الآثار الصحية العالمية لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)


في ظل السعي الحثيث للعديد من الأنظمة الصحية في المناطق المحدودة الموارد حول العالم لتلبية احتياجات المرضى، كيف يمكن لمسؤولي الصحة التعامل مع التفشي المتزايد لجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)؟
إن التحديات المتجلية في محدودية القدرة الاستيعابية للمستشفيات وعدم توفرها على ما يكفي من وحدات العناية الفائقة وأجهزة التنفّس، تضعنا أمام خيارات محدودة لعلاج الحالات الحرجة، لا سيما وأن استراتيجيات كبح انتشار المرض مجتمعيًا عبر إجراءات التباعد الاجتماعي والبقاء في المنزل غالبًا ما تكون غير ممكنة بسبب ظروف العمل والمعيشة وحاجة العديد من فئات المجتمع إلى الحصول على الغذاء والموارد الأخرى بأنفسهم.
لمواجهة هذه التحديات، من المهم أن نسترجع ما نجح من خطوات وتدابير خلال تفشيات الأمراض السابقة مثل وباء الكوليرا عام 2010 في هايتي وفاشية إيبولا 2014 في غرب إفريقيا، ويتضمن ذلك استخدام شبكات صحية قوية على مستوى المجتمعات المحلية للتوعية بشأن المرض، وإيجاد طرق مبتكرة لتعزيز القدرة الاستيعابية للمرضى، مثل إنشاء خيام في الهواء الطلق وبناء الثقة من خلال التواصل المنفتح والصادق.
اقرأ أيضاً
سلطنة عُمان تستعرض خطتها الوطنية للتحصين ضد ”كورونا”
وزيرة الصحة تتوجه بالشكر للسيد طارق عامر محافظ البنك المركزي لدعمه المستمر للقطاع الصحي
الصحة: على المواطنين الإسراع لتلقي لقاح كورونا
الهند تسجل أكثر من 400 ألف إصابة.. ونحو 4000 وفاة بكورونا خلال 24 ساعة
سلطنة عمان تستعرض خطتها الوطنية للتحصين ضد كورونا
الصحة: تسجيل 1102 حالة إيجابية جديدة بفيروس كورونا ..و 64 حالة وفاة
تعرف على الدولة لمواجهة فيروس ”كورونا” خلال العيد
وزير الدفاع الماليزي يعلن إغلاق كوالالمبور لأسبوعين لاحتواء تفشي كورونا
مدبولي: الدولة المصرية تتعامل بسياسة الاتزان منذ بداية جائحة كورونا
مدبولي: الرئيس وجه بإتاحة كل الموارد المالية لتوفير لقاحات كورونا
مدحت العدل يقدم اقتراحا لمواجهة فيروس كورونا
عبدالشافي يغيب عن الزمالك أمام سموحة
كانت هذه رسالة فريق من خبراء الصحة العالميين خلال جلسة الجولات العلمية التي انعقدت في مستشفى ماساتشوستس العام بتاريخ 19 مارس 2020.
د. لويز آيفرز، ماجستير الصحة العامة
المديرة التنفيذية
مركز الصحة العالمية
قالت د. لويز آيفرز (Louise Ivers)، ماجستير الصحة العامة، المديرة التنفيذية لمركز الصحة العالمية في مستشفى ماساتشوستس العام: "بصفتنا مجتمعًا طبيًا في بوسطن، نشعر بقلقٍ بالغ حيال تطوُّر جائحة كوفيد-19 في المناطق ذات الموارد المحدودة فهذه الأزمة تقتضي منَّا أن نتذكر إنسانيتنا المشتركة وأن نعمل معًا لإيجاد الحلول حتى لا يُترك أحد دون رعاية."
