقلم دكتور فرج هارون
دكتور فرج هارون المصريين بالخارجفين عنق الزجاجة النهارده في المنحنى التصاعدي للحالات في مصر ؟؟..عنق الزجاجة هي الحالات اللي "هتركب العربية"...
يعنى إيه؟؟...
الحالات في مصر صنفين...
الصنف الأول هو الحالات التى ظهرت عليها أعراض حرارة أو تكسير عام أو قئ أو صداع... الخ، و لكنها لم تترك بيتها...كلمت الدكتور في التليفون...شرحتله الحالة...جاله فنى معمل لغاية بيته....طلب الدوا من الصيدلية و طلعله...خده و إتعالج و بيتعافي في بيتهم علي مهله...
الصنف ده من الحالات لا يمثل ضغطًا علي الدولة بالمعنى الصريح ..إذ أن أقصي ما تفعله الدولة تجاه هذا الصنف من الحالات (في غياب تأمين صحى حقيقي) هو التأكد من توافر أدويته التقليدية في الصيدليات و إلزام جهات عمل المريض بمنحه أجازة مرضية الخ ..و عندها ينتهى دور الدولة في توفير أي مظلة للمريض من هذا النوع
إمتى بقي المشكلة من منظور سياسات صحية؟؟...
المشكلة تبدأ عندما يتحول المريض الي الصنف الثانى... و هو الصنف الذي سائت و تدهورت حالته و نزل الشارع و "ركب عربية" بيدور علي سرير و مستشفي ......هنا يبدء الدور الحقيقي للدولة المصرية...
المشوار ده دلوقتىً في مصر يكاد يكون صعب حتى علي ناس معاها فلوس...ناس كتير مقتدرة بتقول أنا لو حالتى تدهورت مش هعرف اعمل ايه و اروح فين...
همستى في أذن الدولة الآتى:
وفرى علي نفسك كدولة و علي المريض تكلفة المشوار المذكور...كلما كان المريض في بيته كلما كان أسهل علي الطرفين...
إمتى يفضل المريض في بيته؟؟...عندما تكون الحالة اعراضها بسيطة الي متوسطة....
ازاي تخلي الحالات بسيطة الي متوسطة و نمنعها من التدهور (طالما انت كدولة مش عايز تعمل حظر)؟...
١- خللي تحاليل مسحات الكورونا مجانا لمدة ٦٠ يوما القادمة عشان الناس تشخص بدرى بالتالي تلحق نفسها بدرى و تتعالج بدرى فلا تتدهور حالاتها
٢- خللي علاج الكورونا مجانا علي بطاقات التموين لمدة ال٦٠ يوم القادمة
٣- اعمل مرافق عزل ميدانية مجانية في كل محافظة و بالاضافة تعاقد مع فنادق ٣ و ٤ نجوم و اعمل الغرفة ب٢٠ جنيه يعزل فيها نفسه الشخص الايجابي فور ايجابيته بحد اقص ١٠ ايام لنزع فتيل اشتعال الوباء بين افراد المنزل الواحد
٤- اعمل غرامات قاسية جدا لعدم ارتداء الكمامة
٥- التلقيح...التلقيح....التلقيح
كل ما أعلاه ليس هدفه منع العدوى و لكن إحنا بنسميه (mitigation) أو اجراءات للتخفيف و بالتالي تقليل فرص التدهور لادنى مستوياتها لان الحمل الفيروسي في هذه الحالة سيكون طفيف جدا...و بالتالي أمنع المريض من "ركوب العربية"...
أول ما يبدء المريض يركب عربية و يقول "إلحقونى" و يدور علي سرير فاضي في مستشفي هنا تبدأ المشكلة ...إذ أنه لو ركب العربية في مصر ٥٠٠ ألف مريض في نفس اليوم ستنهار المنظومة الصحية بالكامل ..و نحن لا نريد ذلك رغم الشواهد التى تقول أننا ذاهبين اليها ...لكن لو حصل و أضطر المواطن "يركب العربية".... أنا كدولة لازم أكون جاهزة بإيه؟
-
١- طبيب طوارئ مدرب في أقرب مستشفي مرتدياً زيه الوقائي...
٢- مرافق طبية للطوارئ جاهزة لاستقباله...
٣-سرير عناية فائقة جاهز...
٤- تحاليل و فحوصات متوفرة...
٥- جهاز تنفس صناعى جاهز ..
٦- علاج وريدي متوفر...الخ الخ
السؤال دلوقتى هل ١ الي ٦ متوفرين في اي و كل مستشفي؟... لو الاجابة بالنفي يبقي "ركوب العربية" مش لازم يحصل أساساً....
المشوار من باب العمارة حتى سرير المستشفى..بدءاً من سيارة الاسعاف حتى تأهيل الممرضة اللي جنب السرير اللي منتظرنى و كل ما بينهما يلخص دور الدولة ... المشوار ده لازم يكون واضح...و سهل...و متاح ..و غير مكلف...ولازم يكون فيه ذهاب ...و أيضاً عودة ...و لا يجب أن يكون إتجاه واحد
لو أنا وزيرا للصحة فى بلدى ..كل اللي هفكر فيه المشوار ده فقط و أديره صح إزاي...و الأهم أمنعه يحصل أصلاً ازاي...
مع كل أمنياتى للجميع بإنهم مايطلعوش من باب العمارة ...و ما يركبوش العربية أبداً
حفظ الله مصر و أهلها..