ضمت الجلسة إلى جانب د. آيفرز كلاً من د. ديفيد والتون (David Walton)، ماجستير الصحة العامة، من منظمة بيلد هيلث إنترناشونال (Build Health International) ومستشفى بريجام وأمراض النساء (Brigham and Women’s Hospital)؛ ود. إنوبيرت بيير (Inobert Pierre) من منظمة الإنصاف الصحي الدولية (Health Equity International) ومستشفى سانت بونيفيس (St. Boniface) في هاييتي؛ ود. قواريشا عبد الكريم (Quarraisha Abdool Karim)، دكتوراة في الطب، من مركز برنامج أبحاث الإيدز في جنوب أفريقيا وجامعة كولومبيا؛ ود. بول فارمر (Paul Farmer)، دكتوراة في الطب، من منظمة شركاء في الصحة (Partners In Health) ومستشفى بريجام وأمراض النساء.
هذه أهم النقاط التي تضمنها العرض التقديمي:
يُعاني 568.000 شخص في الولايات المتحدة من التشرّد، كما يوجد بها مليوني سجين (أكثر من 40% منهم مصابون بأمراض قبل دخول السجن) و90.000 في مراكز احتجاز وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، مما يجعل التفشي الشديد للجائحة أمرًا واردًا في هذه الأماكن في ظل غياب أي تدابير وقائية استباقية.في الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل، هناك فرصة للقيام بإجراءات من شأنها المساعدة على كبح تفشي الفيروس وإنقاذ الأرواح، مثلا: وضع استراتيجيات لتصنيف المرضى، وبناء مساكن مؤقتة لمرضى كوفيد-19، وتعزيز جهود الاتصال والتوعية.تمتلك الأنظمة الصحية التي تخدم المجتمعات المحلية الريفية والمنخفضة الدخل نقاط قوة يمكن أن نستفيد منها:توفّر الخبرة السابقة في التعامل مع تفشي الأمراض المعدية مثل الكوليرا وفيروس الإيبولا، وكذلك الاستجابة للكوارث الطبيعية الواسعة النطاق.يساعد التكامل العميق للخدمات الصحية مع منظمات المجتمع المحلي في جهود الاتصال والتوعية.قد يتعذر تطبيق استراتيجيات مكافحة العدوى مثل التباعد الاجتماعي في بعض الأماكن، ففي هايتي، على سبيل المثال، قد يقيم خمسة أشخاص في مسكن صغير مكون من غرفتين، وهو ما يمثِّل كثافة سكانية عالية.يمكن لاستراتيجيات إسكان المرضى المؤقتة التي تتضمن تهوية طبيعية؛ إذا ما تم تصميمها بإتقان، أن تلعب نفس دور غرف الضغط السلبي، وهي تقنية عزل تستخدم في المستشفيات والمراكز الطبية لمنع التلوث المتبادل بين غرفة و أخرى. على سبيل المثال، الخيام الكبيرة التي يمكن طي جانبيها لأعلى قد تتيح تغيير الهواء 12 مرة في الساعة كما تفعل غرفة الضغط السلبي.توجد مخاوف في جنوب أفريقيا بشأن تأثير الفيروس على 40% من المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية الذين لم يخضعوا للاختبار أو لم يبدؤوا العلاج بعد، كما هو الأمر بالنسبة للمصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والسُل. كما توجد مخاوف بشأن كيفية تأثير الجائحة، حال استمرارها، على سلسلة توريد أدوية فيروس نقص المناعة البشرية واستمرارية رعاية المرضى.تشمل الشواغل الإضافية في جنوب أفريقيا تزايد حالات تخزين الأغذية وإساءة استخدام منصات التواصل الاجتماعي والذعر والخوف والوصم والتمييز.نظرًا لما خلفته عقود الاستغلال الاستعماري في البلدان الأفريقية من عدم ثقة، يُعتبر بناء علاقات جيدة عبر المجتمع المحلي أمرًا مهمًا لإيصال المعلومات والتوجيهات بشأن المرض إلى السكان.
يستضيف مركز الصحة العالمية ندوات أسبوعية حول تأثير كوفيد-19 في المناطق المحدودة الموارد. يُرجى زيارة موقعه الإلكتروني للاطلاع على مواعيد الندوات القادمة، وفيديوهات العروض التقديمية السابقة، والموارد الإضافية الخاصة بمواجهة فيروس كوفيد-19.